إدلب | لم تعد حملات اللقاح التي تطلقها «حكومة الائتلاف» المعارض تلقى استجابة من سكان ريف ادلب الخاضع لسيطرة الجماعات المسلحة، وذلك بعد المجزرة التي أودت بحياة عشرات الأطفال في شهر أيلول من العام الماضي.
وقالت مصادر محلية في قرى ريف ادلب إنّ «آلاف العائلات لم تعد ثتق باللقاحات التي تقدمها الحكومة الائتلافية بعد الذي حصل العام الماضي لأطفال قرى كفربطيخ وتلمنس وشيخ بركة وأم ويلات وزردنا»، حيث توفي أكثر من 40 طفلاً جراء اللقاح الفاسد الذي تلقوه عن طريق مراكز «الائتلاف». وأشارت المصادر، في حديث لـ«الأخبار» إلى أنّ معظم العائلات «اتّجهت إلى تلقيح أطفالها من طريق الحملات التي تطلقها وزارة الصحة التابعة للحكومة السورية عبر المراكز التابعة لمديرية صحة ادلب»، والتي ما زالت قائمة في معظم قرى الريف الأدلبي.
وذكر مصدر متابع في مدينة معرة النعمان، جنوب ادلب، لـ«الأخبار» أنّ الحملة الأخيرة التي أطلقتها الحكومة في 15 شباط، واستمرت 4 أيام، شهدت إقبالاً غير مسبوق على مراكز اللقاح في الريف، ومنهم اطفال لعناصر يقاتلون في صفوف الجماعات المسلحة.
وأفاد مدير صحة ادلب، عبيدة قطيع، لـ«الأخبار» أنّه جرى تلقيح نحو 189156 طفلاً من ريف ادلب، إضافة إلى 7462 طفلاً من ريف حلب و4462 طفلاً من ريف اللاذقية من طريق المراكز الصحية التابعة للمديرية. وأشار الى ان 78 مركزاً صحياً للحكومة منتشرة في القرى الخارجة عن السيطرة في ريف ادلب، إضافة إلى مركزين في أريحا وجسر الشغور و5 مراكز في مدينة ادلب.
وكانت «الحكومة الائتلافية» قد أدخلت إلى الريف الادلبي في شهر أيلول من العام الماضي لقاح لمرض الحصبة من طريق الحكومة التركية، وتبيّن أن معظمه فاسد وغير صالح للاستخدام البشري، ما دفع «الائتلاف» إلى ايقاف الحملة بعد تسجيل حالات الوفاة.
وحاولت «الحكومة» من طريق مراكزها الصحية الموجودة في ريف ادلب إطلاق حملات إعلانية قبل أيام من بدء حملة اللقاح بهدف استقطاب السكان إلى مراكزها. كذلك أعلنت زيارة للبيوت، لكن استجابة الناس للحملة التي بدأت أول من أمس، كانت ضعيفة.