الحسكة | في معركة عابرة للحدود السورية بدأت بتنسيق عالٍ بين «التحالف الدولي» و«وحدات حماية الشعب» و«البشمركة»، سيطرت «الوحدات» على ناحية تل حميس وأكثر من مئة قرية ومزرعة في ريف القامشلي الجنوبي. إذ تجاوزت قوات «البشمركة» الحدود وسيطرت على 7 قرى تابعة لناحية تل حميس من جهة العراق، منها قرى فلسطين وتميم وخزاعة وسليمة المجاورة لبلدة ربيعة العراقية، لمنع فرار المنسحبين من بلدة تل حميس باتجاهها.
ترافق ذلك مع حشود كبيرة لـ«البشمركة» على الحدود، تمهيداً لعملية عسكرية تستهدف قطع طرق إمداد «داعش» بين نينوى العراقية ومحافظات دير الزور والحسكة السورية من خلال السيطرة على معبر أم جريص والقرى المجاورة له، ما يعني أن«داعش» بات على وشك الانهيار التام في تلك المنطقة.
يأتي ذلك في ظلّ الأنباء عن عملية جديدة ستستهدف أيضاً السيطرة على مدينة الشدادي وبلدة الهول والشريط الحدودي بين سوريا والعراق في تلك المناطق. مصادر ميدانية أكدت لـ«الأخبار» أنّ «طيران التحالف نفّذ عشرات الغارات على مواقع داعش في تل حميس وريفها بالتزامن مع قصف مدفعي عنيف لقوات البشمركة للمنطقة». وبيّنت المصادر أنّ «مهمة وحدات الحماية كانت بالتقدم البري وتثبيت المواقع بعد أن دخل عدد كبير من القرى دون قتال إثر التمهيد الناري العنيف لها». وأوضح المصدر أنّ «السيطرة على تل حميس جاءت بعد اشتباكات عنيفة من الجهة الجنوبية للبلدة، ما أدى إلى مقتل عدد منهم وانسحاب آخرين باتجاه الهول والشدادي».
إلى ذلك، أكدت مصادر محلية أنّ «الوحدات الكردية منعت المدنيين بالنزوح باتجاه مدينة القامشلي، ما أجبرهم على التوجه نحو بلدة الهول ومدينة الشدادي وقرى في ريف دير الزور»، بينما لفت عضو ديوان «المجلس التشريعي لمقاطعة الجزيرة»، أكرم محشوش، لـ«الأخبار» إلى «أنّ الإدارة الذاتية قامت بفتح مخيم لأهالي بلدة تل حميس في مدينة المالكية واستقبلت أكثر من 200 شخص لتقديم المساعدات الإغاثية لهم».
وفي السياق فجّر انتحاري من «داعش» سيارة مفخخة بأحد حواجز «الوحدات» بالقرب من قرية الأغيبش، ما أدى إلى سقوط ضحايا، في وقت استقدمت فيه الأخيرة تعزيزات للبدء باستعادة السيطرة على قرى نهر الخابور التي سيطر عليها التنظيم منذ عدة أيام.
إلى ذلك، أكدت القيادة العسكرية المشتركة لـ«وحدات حماية الشعب» و«المجلس العسكري السرياني» و«مجلس حرس الخابور»، خلال مؤتمر صحفي، أن «قواتهم في حالة تقدم في ريف تل تمر، والمرتزقة في حالة دفاع»، لافتة إلى أن «موازين القوى تغيرت، وأن لديهم مفاجآت في الفترة القريبة المقبلة». واضافت أنّ «قواتهم ستلاحق داعش من الجزيرة حتى عفرين لتنتقم للشهداء وتحرر المناطق المحتلة». تزامن ذلك مع إغلاق «الوحدات» طريقي تل تمر ــ رأس العين وتل تمر ــ أبو رأسين خشية تقدم «داعش» من ريف رأس العين الجنوبي باتجاه تلك المناطق ولحمايتها من المفخخات. كذلك علمت «الأخبار» أنّ المفاوضات مستمرّة مع «داعش» بخصوص المختطفين الآشوريين من طريق وجهاء من عشائر المنطقة. مصادر مطلعة على سير المفاوضات أكدت أن «داعش لا يزال يطالب بوقف قصف التحالف قرى جبل عبدالعزيز وريف تل تمر بالإضافة إلى فدية مادية كون المختطفين من أهل الذّمة وعليهم دفع الجزية». يأتي ذلك في وقت خلت فيه بلدة تل تمر بشكل شبه كامل من المدنيين، وارتفع عدد الفارين والواصلين إلى مدينة الحسكة إلى أكثر من ألفي نازح، فيما قصد آخرون مدن القامشلي والدرباسية ورأس العين شمال المحافظة.
الجيش السوري، بدوره، تمكّن من تحقيق تقدّم في الريف الجنوبي الشرقي لمدينة القامشلي وسيطر على عدّة قرى (الطفيحية، وخربة نورا، وخزنة، وتل أحمد، وتل عنبر، وفرفرة والطواريج وتل سطيح) مع تقدم مستمر له في المنطقة.