لا يزال مجهولاً مصير خمسة شبان فلسطينيين معتقلين لدى أجهزة أمن السلطة منذ ما يقارب 20 يوماً، في ظل رفض الأجهزة الأمنية الإدلاء بأي معلومات تتعلق بسبب استمرار جهاز «المخابرات العامة»، في اعتقال كل من: باسل الأعرج ومحمد حرب وهيثم السياج ومحمد السلامين وعلي دار الشيخ.
الغموض، الذي يرافق الملف، عزّزه قرار النيابة العامة في رام الله أمس، تمديد اعتقال الشبان للمرة الثانية على التوالي، ما يؤكد أن ما جرى تداوله عن ارتباط اعتقالهم بنية الخمسة تنفيذ عملية فدائية، قد يكون صحيحاً، خاصة أن رئيس السلطة، محمود عباس، تحدث إلى صحيفة «دير شبيغل» الألمانية، عن إحباط عملية كبيرة كان يعتزم شبان تنفيذها في وقت سابق.
وبمراجعة مصادر خاصة في السلطة، أكدت لنا «زيف الرواية المتعلقة باختفاء الشبان وعثور جهاز المخابرات عليهم بالمصادفة في قرية عارورة (شمال غرب رام الله)». وأضافت المصادر أن أجهزة السلطة «حرصت على عدم تأكيد أو نفي هذه الرواية بهدف إرباك الرأي العام حول ظروف اعتقال أو اختفاء الشبان الثلاثة بعيد اكتشاف مخططهم». وأشارت أيضاً إلى أن «سوء تصرف الشبان أثار الشكوك حول نيتهم بتنفيذ عملية فدائية، وذلك حينما تخلصوا من مقتنياتهم الشخصية في حاوية للمهملات».
وكان تبليغ الأهالي، السلطة، عن اختفاء أبنائهم، قد أسهم في تعزيز الشك فيهم، فباشرت الأجهزة الأمنية البحث عنهم وإلقاء القبض عليهم، وهو ما يرجح أن الشبان كانوا معتقلين فعلياً لدى أمن السلطة، قبل إشاعة رواية اختفائهم. لكن لعلّ ما كشفته مؤسسة «الضمير» عن اعتقال السلطة للشابين السلامين والشيخ علي في الوقت الذي أعلن فيه اختفاء الأعرج ورفاقه، يصب في اتجاه سيناريو اعتقال الشبان منذ اللحظة الأولى لاختفائهم.
المصادر نفسها قالت إن الاتهامات تدور حول أن «الشبان كانوا على اتصال بجهات إقليمية عرف عنها دعمها للمقاومة الفلسطينية، وإنهم تلقوا الأوامر والدعم منها لغرض تنفيذ عملية كبيرة في عمق كيان العدو... اعترف عدد منهم خلال التحقيق بالتخطيط لتنفيذ عملية فدائية فعلاً، فيما رفض البقية الإقرار بذلك حتى الآن».
في المقابل، لم تفصح نيابة رام الله عن طبيعة التهم الموجهة إلى الخمسة، وهو ما يرفض أن يتحدث عنه محامي مؤسسة «الضمير» خشية تعرضهم للملاحقة من العدو. لكن هذا الغموض يفتح الباب أمام استمرار اعتقال الشبان لمدة تزيد على ستة أشهر بموجب الإجراءات القضائية الفلسطينية.
يذكر أن ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي أطلقوا قبل أيام وسماً تفاعلياً «#الحرية_للمخطوفين» تضامناً مع الشبان، فيما تظاهر آخرون قبالة مقر «المخابرات العامة» في رام الله احتجاجاً على استمرار اعتقال الخمسة، الذين عرف عنهم انتماؤهم السياسي إلى «حركة المقاومة الإسلامية ــ حماس»، و«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين».
(الأخبار)