صعّد تنظيم «الدولة الإسلامية» في ليبيا هجماته، معتمداً هذه المرة التفجيرات الانتحارية التي أودت بحياة 40 شخصاً وأصابت 70 آخرين. فقد هزّت ثلاثة تفجيرات بسيارات مفخخة، صباح أمس، ثلاثة مواقع حيوية في مدينة القبة شرق البلاد. وقال مسؤول أمني في منطقة الجبل الأخضر إن القتلى والجرحى سقطوا «في ثلاثة انفجارات متزامنة بسيارات مفخخة، ربما قادها انتحاريون استهدفت مديرية أمن مدينة القبة (30 كلم غرب درنة) ومحطة توزيع للوقود، إضافة إلى منزل رئيس البرلمان المعترف به دولياً عقيلة صالح عيسى».

وتبنى الفرع الليبي لتنظيم «الدولة الإسلامية»، الذي يسمي نفسه «ولاية برقة»، هجومين من الهجمات الثلاث التي هزّت مدينة القبة. وفي السياق، أفادت حسابات على صلة بالتنظيم على موقع «تويتر»، بأن «فارسين من فوارس الخلافة قاما بتنفيذ عمليتين استشهاديتين بسيارتين مفخختين استهدفتا غرفة عمليات الطاغوت (اللواء المتقاعد خليفة) حفتر في المنطقة الشرقية والجبل الأخضر في منطقة القبة».
وأضافت تلك الحسابات، التي بثت صوراً لمنفذي الهجومين ولحظة وقوعهما، أن الانتحاريين «قتلا وجرحا العشرات ثأراً لدماء أهلنا المسلمين في مدينة درنة وانتقاماً من حكومة طبرق المتآمرة على قتلهم ورسالة لكل من تسوّل له نفسه الاعتداء على جند الخلافة وعامة المسلمين». وفيما نشرت صوراً لمسلحين ملثمين، لفتت هذه الحسابات إلى أن «منفذ العملية الأولى يدعى أبو عبدالله الجزراوي، ومنفذ العملية الثانية يدعى بتار الليبي».
ولم يذكر التنظيم التفجير الثالث في محطة توزيع الوقود في مدينة القبة، حيث وقع معظم الضحايا من المدنيين في هذه المنطقة الواقعة شرق ليبيا.
وقال شهود إن «الانفجارات كانت متزامنة وكان دويّها عالياً جداً وسمع في مختلف أرجاء المدينة»، الصغيرة التي تبعد نحو 50 كلم شرق مدينة البيضاء حيث المقر المؤقت للحكومة الليبية المعترف بها دولياً. وأفاد مسعفون بأن «عدد الضحايا الأكبر كان في محطة توزيع الوقود في المدينة، ومعظمهم من المدنيين الذين قدموا للتزود بالوقود من هذه المحطة المزدحمة التي شحّ عنها الوقود، خلال الأيام الماضية، ما سبب هذا الازدحام»، مؤكدين نجاة رئيس البرلمان من الحادثة، لأنه لم يكن موجوداً في المنزل.
وفي وقت لاحق، أكد عقيلة صالح للصحافة الهجمات، معلناً الحداد سبعة أيام على أرواح الضحايا.
كذلك، طالب وزير الصحة في حكومة عبدالله الثني، رضا العوكلي، أهالي الجرحى بسرعة تقديم مستندات السفر الخاصة بجرحاهم، تمهيداً لنقلهم على الفور للعلاج خارج البلاد، مديناً بشدة هذا العمل «الإرهابي».
أما رئيس الهيئة العامة (وزير) للإعلام والثقافة في حكومة الثني، عمر القويري، فقد حمّل «التنظيمات الإرهابية» مسؤولية التفجيرات. وقال إن «هذه التفجيرات ليست مفاجئة ولا مستغربة من تنظيمات إرهابية ممنهجة وسلوكها العنف والذبح والقتل والسبي في زمان صار فيه حتى للحيوانات حقوق وقوانين تحميها».
ويأتي هذا الانفجار بعد أيام قليلة من الغارات المشتركة التي نفذها سلاحا الجو الليبي والمصري على أهداف لمتشددين في مدينة درنة، انتقاماً لمقتل 21 قبطياً ذبحهم الفرع الليبي لتنظيم «الدولة الإسلامية» في مدينة سرت وسط ليبيا.
وجميع سكان هذه المدينة من قبيلة العبيدات التي ينتمي إليها رئيس البرلمان الليبي، ورئيس أركان الجيش عبد الفتاح يونس، الذي قاد الحرب على نظام الرئيس السابق معمر القذافي.
(الأخبار، رويترز، أ ف ب)