القاهرة | اللجنة العليا للانتخابات البرلمانية تثبت يوم بعد الآخر ارتباطها على نحو وثيق بالشأن السياسي والتحالفات والأحزاب السياسية، فبعدما كان مقررا أن يُغلَق باب الترشح نهائياً مساء الخميس قررت اللجنة مد فتح تلقي الأوراق الناقصة للترشح لمدة يومين تختتم مساء اليوم.
وعلى عكس ما جرى في الانتخابات الرئاسية التي أغلق فيها الكشف الطبي قبل إغلاق باب الترشح بيومين، قررت اللجنة مد تلقي الفحوص الطبية بسبب تأخر الأحزاب في إعلان القوائم وتقدم أوراق المرشحين في الساعات الأخيرة قبل إغلاق باب الاقتراع، حيث كانت عدة أحزاب وقوائم انتخابية مهددة بالخروج من السباق على نحو نهائي بسبب عدم الاستقرار على المرشحين نظراً إلى الخلافات حول محاصصة الأحزاب في التحالفات.
وأتاح قرار اللجنة، الذي صدر في ساعة متأخرة من مساء الخميس بعد إغلاق باب الترشح رسميا، للأحزاب التي تقدمت في اللحظات الأخيرة باستكمال أوراقها، بعدما واجهت صعوبات في إنهاء الإجراءات في السابعة مساءً، موعد إغلاق باب الترشح الذي جرى تمديده يومين في وقت سابق استجابة لضغوط الأحزاب، التي لم تستطع الاستقرار على أسماء مرشحيها حتى اللحظات الأخيرة، علماً بأن عدد المرشحين الذين قدموا أوراقا ناقصة وصل إلى 509 أفراد.
ووصل عدد المرشحين على المقاعد الفردية في الانتخابات أكثر من 6300 مرشح منهم 4100 مستقل. وتقوم لجنة الانتخابات بمراجعة أوراق المرشحين حيث سيجري تعليق القوائم النهائية في المحاكمة الابتدائية على مستوى الجمهورية يوم غد الأحد، تمهيداً لاستقبال الطعون التي ستُعرض على محكمة القضاء الإداري بدءاً من يوم الأربعاء لمدة 5 أيام، على أن تعلن الكشوف النهائية للمرشحين يوم 2 آذار المقبل، قبل نحو20 يوما من بدء الجولة الأولى للاقتراع.
وشهد اليوم الأخير تقدم 3 قوائم مدنية هي « في حب مصر»، التي قدمت 4 قوائم انتخابية، بمعدل 420 مرشحا، نصفهم احتياطي والبقية أساسي، وقائمة «تيار الاستقلال» التي تقدمت كذلك بـ 300 مرشح على النظام الفردي، يليهما حزب النور الذي أعلن الانتهاء من تقديم قوائمه الأربع، بينما اكتفت «صحوة مصر» التي تضم بعض الإصلاحيين والأحزاب المؤيدة لثورة 25 يناير بتقديم ٣ قوائم فقط، بسبب انسحاب عدد من المرشحين في الساعات الأخيرة.
ووفقا للمعطيات الحالية بتدخل الدولة في تأليف ودعم قائمة « في حب مصر»، التي تضم عددا من الوزراء السابقين والمدعومين من الدولة، منهم وزير الإعلام الأسبق أسامة هيكل، ورئيس لجنة الشباب في حملة السيسي حازم عبد العظيم، رئيس حزب المحافظين أكمل قرطام، ومؤسس حركة تمرد محمود بدر، إضافة إلى عدد من رؤساء الجامعات السابقين، فإن القائمة التي تتنافس على جميع مقاعد القوائم البالغة 120 يتوقع أن تحصدها في جميع الدوائر.
حزب الوفد لم يمثل سوى بعدد يراوح بين 9 مقاعد و12 مقعدا في القائمة الانتخابية لتحالف «في حب مصر»، الذين اختارهم اللواء سامح سيف اليزل، من دون موافقة الحزب الرسمية، وذلك عقب التهديدات التي تعرض لها الوفد المصري وتحالفه، الذي تفكك في اللحظات الأخيرة، فيما يخوض الحزب الانتخابات بالنظام الفردي على 150 إلى 160 مرشحا، وهي نسبة لا تزيد على 20% من المجلس، وبالتالي لن يستطيع الحزب منفرداً تأليف الحكومة منفرداً.
فشلت كذلك محاولات تحالفي ائتلاف «تحيا مصر الشعبي» وجبهة مصر في خوض الانتخابات بنظام القائمة تحت لواء واحد. وأعلن "تحيا مصر" عدم خوضه الانتخابات البرلمان المقبلة على القوائم، والاكتفاء فقط بدعم مرشحين على المقاعد الفردية من بعض الأسماء المطروحة أمام الهيئة العليا لاختيار أفضلهم، وذلك بعد قرار أغلبية أعضاء المكتب التنفيذي في اجتماع مساء الأربعاء، الذي استمر حتى الساعات الأولى من صباح الخميس.
وأرجع أيمن مصطفى، المتحدث الرسمي باسم ائتلاف «تحيا مصر الشعبي»، قرار عدم الترشح على القوائم، إلى عدم تأليف قائمة انتخابية قوية تستطيع مناقسة القوائم الموجودة على الساحة، موضحاً أن انسحاب السفير محمد العرابي من الائتلاف قبل يوم واحد فقط من فتح باب الترشح، وانضمامه لقائمة «في حب مصر» أربك حسابات المكتب التنفيذي، ولا سيما أن هناك اكثر من مرشح في القائمة انسحب بعد رحيل العرابي.
ومن التشكيل المسبق، يتضح ان العملية الانتخابية ستشهد منافسة مالية حامية، بين الفلول المسيطرين على معظم القوائم، وكذلك في نظام الانتخاب الفردي، بينما نسبة التيار الاسلامي ليست كبيرة مقارنة بالانتخابات الماضية الذي سيطر الإسلاميون عليها.
وقال الدكتور محمد إبراهيم منصور، عضو المجلس الرئاسي لحزب النور، إن الحزب تقدم على مقاعد القائمة الـ120 وعلى 229 من مقاعد الفردي، ليكون إجمالى ما تقدم به الحزب 349 من إجمالي 540 مقعدا من مقاعد البرلمان، وهو ما يعنى أن الحزب تقدم بنحو 64% تقريبًا من جملة مقاعد البرلمان.
وأشار منصور إلى أن الحزب يستهدف أن يستكمل المسيرة والعمل جاهدًا على توحيد الصف الداخلي والمشاركة الفعالة فى بناء الدولة والخروج بها من المرحلة الانتقالية إلى مرحلة الاستقرار، التي يتمكن فيها الجميع من البناء فى هدوء وتعاون وجد واجتهاد.