ريف دمشق | مع الانحسار التدريجي في حدة الاشتباكات على مثلث درعا ــ القنيطرة ــ ريف دمشق، يكون الجيش السوري قد شرع في بناء خطوط دفاعٍ متماسكة عن النقاط العسكرية الاستراتيجية التي سيطر عليها منذ بدء عمليته في الريف الشمالي لدرعا. فمع الهدوء النسبي الذي ساد يوم أمس على جبهات القتال الممتدة من كفر شمس حتى حمريت مروراً بكفر ناسج وتل قرين، يؤكد مصدر عسكري أن وحدات الجيش السوري «ماضية في تحصين النقاط الاستراتيجية المحاذية لخطوط التماس المباشرة مع الإرهابيين...
سيجري تثبيت نقاط عسكرية دائمة في تل غشيم والهبارية». ويضيف المصدر لـ«الأخبار»: «من المتوقع أن يلجأ إرهابيو جبهة النصرة إلى شن هجمات معاكسة ضد نقاط الجيش السوري في المناطق الثلاث (تل غشيم، دير العدس، الهبارية) معتمدين على عوامل الطقس خلال الأيام القادمة، لذلك فإن عمليات التحصين هي الأولوية بالنسبة للجيش الآن، وهو ما يتيح لنا تحقيق تقدم ثابت على خطوط الجنوب».
ميدانياً، كان الجيش السوري قد نفذ نهار أمس عدداً من الضربات المدفعية الموجَّهة ضد تجمعات مقاتلي «النصرة» في تل عنتر والسهول الواقعة إلى الشمال من قرية كفر شمس في ريف درعا الشمالي، في وقت استهدفت فيه مدفعية الجيش المثبتة في دير العدس تحركات مقاتلي التنظيم على جبهة كفر ناسج، ما أدى إلى سقوط العشرات من مسلحي التنظيم بين قتلى وجرحى، فيما انجلى غبار الاشتباكات بين الجيش السوري ومقاتلي المعارضة المسلحة في ريف القنيطرة عن سقوط عشرات المسلحين القتلى في بلدتي مسحرة ورسم الخوالد.
في موازاة ذلك، نفى مصدر عسكري مشارك في عمليات الجيش على جبهة جوبر في الغوطة الشرقية لدمشق الأنباء التي تحدثت عن تراجع لوحدات الجيش، ففيما نقلت مواقع معارضة شريطاً مسجلاً يظهر مقاتلين تابعين لـ«فيلق الرحمن» قرب نقطة الموارد المائية التي كان يسيطر عليها الجيش خلال الأيام الماضية، أكد المصدر أن النقطة المذكورة هي نقطة كر وفر منذ بدء المعارك العسكرية في حي جوبر، حيث تعد «خط تماس متقلبا ولا يخضع لسيطرة دائمةٍ من قبل أحد». ورأى المصدر أن لجوء مقاتلي المعارضة المسلحة إلى استثمار «تقدم اعتيادي وبديهي» في أحد خطوط التماس «يعكس الحالة المزرية التي وصل إليها هؤلاء الباحثون عن أي نصرٍ معنوي أمام مناصريهم»، وتساءل المصدر: «لماذا لم يتحدثوا عن حي المناشر؟»، في إشارةٍ إلى الخسائر الفادحة التي تكبدها مقاتلو «لواء البراء» خلال اشتباكات يوم أمس في حي المناشر في جوبر.
وفي سياقٍ آخر، نقلت وكالة «سانا» الرسمية خبر تنفيذ الجيش السوري ظهر أمس عملية نوعية قضى خلالها على أفراد إحدى مجموعات المعارضة المسلحة، التي كانت تسرق النفط من الأنابيب المارة بمنطقة الدوارة شمالي تدمر، في وقتٍ واصل فيه سلاح الجو ضرب مقارّ المسلحين في حي الوعر ومسعدة وطفحة ورحوم وأم الريش في الريف الشرقي لمحافظة حمص.
إلى ذلك، سقط عدد من مقاتلي المعارضة المسلحة بين قتيلٍ وجريح من جراء عملية نفذها الجيش في قرية كنسبا شمال مدينة اللاذقية، فيما اقتحم مسلحون مجهولون مقر «الحسبة» التابع لتنظيم «داعش» في مدينة العشارة في الريف الشرقي لدير الزور وقتلوا من فيه من مسلحين. وكان 13 مقاتلاً من «داعش» قد قتلوا خلال المعارك العنيفة التي دارت بين التنظيم ومقاتلي «وحدات الحماية الكردية» في الريف الشمالي من محافظة الرقة.