يواصل بنيامين نتنياهو حملته لتبرير إصراره على قرار إلقاء كلمته أمام الكونغرس، المفترضة مطلع الشهر المقبل. والجديد – القديم لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي أن «العرض الحالي المقدم لإيران يشكل خطراً على إسرائيل، ويتيح للإيرانيين إمكانية الانطلاق نحو القنبلة النووية الأولى خلال فترة قصيرة جداً»، مشيراً إلى أن «المسؤولية تفرض عليه التحرك الآن، أفضل من أن نتذمر ونشكو بعد توقيع الاتفاق».
وحتى لا يبدو كمن يعارض أصل إبرام الغرب صفقة مع ايران، أكد نتنياهو أنه يرفض الصفقة السيئة معها، وليس مجرد عقد صفقة معها. وأضاف نتنياهو، الذي يرى أن الصفقة الجيدة مع إيران هي استسلامها على طاولة المفاوضات عبر إلغاء وتدمير وإخراج أجهزة التخصيب والمواد المخصبة، أن ما تجري بلورته بين إيران والسداسية الدولية «صفقة سيئة جداً». وأضاف أن «من الطبيعي أن تحصل إسرائيل على المعلومات المتصلة بمضمون الاتفاق، وخاصة أنها هي المعرضة للخطر في حال تزوُّد إيران بسلاح نووي». وتساءل: «إن كان هناك من يظن أن هذا اتفاق جيد، فلماذا التستر عليه».
في السياق، نقلت القناة العاشرة عن مصدر إسرائيلي رفيع تبريره قرار نتنياهو السفر لإلقاء كلمة أمام الكونغرس بأن الولايات المتحدة وافقت على السماح لإيران بالاحتفاظ بـ 7000 جهاز طرد مركزي، وبنحو 80% من مخزون المواد المخصبة الموجودة لديها.
من جهته، رأى وزير الأمن الإسرائيلي موشيه يعلون، أن إسرائيل «تريد اتفاقاً شاملاً» بين الدول الغربية وإيران، وليس اتفاقاً في موضوع محدد، في إشارة إلى أن إسرائيل تريد انتزاع تنازلات من إيران بخصوص الموقف من إسرائيل، ومن دعم قوى المقاومة في لبنان وفلسطين. وكرر يعلون، الذي ألقى كلمة في المؤتمر الثامن لمركز أبحاث الأمن القومي، موقف إسرائيل الرسمي حول عدم التوصل إلى اتفاق أفضل من اتفاق سيئ. ويعود ذلك إلى أن إسرائيل ترى في هذه الحالة إمكانية فرض المزيد من العقوبات على إيران والتسبب بتقويض الوضع الداخلي في إيران. ولفت إلى الاستراتيجية الواجب اتباعها مع طهران، عبر وضعها بين خيارين «إما القنبلة أو البقاء»، مشيراً إلى أن هذه الاستراتيجية نجحت إلى حدٍّ ما. واستند في ذلك إلى موافقة المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران، السيد علي خامنئي، على التفاوض مع الغرب.
وانتقد يعلون الدول الغربية التي تفاوض إيران، بالقول إنه «كان عليها منعها من امتلاك أي جهاز طرد مركزي، بدلاً من مفاوضتها على عدد هذه الأجهزة. وبدلاً من أن يتضمن الاتفاق وقف دعمها للمنظمات الإرهابية»، في إشارة إلى قوى المقاومة في لبنان وفلسطين، «يجري التفاوض معها في قضية واحدة وليس حول رزمة شاملة من الاتفاقيات، وهو ما سيؤدي حتماً إلى اتفاق سيئ». وجاهر يعلون بحقيقة الموقف الإسرائيلي، أن إسرائيل تريد خياراً من اثنين «إما اتفاقية شاملة حول كل القضايا» وبعبارة أخرى يقصد تنازل إيراني إزاء الموقف من إسرائيل ودعم قوى المقاومة، «أو فشل المفاوضات والاستمرار في فرض العقوبات».