بالتوازي مع الأزمة السياسية التي تلوح في وجه حكومة بغداد، كانت زيارة رئيس إقليم كردستان، مسعود البرزاني، لمدينة كركوك التي سيطرت عليها قوات «البشمركة» منذ أشهر، تشير إلى إرادة أربيل في تأكيد سيطرتها وبسط نفوذها على مجمل المحافظة الغنية بالنفط والمتنازع عليها.
وخلال اجتماع موسع عقده مع محافظ كركوك نجم الدين كريم، قال البرزاني إن «زيارتنا لكركوك هدفها تقديم الدعم لقوات البشمركة ومكونات المحافظة»، لافتاً إلى أن «البشمركة لم تحتل كركوك وحافظت عليها بالدماء، إذ إنها حررت أكثر من 15 ألف كم في مواقع القتال». وتابع أن «داعش اليوم تنهزم وقوات البشمركة تتقدم وتستطيع الوصول إلى أي منطقة»، مشيراً إلى أن «المعادلات تغيرت اليوم وقوات البشمركة هي التي تسيطر وتهاجم».
وأضاف أن الزيارة هدفها «دعم مكوناتها (كركوك) وأهمية مشاركتهم في الحرب ضد داعش»، لافتاً إلى أن «الجميع مستهدف ولا بد من المشاركة في حماية المحافظة».
وفي إشارة إلى الخلاف حول إمكانية مشاركة قوات «الحشد الشعبي» في «تحرير» مناطق يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية» في المحافظة، قال: «نحن نشكرها، لكن ليست هي من تقرر إذا لم نطلب منها»، مؤكداً أن «هذه المناطق تم حمايتها بالدم وأن أهالي كركوك هم الذين يقررون مصيرهم وعلينا احترام قرارهم».
وقال في سياق حديثه إن «الإرهاب لم يستطع أن يدخل كركوك، وعلينا أن نبعد الأعداء عن كركوك والدفاع عنها وعن أهالي كركوك، ونحن لن نساوم عليها وعلى حماية مكوناتها ودفاع البشمركة عن جميع أهالي كركوك، وعليهم أن يُسهموا أيضاً».
من جهته، قال محافظ كركوك، نجم الدين كريم، إن زيارة البرزاني «مهمة جداً»، مضيفاً أن رئيس الإقليم «أكد أهمية أمن كركوك وأن مجيء أي قوات للمساعدة يكون بطلبنا ولا يفرض علينا، ونحن لدينا نفس الرأي».
(الأخبار)