قمّة رباعية غاب عنها «شعار فك عزلة سوريا» لتأخذ طابعاً «محورياً» يجمع قطر وسوريا وفرنسا، رغم كلمات الطمأنة التي أرسلها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى مصر والسعودية
دمشق ــ بسّام الطيارة
لم ينفِ مصدر مقرّب من الإليزيه «وجود محور دوحة ـ باريس». وأشار إلى أنه قديم العهد، مذكّراً بحضور أمير قطر، حمد بن خليفة آل ثاني، مناسبات كبرى ليشارك الفرنسيين احتفالاتهم، معيداً هذا «العمل المشترك» إلى عهد فرنسوا ميتران. لم يأتِ المصدر على دور سوريا في هذا المحور، إذ إن اللغة الخطابية للوفد الفرنسي هي تعداد ما هو مطلوب من دمشق، وبما أن صفحة الملف اللبناني قد طويت، فالمطلوب اليوم من سوريا أشياء أخرى: إيصال رسالة في الملف الإيراني وتقبل «التوقف التقني» الذي لحق بالمفاوضات غير المباشرة بين دمشق وتل أبيب التي تجري تحت رعاية أنقرة، وهو ما يفسر وجود تركيا كضلع رابع للقمة. ولكن وجود تركيا يبرره أيضاً «تمدد المحور نحو القوقاز». كما تمدّد المحور أفريقياً إذ إن «منطقة دارفور كانت أيضاً على جدول أعمال القمة الرباعية». ومن المعروف أنه ملف يهم فرنسا مباشرةً بينما علاقات سوريا والسودان جيدة ومتوافقة القراءة، ويمكن قطر أن تؤدي دوراً بعدما كسبت خبرة في «المساهمة في إطفاء حرائق المنطقة»، كما يقول أحد المرافقين للوفد الفرنسي.
الملف الإيراني كان حاضراً بقوة في كل مسام القمة، في الدردشات داخل صفوف الإعلاميين وفي همسات الوفود الرسمية، وخصوصاً بعد كلام ساركوزي عن إمكان ضرب إسرائيل لإيران. وأشار مسؤول فرنسي إلى أن ما قاله ساركوزي يؤكّد «وجود حاجة ماسة إلى مساعدة سوريا في هذا الملف». ولكن لا يختلف مراقبان على أن التخاطب بين باريس ودمشق يجري على «خطين متوازيين لا يلتقيان أبداً». فسوريا ترى أن على «الدول المعنية»، في إشارة إلى مجموعة الست والغرب الذي يطالب إيران بالتخلي عن برنامجها النووي، أن تقتنع بأن برنامج إيران هو نووي سلمي، كما أنها ترى أن دورها «يقف عند حد محاولة إيجاد وسيلة لبناء حوار الإقناع هذا». في المقابل، فإن باريس مقتنعة بأن «إسرائيل سوف تضرب إيران لا محالة» وبالتالي، كما قال ساركوزي فإنّ «على الدول إقناع إيران بضرورة التخلي عن هذا المسار».
ولا ينفي مصدر فرنسي أن «إسرائيل يمكن أن تضرب إيران قبل الانتخابات الأميركية»، وقد يفسر هذا سفر وزير الخارجية برنار كوشنير خلال أسبوع إلى إسرائيل، بينما يرى البعض أن وزير الخارجية الفرنسي «يذهب لتوضيح ما جرى في قمتي دمشق» وتعويض إلغاء الرحلة السابقة. إلا أن الأجواء المرافقة للوفد الفرنسي باتت تتحدث عن «ضربة لإيران» من دون تحفظ. فقط سؤال «متى؟» هو الذي يشحذ همم الحشرية لدى الإعلاميين.