بعدما عاد تنظيم «القاعدة في اليمن» (في جزيرة العرب) إلى التداول على الساحة الدولية من جديد، إثر تبنّيه الهجوم على مجلة «شارلي إيبدو» الفرنسية قبل نحو شهر، أعلن التنظيم، يوم أمس، مقتل أحد أبرز قيادييه ومنظّريه، حارث النظاري، الذي وصف الاعتداء الباريسي، بـ"الغزوة المباركة"، قبل أن يصدر مقطعاً مصوراً في ما بعد، يتبنّاه رسمياً.
اللافت في إعلان التنظيم عن مقتل النظاري، المعروف باسم «محمد المرشدي»، يوم 31 كانون الثاني الماضي، تضمينه إشارة إلى «تواطؤ أميركي مع الحوثيين في اليمن». وقال «القاعدة في اليمن»، في بيان على موقع «تويتر»، يوم أمس، إن النظاري «قتل بعد ساعاتٍ معدودة من إتمام صفقة تسلّم الحوثيين زمام إدارة البلاد بإشراف أميركي وتواطؤ إقليمي مكشوف». وقال التنظيم «لا يفوتنا أن ننوه بأمر هام، وهو أن هذا القصف هو الثاني الذي تقصف فيه طائرات الصليبيين المسيّرة المسلمين في اليمن خلال خمسة أيام». ورأى التنظيم أن الحوثيين الذين يواجهونهم في مناطق وسط اليمن، «باتوا الشريك المخلص لأميركا في الحفاظ على مصالحها وتنفيذ مخططاتها في جنوب الجزيرة العربية».
وقد أثير حديثٌ، الأسبوع الماضي، عن «محادثات تجرى بين واشنطن وجماعة أنصار الله (الحوثيون)»، على خلفية الأزمة السياسية التي يشهدها اليمن، بعد استقالة رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي وحكومة خالد بحاح، حين أعلن المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي عن «محادثات جارية مع الحوثيين»، غير أن مصادر في الجماعة نفت حينها، في حديثٍ إلى «الأخبار»، هذه الأنباء.
وقال «القاعدة في اليمن»، في بيان على موقع «تويتر»، يوم أمس، إن النظاري قتل في الغارة التي استهدفت منطقة الصعيد في محافظة شبهة يوم السبت 31 كانون الثاني». وأضاف البيان: «كان النظاري يرشد المجاهدين ويوجّههم في مسائل العقائد والعبادات والمعاملات على تنوعها واختلافها».
ومن المعروف أن النظاري هو أحد أهم منظّري التنظيم، ويتمتع بنفوذ كبير داخله.
تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة كثّفت عملياتها على «القاعدة في اليمن»، في الفترة الأخيرة، وخصوصاً عقب استقالة الرئيس والحكومة، وهو ما عدّه البعض عملاً غير شرعي، وتجاوزاً لسيادة البلاد.

(الأخبار، أ ف ب)