نيويورك | تخشى الولايات المتحدة الأميركية من حصول السعودية على رؤوس نووية من باكستان، لما في ذلك من تهديد لأي اتفاق محتمل بين واشنطن وطهران بشأن البرنامج النووي. وما زيارة رئيس لجنة رئاسة الأركان الباكستاني راشد محمود للرياض إلا إنذار مبكر للبيت الأبيض، حسب سيمون هندرسون، من معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى في مقالة كتبها في «بزنس إنسايدر» أمس.الجنرال الباكستاني الرفيع المستوى جاء إلى الرياض، وعلى جدول مواعيده لقاء واحد هو مع الملك سلمان بن عبد العزيز شخصياً ليبحث معه «العلاقات العميقة بين الدولتين… وعدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك». لكنه عقد اجتماعين لاحقين مع وليّ وليّ العهد محمد بن نايف، ومع وزير الدفاع محمد بن سلمان، ومع وزير الحرس الوطني متعب بن عبدالله. هذه الاجتماعات العالية المستوى لم تشمل الأمير مقرن وليّ العه،د وفي ذلك الكثير من علامات الاستفهام حول مستقبل العلاقة بين الملك وولي عهده.

وقال الكاتب إن «السعودية كانت على مدى عقود من داعمي برنامج باكستان النووي بالمال، مقابل أن تقدم باكستان للسعودية إنتاجاً من الرؤوس النووية عند الحاجة».
وكلما حصل تغييرفي رأس الهرم في أي من الدولتين، تعقد لقاءات رفيعة المستوى من أجل تجديد التعهدات النووية المتفق عليها. وزار الأمير سلطان بن عبد العزيز، وزير الدفاع السعودي الراحل إسلام آباد بعيد إجراء باكستان تجربتين نوويتين عام ١٩٩٩. وشملت زيارته مفاعل كاهوتا النووي الباكستاني القريب من إسلام آباد. وعلى إثرها احتجت واشنطن بالطرق الدبلوماسية، حسب هندرسون.
وأشار الكاتب إلى أن الرياض بعد شعورها بالهيمنة النووية الإيرانية المحتملة على منطقة الخليج، استقبلت العام الماضي الجنرال الباكستاني رحيل شريف كضيف شرف، وهي تعرض علناً الصواريخ الصينية سيلكوورم من طراز «سي أس أس-٢» التي تسلمتها الرياض في الثمانينيات. وشهدت العلاقات السعودية الأميركية توتراً في ذلك الوقت نتيجة لعدم تشاور الرياض مع واشنطن قبل الحصول عليها. الصواريخ هذه تُعَدّ بالية بالمعايير الدولية. لكنها كانت في وقت من الأوقات العمود الفقري للسلاح النووي الصيني.
وكان رئيس وزراء باكستان، نواز شريف، قد زار السعودية في ٢٣ كانون الثاني الماضي بعد أن ساءت صحة الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز مطمئناً إلى صحته. وأوضح الكاتب أن شريف الآتي من خلفية مدنية، كان على علاقة متشنجة مع القادة العسكريين بعد الانقلاب العسكري الذي تعرض له، مضيفاً: «لكن برنامج باكستان النووي يبدو فوق كل الخلافات المدنية ـ العسكرية».
وتأتي زيارة الجنرال محمود للرياض بعيد إعلان إسلام آباد نجاح إطلاق صاروخ «رعد» الطواف الذي يبلغ مداه ٢٢٠ ميلاً والذي ذكر أنه قادر على إيصال رأس نووي بدقة عالية.