أكدت وزارة الداخلية التابعة لحكومة «حماس» السابقة في غزة أن قوات الجيش المصري «تعمدت» إطلاق الرصاص بصورة مباشرة على موقعين يتبعان لقوات الأمن الوطني، على الحدود بين مصر وقطاع غزة. واستنكرت الوزارة هذا الحادث، واصفة إياه بالمؤشر الخطير، وطالبت بفتح تحقيق فوري لمحاسبة الضالعين في إطلاق النار.وقال المتحدث باسم «الداخلية» الفلسطينية، إياد البزم، إن «إطلاق النار المصري جاء بصورة مباغتة ودون سابق إنذار»، مشدداً في الوقت نفسه على أنه لم يحدث أي خرق من جانب غزة.

وأضاف أنهم أجروا اتصالات مع الجانب المصري للاحتجاج على الحادثة. ولكن متحدثاً باسم الجيش المصري رفض التعليق على الحادث، فيما نقلت وكالة «رويترز» عن مصادر أمنية مصرية اتهامها «حماس» بالمسؤولية عن انفجار حدث يوم أمس (الثلاثاء) بعدما «زرعت من الجانب الفلسطيني عبوة واستهدفت عدداً من ناقلات الجنود» قرب نقطة صلاح الدين الحدودية. وأضافت تلك المصادر أن القوات المصرية أطلقت الرصاص كـ«إجراء احترازي».
ويزيد ذلك من قلق مشترك بين غالبية الأطياف الفلسطينية، وخاصة مع تصاعد المخاوف الأمنية من هجمات أخرى في سيناء، فيما تكرر«حماس» نفي علاقتها بأي هجوم ضد القوات المصرية.
هذه التطورات تأتي بعد ثلاثة أيام على قرار إحدى المحاكم المصرية اعتبار كتائب القسام، الجناح العسكري لـ«حماس»، تنظيماً إرهابياً، وأيضاً في ظل نظر محكمة أخرى في إدراج الحركة نفسها، بكل تشكيلاتها، ضمن قائمة الجماعات الإرهابية.
وحددت محكمة الأمور المستعجلة في الإسكندرية جلسة السابع عشر من الشهر الجاري للنظر في الدعوى التي تطالب بإعلان «حماس» جماعة إرهابية، على اعتبار أنها تمثل «الجناح العسكري لجماعة الإخوان المسلمين»، علماً بأن الجماعة سبق أن أعلنتها السلطات المصرية تنظيماً إرهابياً أواخر 2013.
في سيناء نفسها، فجّر مجهولون، في وقت متأخر من أول من أمس، أنبوب غاز في مدينة العريش (شمالي سيناء) يصل إلى الأردن للمرة الـ28، مع أن هذا الخط خارج الخدمة منذ مدة جراء تعرضه فى وقت قريب للتفجير. وفي جنوب مدينة رفح المصرية، فجرت عبوة ناسفة خلال مرور آليات عسكرية، دون وقوع إصابات أو خسائر مادية.
بالتوازي مع ذلك، هزت موجة انفجارات عدة محافظات مصرية، أمس، وأدت إلى سقوط قتيل واحد، على الأقل، في الإسكندرية التي شهدت إضرام النار في أحد قطارات «الترام» بها، فيما عززت قوات الأمن إجراءاتها في محيط مطار القاهرة، بعد العثور على عبوتين ناسفتين. وفي العاصمة المصرية، انفجرت عبوة ناسفة في شارع «قصر النيل» وسط القاهرة، ما تسبب في إثارة الذعر بين سكان المنطقة، كما تسبب الانفجار في تحطم الواجهات الزجاجية ونوافذ عدد من المنازل والمحال التجارية، من دون وقوع أي خسائر أو إصابات.
ووسط سلسلة التفجيرات والهجمات التي تستهدف الجيش المصري في شمال سيناء وعدد من المحافظات الأخرى، شهدت محافظة الوادي الجديد حادثاً غريباً من نوعه، أدى إلى إصابة ثلاثة جنود، اثنان منهم في حالة خطرة. ووفق تلفزيون «النيل»، فإن الحادث وقع أمس بسبب «انفجار إطار سيارة نقل عسكرية، خلال محاولة إصلاح وتركيب الإطار في السيارة»، ما أدى إلى إصابة ثلاثة مجندين تابعين للقوات المسلحة. ولم تتضح كيفية إصابة الجنود، أو هل سقطت السيارة عليهم أثناء محاولتهم تركيب الإطار.
(الأخبار، رويترز، الأناضول)