القاهرة | في خطوة استباقية، دعت القوات المسلّحة المصرية بالتنسيق مع الرئاسة، عدداً من الإعلاميين ورؤساء الأحزاب والشخصيات العامة إلى ندوة طويلة، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أقر بأن تنمية سيناء جزء من المعركة ضد الإرهاب، وذلك من أجل الحشد في مواجهة الإرهاب إعلامياً وشعبياً، بعد الكلمة المتلفزة التي وجهها إلى الشعب المصري، أول من أمس.وجاءت الدعوة، بالتزامن مع الاعتداءات على الجيش المصري في سيناء على أيدي مسلحين تابعين لـ«ولاية سيناء ــ أنصار بيت المقدس سابقاً»، وذلك بحضور القائد العام للقوات المسلّحة وزير الدفاع، الفريق أول صدقي صبحي، ورئيس أركان حرب القوات المسلحة، الفريق محمود حجازي، وقادة الأفرع الرئيسية وكبار قادة الجيش.

السيسي نفسه أدار الحوار، الذي استمر قرابة 4 ساعات، معلناً خلاله أنه تمّ تخصيص ميزانية قدرها 10 مليارات جنيه (1.3 مليار دولار) للتنمية ومكافحة الإرهاب في سيناء، ملقياً على عاتق قائد القيادة الموحّدة في منطقة شرق القناة، الفريق أسامة عسكر، مسؤولية التنمية الشاملة، وخصوصاً أن الأخير قد نصّب، أمس، لقيادة الجيشين الثاني والثالث. كما ألقى على عاتق عسكر مسؤولية «منع تكرار الأحداث الإرهابية في سيناء». وخاطبه السيسي في الجلسة: «أنت أيضاً مسؤول كلياً عن تنمية سيناء»، ثم وجّه حديثه لقادة الجيش: «أنتم من ستأخذون بثأر مصر، ومن سيحميها ويدافع عنها».
وفي أول لقاء يجمعهما، حضر المرشح الرئاسي السابق، حمدين صباحي، في الندوة، حيث «داعبه» السيسي بالقول: «انت ربنا بيحبك»، في إشارة منه إلى الأعباء والتحديات التي تواجه رئيس الجمهورية والدولة في الوقت الحالي.
وأضاف الرئيس: «أنا سعيد جداً بحضورك اليوم، وأشك (بمعنى لست مصدقاً) بوجودك وسطنا»، فردّ عليه صباحي: «كلنا واحد»، رافعاً يده تعبيراً عن التضامن.
بالتزامن مع ذلك، لم يفت السيسي التذكير بالتفويض الذي طلبه لمحاربة الإرهاب من الشرطة والجيش، حاثا الأحزاب على الدعوة إلى مليونية تأييد للجيش في حربه على الإرهاب، يوم الجمعة المقبل. وتلك الدعوة استبقتها قنوات «بي بي سي» الخاصة التي يمتلكها رجل الأعمال، محمد الأمين.
ولم تقتصر تلك الدعوة على الجانب الحزبي، بل بادرت الاتحادات العمالية والمهنية التابعة للدولة، الى دعوة عمّالها للنزول والمشاركة بمليونية التفويض، ما يظهر آلية استغلال الأزمة الأمنية لمصلحة شعبية السيسي مجدداً.
ومن أبرز الأحزاب التي سارعت إلى إصدار بيانات، حزب «المحافظين»، الذي يرأسه رجل الأعمال أكمل قرطام الذي قال إن «السيسي خلال كلمته أرسل عدداً من الرسائل إلى جموع الشعب المصري العظيم، ومن المؤكد أنه ينتظر الرد على الرسالة بأن الشعب لا يزال يقف على قلب رجل واحد في صف الدولة ضد الإرهاب». ودعا رئيس «المحافظين» المواطنين إلى النزول إلى جميع الميادين العامة، يوم الجمعة، لتجديد التفويض للسيسي والقوات المسلحة.
أيضاً، شارك حزب «المصريين الأحرار»، الذي يموّله رجل الأعمال نجيب ساويرس، في تشكيل وفود لزيارة السفارات والقنصليات المصرية من أجل تقديم العزاء في «شهداء الجيش». كما بدأ الحزب حملة في لندن، من داخل مجلس العموم واللوردات البريطانيين، لإظهار ما سماه «الوجه القبيح للإرهاب» الذي يحدث في مصر.
إلى ذلك، شكر السيسي فرنسا، لمنحها الجيش المصري معدات عسكرية متطورة «في وقت قصير وبأقل تكلفة ممكنة»، كما شكر الإمارات لبنائها مدينة مصرية سكنية جديدة بأموال مصرية تحمل اسم محمد بن زايد «اعترفاً بالجميل».
وقرر الرئيس المصري أيضاً تأسيس جامعة تحمل اسم الملك السعودي الراحل عبد الله في منطقة جبل الجلالة في سيناء (أي على أعلى قمة في الجبل).