تتابع إيران المفاوضات بشأن الملف النووي مع كافة الأطراف المعنية، فاستتبعت محادثات الأسبوع الماضي مع الجانب الأميركي بمفاوضات جديدة، أمس، مع ثلاث دول أوروبية على مستوى مساعدي وزراء الخارجية، في الوقت الذي كان فيه المبعوث الخاص للرئيس الإيراني، علي أكبر ولايتي، يناقش الملف النووي مع المسؤولين الروس في موسكو، فيما من المتوقع أن يعقد وزير الخارجية محمد جواد ظريف لقاءات مع بعض نظرائه من الدول الست، خلال زيارته مدينة ميونيخ الألمانية، الأسبوع المقبل، للمشاركة في مؤتمر ميونيخ الأمني.
واستأنف الوفد الإيراني الذي يرأسه مساعد وزير الخارجية، عباس عراقجي، المفاوضات أمس في إسطنبول، مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا. وفي تصريح له بعد المحادثات، شبّه عراقجي المفاوضات النووية «مع ست دول لا تمتلك مواقف متطابقة بصورة مبدئية» بالـ«ماراثون»، لافتاً الانتباه إلى أنه «کلّما اقتربنا من التفاصيل ازدادت الخلافات في وجهات النظر». ولكنّ عراقجي أشار في الوقت ذاته إلى أن المفاوضات «تبعث علی الأمل»، مشيراً إلى أن «الجهود تترکّز علی أن نتوصل إلی اتفاق سياسي مبدئي بحلول شهر آذار المقبل».
وأكد عراقجي أن «ماراثون المفاوضات متواصل»، فقد «أجرينا مفاوضات اليوم (الخميس) مع ثلاث دول أوروبية، ومع الأميركيين في الأسبوع الماضي»، بحسب ما أضاف، لافتاً على الصعيد نفسه إلى أن «المفاوضات مع الروس والصينيين متواصلة»، وموضحاً أنها «تجري بصورة منفصلة تماماً».
وعن جلسة إسطنبول، قال عراقجي: «قمنا خلال هذه الجلسة، بصورة خاصة، بطرح ودراسة القضايا التي ناقشناها مع سائر أعضاء دول 5+1»، مشيراً إلى أنها «مفيدة جداً». وقال: «أجرينا نقاشات جيدة جداً رغم أننا ما زلنا في موقف لا يمكن أن نقول فيه إننا قد حققنا تقدماً». وأضاف أن «الحکم علی هذا الأمر ما زال مبکراً».
أما عن المفاوضات بشكل عام، فقد قال عراقجي إن إجراءها «بصورة متزامنة مع ست دول لا تمتلك مواقف متطابقة بصورة مبدئية يعتبر عملاً صعباً»، مضيفاً أنه «كلما اقتربنا من التفاصيل تزداد الخلافات في وجهات النظر، وعملية الوصول إلى منطق تفاوضي واحد تستغرق وقتاً کثيراً».
وفي سياق منفصل، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أنها عيّنت سفيراً جديداً لدى الأمم المتحدة، بعد تسعة أشهر على رفض واشنطن منح تأشيرة لسلفه المتهم بلعب دور في أزمة احتجاز الرهائن الأميركيين في عام 1979، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية.
وأفادت وزارة الخارجية بأن «غلام علي خوشرو اختير كسفير دائم لجمهورية إيران الإسلامية لدى الأمم المتحدة في نيويورك». ويشغل خوشرو حالياً منصب سفير إيران في سويسرا حيث تولى مهماته في تموز عام 2014. وكان في السابق مساعداً لوزير الخارجية وعضواً في فريق المفاوضين بشأن الملف النووي الإيراني أمام «الترويكا الأوروبية» المؤلفة من فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة بين عامي 2003 و2005، تحت قيادة الرئيس الحالي حسن روحاني.
(رويترز، أ ف ب، مهر، إرنا)