صنعاء | منذ استقالة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وحكومة خالد بحاح، قبل أسبوع، يخيّم الترقب والقلق على المشهد اليمني. اليوم، ينعقد لقاء موسع في العاصمة صنعاء، تلبيةً لدعوة زعيم «أنصار الله»، عبد الملك الحوثي، للبحث في حلول للأزمة التي تهدد اليمنيين باحتمالات الانفلات الأمني والفوضى، بمشاركة عدد كبير من ممثلي القوى السياسية والاجتماعية والسياسية والعسكرية والثقافية. وسبق اللقاء المرتقب، في الأيام الماضية، تضارب أنباء حول اتفاقات أبرمت بين الحوثيين والجهات السياسية حول تشكيل مجلس رئاسي يضم مختلف الأحزاب، إلا أن «أنصار الله» نفت هذه الأنباء بصورةٍ قاطعة.
وتتجه الأنظار إلى لقاء اليوم، الذي توقع البعض أن يتم فيه اتخاذ قرارات ثورية حاسمة تطيح ما تبقى من شرعية «المبادرة الخليجية» التي كانت تنظم العمل السياسي في اليمن، ويرتكز عليها موقع الرئاسة والحكومة والبرلمان طوال السنوات الثلاث الماضية، حيث يتوقع البعض أن يتمخض اللقاء عن تشكيل مجلس رئاسي أو عسكري أو مجلس قيادة أعلى للثورة يعلن حالة الطوارئ في البلاد ويؤسس لانتخابات رئاسية وبرلمانية بعد صياغة دستور وقانون انتخابات جديدين وإعلان خطة مزمنة لإدارة مرحلة انتقالية تحكمها قوانين طارئة أو دستور انتقالي.
في المقابل، يرى آخرون أن اللقاء لن يكون أكثر من ضغط على القوى السياسية التي لا تزال تواصل لقاءاتها برعاية المبعوث الدولي جمال بن عمر، وأن اللقاء الموسع لن ينتج منه سوى بيان يطالبون فيه بالشراكة وبتنفيذ الاتفاقات الموقعة، أي اتفاق «السلم والشراكة» والاتفاق الرئاسي الأخير بين الحوثيين وهادي، وتنفيذ مخرجات الحوار، معللين ذلك بأن عدم مشاركة القوى الرئيسية في اللقاء الموسع المنعقد اليوم سيبقي نتائجه محل خلاف وأخذ ورد ولن يحسم الأمور الملتبسة في المشهد السياسي اليمني. يأتي ذلك في وقتٍ يرفض فيه القائمون على الإعداد للقاء الموسع الإدلاء بأي معلومات عما سيفضي إليه، مكتفين بأن ما جاء في خطاب الحوثي كان واضحاً.
ونفى عضو المكتب السياسي لـ«أنصار الله»، حمزة الحوثي، أمس، ما يقال عن التوصل إلى اتفاق حول تشكيل مجلس رئاسي برئاسة الرئيس هادي، أو ما شابه. وأشار، في مؤتمر صحافي خلال افتتاح ندوة عن الشراكة في صنعاء، إلى أن هناك قوى لا تزال تعيق التوصل إلى حلول.
ولعل المقترح الذي تقدم به الحزب الاشتراكي، أمس، يؤكد نفي الحوثي، حيث قدم الاشتراكي مبادرة تنصّ على ضرورة إحياء العملية السياسية عبر عدول هادي والحكومة عن استقالتيهما. وهو من أهم الأسباب التي حالت دون التوصل إلى اتفاق بين الأطراف خلال اللقاءات المنعقدة بحضور بن عمر، إذ يرفض عدد من القوى السياسية عودة هادي الى ممارسة مهماته كرئيس للجمهورية، وفق مصادر مطلعة.
كذلك نفت «أنصار الله» ما ورد في الإعلان الأخير للبنتاغون، على لسان المتحدث باسمه، جون كيربي، عن وجود محادثات بين ممثلين عن الجماعة ومسؤولين أميركيين. وأكد عضو المكتب السياسي في الجماعة، عبد الملك العجري، في حديثٍ مع «الأخبار» أنه ما من اتصالات مع الأميركيين، ولا لقاءات ولا تفاهمات، مستدركاً بالقول إن «أنصار الله» لديها تواصل ولقاءات مع معظم الدول العشر، رعاة المبادرة الخليجية. وجدد العجري التذكير بموقف الجماعة من التدخل الأميركي في شؤون اليمن، تحت مبرر مكافحة الإرهاب.
ويرى محللون أن تصريح البنتاغون يأتي كرد فعل على رسائل تضمنها الخطاب الأخير للحوثي، الذي طمأن فيه المجتمع الدولي إلى علاقاتهم باليمن، مبدياً حرص جماعته على علاقات جيدة ومشروعة مع كل دول العالم بما لا يضر بالثوابت والمصالح الوطنية، وفق ما جاء في خطاب الحوثي.
الى ذلك، عقد المكتب السياسي لـ«أنصار الله»، يوم أمس، لقاءً مع السفيرين الصيني والروسي، قبيل انعقاد اللقاء الموسع المقرر اليوم، وهو ما يمكن تفسيره بكونه رسالة على مستوى الاعتراف الدولي لما قد ينتج من اللقاء أو لعرقلة أي قرار دولي بشأن ما سينتج من اللقاء من قرارات قد تكون مصيرية.