سيناء | في تطور لافت لوجود وقوة تنظيم «ولاية سيناء» على الأرض، شهدت مدينة الشيخ زويد، شمال شرق سيناء، ظهورا علنيا لعناصر المجموعات المسلحة التي كانت تدعى سابقا «أنصار بيت المقدس»، وسيطرت خلال العرض على الطريق الدولي الممتد من الشيخ زويد حتى مدخل رفح (المصرية) الشرقي.في عرض القوة خرج المسلحون وهم مكشوفو الوجوه لأول مرة، وكانوا يستقلون سيارات دفع رباعي ثبّتت عليها أسلحة متوسطة وثقيلة من عيار 250 و500 ملم، ثم هاجموا قسم شرطة الشيخ زويد، وأمطروه بوابل من الرصاص، ليستمر الاشتباك مع قوات القسم لنحو نصف ساعة من دون وصول تعزيزات من معسكر الزهور في الشيخ زويد، أو قطاع الأحراش للأمن المركزي في رفح، كما جرت العادة.

الاشتباك أدى إلى إصابة مجند يدعى سليمان فتحي (22 عاما) بطلق أدى إلى تهتك مفاصل ركبته اليمنى، فشوهد وهو يزحف بصعوبة. واعترفت مصادر في مديرية أمن شمال سيناء، بأن مسلحين تابعين لـ«ولاية سيناء» كانوا يرفعون علم الدولة الإسلامية «داعش»، قد هاجموا قسم الشيخ زويد مرتين في يوم واحد، الأولى أصابوا خلالها الجندي المذكور، وفي الثانية بتهتك أطلقوا 3 قذائف صاروخية من طراز «ار بي جي» أصابت واجهة القسم من دون خسائر في الأرواح.
بعد ذلك، نقل شهود عيان أن المسلحين دخلوا بسياراتهم إلى موقف السيارات في الشيخ زويد حاملين معهم كاميرا لتصوير عرضهم بما يظهر سيطرتهم على الموقف، ثم طالبوا المواطنين بإخلاء الموقف واشتبكوا مع قوات من الأمن والجيش، كما اشتبكوا مع القوات المتمركزة على حاجز الضرائب الأمني الواقع في مدخل حي الكوثر، شرقي المدينة.
وعقب انسحاب المسلحين، انتشرت قوات الجيش، وهدمت منازل في قرية أبو طويلة، القريبة من حاجزي الضرائب وأبو طويلة على الطريق الدولي العام، بدعوى أن المسلحين سلكوا الطريق المجاور لهذه المنازل، فيما لم يبلغ أصحابها قوات الأمن عن مرور «الولاية» باتجاه الشيخ زويد.
وبينما كان الجيش يهدم تلك المنازل، أكد عدد من الأهالي أن مسلحين، يعتقد بانتمائهم أيضا إلى «ولاية سيناء»، هجموا على عدد من النقاط الأمنية، ونصبوا عدة كمائن في أماكن متفرقة في جنوب الشيخ زويد وكانوا يبحثون عمن يسمونهم المتعاونين مع الجيش والشرطة. وفي الوقت نفسه، هاجم مسلحون آخرون معسكر قوات الأمن المركزي والعمليات الخاصة في منطقة الأحراش، غرب رفح، بقذائف «آر بي جي»، ولكن الهجوم لم يؤد إلى وقوع إصابات، على حد قول المصادر الأمنية.
هذه الأحداث، وأخرى، وقعت في غضون يومين، والاشتباكات وإن كانت معتادة في سيناء، فإنه لأول مرة يظهر عرض علني للمسلحين بوجوههم، كما حضر أسلوب البروباغندا في التجوال أمام الناس، تماما كما تفعل «الدولة الإسلامية» في العراق أو سوريا.