ادلب | بالتزامن مع هجوم نفذته «جبهة النصرة» في محيط مطار أبو الظهور شرق سراقب في ريف ادلب، كانت «أحرار الشام الإسلامية» تقتحم أحد معاقل «الجبهة» في جبل الزاوية جنوبي المحافظة، في الوقت الذي ما زالت فيه الأخيرة تقطع المياه عن المدينة لليوم السادس على التوالي.
وشنت «جبهة النصرة» هجوما على محيط مطار أبو الظهور العسكري في محاولة منها للتسلل نحو القرى المحيطة به واستخدامها بوابات للتقدم نحو المطار. وقال مصدر من داخل المطار لـ«الأخبار» إن «المسلحين هاجموا المطار من الجهة الشرقية وتمكنوا من الدخول إلى قرية الحميدية، ولكنهم لم يتمكنوا من التمركز فيها نتيجة الكثافة النارية التي لجأ إليها الجيش في مناطق انتشار المسلحين داخل القرية، إضافة الى صعوبة التمركز فيها لكونها مكشوفة إثر تدمير الجيش السوري في وقت سابق معظم المقارّ بعد تفخيخها».
وأضاف المصدر أن «الاشتباكات استمرت عدة ساعات وانتهت بانسحاب المسلحين نحو مواقعهم بعد سقوط قتلى في صفوفهم، بينهم قيادي يدعى ابو الشامي». وأوضح أنه «كان للطائرات الحربية وسلاح المدفعية دور كبير في انهاء المعركة وايقاع خسائر بصفوف المهاجمين، حيث نفذ سلاح الجو اكثر من 25 غارة في محيط المطار والقرى التي ينتشر فيها المسلحون وكان لبلدة أبو الظهور النصيب الأكبر من الاستهدافات».
في موازاة ذلك، اقتحمت «حركة أحرار الشام» بلدة شنان في جبل الزاوية جنوب ادلب، وهاجمت مقر «أمير جبهة النصرة» في البلدة المعروف بأبي سارة، ووقعت اشتباكات بينها وبين عناصر الأخيرة، انتهت بهروب عناصر «الجبهة» و«أميرها» من البلدة واستيلاء «أحرار الشام» على الاسلحة التي كانت في المقر. وتكمن أهمية الهجوم في أنه يأتي ضمن سياق توتر العلاقات بين «جبهة النصرة» و«أحرار الشام» في ريف ادلب منذ السيطرة على معسكري وادي الضيف والحامدية، التي انتهت بإعلان «النصرة»، «انتصارها» في المعركة دون ان تذكر مشاركة «الحركة» فيها، إضافة الى خلافات حول معركة مطار أبو الظهور التي يبدو أنها انتهت بالتأجيل حتى إشعار آخر.
على صعيد آخر، ما زالت «جبهة النصرة» تقطع المياه عن مدينة ادلب لليوم السادس على التوالي، دون أي تقدم في المفاوضات القائمة بينها وبين اللجنة الأهلية. وقال مصدر من اللجنة لـ«الأخبار» إن «النصرة قدمت عدة أسماء امقاتلين لهاجرى أسرهم خلال معارك سابقة مع اللجان الشعبية في بلدتي الفوعة وكفريا، وطالبت بالإفراج عنهم في مقابل السماح بتشغيل المياه». وإلى جانب ذلك، قامت «النصرة»، فجر أمس، بقطع خط الكهرباء الأخير الذي يغذي مدينة ادلب لتغرق المدينة في ظلام.

قذائف تستهدف دمشق

ذكرت وكالة الأنباء السورية أمس، أن أربعة مواطنين أصيبوا في اعتداء إرهابي بقذائف على حيي باب توما والمزة 86 السكنيين في دمشق. ونقلت الوكالة عن مصدر في قيادة الشرطة إن «خمس قذائف أطلقها إرهابيون سقطت في مدرسة النور وحي الجورة وقرب حمام بكري الأثري في حي باب توما ما أدى إلى إصابة أربعة مواطنين بجروح متوسطة الخطورة وإلحاق أضرار مادية بالمدرسة وعدد من المنازل والمحالّ التجارية والسيارات»، مشيراً في الوقت ذاته إلى سقوط «قذيفتي هاون على حي المزة 86 أدتا إلى إلحاق أضرار مادية بالممتلكات دون وقوع إصابات بين المواطنين». وتبنت جماعة «جيش الإسلام» تلك الهجمات وما سبقها على مدار الأيام الماضية، فيما أعلن زعيمها زهران علوش، أمس، أنه سيستهدف العاصمة دمشق، ابتداء من يوم غد الأحد، بـ«مئات الصواريخ يوميا»، وذلك «رداً على قصف قوات النظام الغوطة الشرقية».