غزة | استغل أنصار تنظيم «داعش» في غزة موجة الاحتجاجات ضد إعادة نشر صحيفة «شارلي ايبدو» رسوماً مسيئة إلى النبي محمد، كي يظهروا حشداً علنياً جديداً يوم أمس، فاختاروا المركز الثقافي الفرنسي، غرب المدينة، نقطةً لانتهاء تجمعهم. وبهتاف «دولة الإسلام... باقية»، وأخرى مؤيدة لـ«أبو بكر البغدادي»، ردد المتظاهرون شعارات مناوئة للصحيفة ومنددة بالرسوم، أمام المركز الذي تعرض أخيراً لانفجارين على أيدي مسلحين مجهولين، مع أنه يقع بين عدد من المواقع الأمنية التابعة لحكومة غزة السابقة.

كذلك لم يمنع الأمن التابع لغزة وصول المسيرة إلى المركز الفرنسي، علما بأن آخرين تظاهروا للسبب نفسه واعتقلهم من المكان عينه بدعوى التظاهر من دون ترخيص، فيما اكتفت اليوم بمصادرة أشرطة الكاميرات التي صورت الحدث، ولا سيما التابعة لوكالة «معا» المقربة من السلطة الفلسطينية، كما أفادت الوكالة.
هذه ليست المسيرة الأولى العلنية لأنصار «داعش» الذين يقدرون بالمئات، والذين يُتهَم عدد منهم بأنهم وراء إطلاق صواريخ بين فينة وأخرى على الاحتلال قبل الحرب الأخيرة، فضلاً عن اتهامهم بعدد من التفجيرات المحلية، وخاصة التي تستهدف صالونات التجميل. رغم ذلك، لم تخل الطرقات المحيطة بالمكان والمجلس التشريعي من الانتشار الكثيف للأجهزة الأمنية التابعة لحكومة غزة، في وقت ظلت فيه لوحة عليها صورة منفذي العملية الأخوين كواشي مرفوعة في الاحتجاج.
«الأخبار» حاولت الاستيضاح من المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية في غزة، إياد البزم، عن منح ترخيص لهذه المسيرة من عدمه، وخاصة أن مسيرات أخرى لقضايا لها علاقة بالمقاومة أو الأحداث الداخلية كان يجري قمعها مباشرة، لكن محاولات الاتصال لم تنجح. وفي وقت لاحق، صدرت تصريحات عبر «الفايسبوك» للبزم، قال فيها إن الأجهزة الأمنية تابعت المسيرة من بدايتها حتى انتهائها، مضيفاً أن «الداخلية تسمح بحرية الرأي والتعبير في إطار احترام القانون والمحافظة على النظام».
رغم ذلك، أفاد شهود عيان بأن عدداً من المشاركين في المسيرة قذفوا المركز الفرنسي بالحجارة، فهاجمتهم قوة أمنية في المنطقة، ونشبت بعض المناوشات اعتقل إثرها سبعة أشخاص.