اختار رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، كجزء من الترويج الانتخابي، أن يقدم نفسه زعيماً قادراً على مواجهة الضغوط الدولية من أجل تمسكه بمبادئه التي يريدها الجمهور، فيما الهم الأول لخصمه السياسي والانتخابي هو كيف يرضي المجتمع الدولي، حتى لو كان على حساب المصالح الحيوية لإسرائيل. وعلى هذه الخلفية شدد نتنياهو على عزمه على مواصلة الوقوف بوجه الضغوط الدولية، والإصرار على مصالح إسرائيل الأمنية والقومية للشعب اليهودي، لا كرئيس حزب "العمل"، هيرتسوغ، الذي يريد أن يصفق له المجتمع الدولي.
وامتداداً للخطة الترويجية نفسها، حصر محور الانتخابات المقبلة، بتحديد من هو المؤهل لقيادة دولة إسرائيل، مشيراً إلى أن الانتخابات المقبلة تدور حول من سيرد على الهاتف الأحمر، وما سيقال عبر الهاتف الأحمر. ولفت إلى أن الأمر الأسهل هو أن يصفق لك المجتمع الدولي. وفي هذه الحال ستخضع للضغوط، ويؤدي ذلك للموافقة على إقامة "حماستان" ثانية قرب تل أبيب والقدس.
وبهدف تأكيده هويته اليمينية المتصلبة، أكد نتنياهو أن هذا الخضوع للضغوط الدولية ليس نهجه كرئيس وزراء لإسرائيل، متعهداً مواصلة الإصرار علي مصالح إسرائيل الأمنية والقومية.
في السياق نفسه، استبعد نتنياهو تأليف حكومة وحدة وطنية مع حزب "العمل"، مؤكداً أن الاختيار في الانتخابات المقبلة يقع بين حكومة "ليكود" قوية برئاسته، وحكومة يسار برئاسة ليفني وهرتسوغ. وأوضح، في بيان أصدره، أن "حزب "العمل" اختار قائمة يسارية متطرفة ومناهضة للصهيونية"، مشيراً إلى أن هناك هوة شاسعة بين "الليكود" و"العمل".
وكان رئيس حزب "العمل" يتسحاق هيرتسوغ، قد أكد أن قائمة مرشحي الحزب لانتخابات الكنيست، الذين جرى اختيارهم في الانتخابات التمهيدية، تمثل جميع شرائح المجتمع الإسرائيلي، معرباً عن أمله أن تُتاح لهذه القائمة فرصة الوصول إلى السلطة، وتوفير حلول للمشكلات التي يواجهها المواطنون في إسرائيل. وشن هجوماً على رئيس الحكومة، نتنياهو، مؤكداً فيه أنه "لا أمن من دون رزق، ولا رزق من دون أمن".
على خط انتخابي مواز، اختار وزير الخارجية الإسرائيلية، افيغدور ليبرمان، أن يقدم نفسه كمن كان يعمل على نسج اتفاق تسوية إقليمية تحل أزمات إسرائيل السياسية والأمنية، لولا أن الصراع بين نتنياهو وليفني ولابيد، أدى إلى تقديم موعد الانتخابات. وزعم أن "هذا المسار الانتخابي منع التوصل إلى تسوية إقليمية قبل حلول نهاية العام الحالي".
وبعيداً عن الاتصالات الفعلية التي تُجريها إسرائيل مع «دول عربية معتدلة»، رجحت "القناة الثانية" في التلفزيون الإسرائيلي أن يكون ليبرمان قد حاول دفع تسوية من هذا النوع، بهدف تجاوز الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، عبر مفاوضات مباشرة مع دول عربية.
ويأتي هذا الإعلان بعد تقارير إعلامية سابقة تحدثت عن لقاءات عقدها ليبرمان مع مسؤولين في دول عربية، وهو ما كررت القناة الإشارة إليه، وأضافت أنه اقترح عليهم خلالها «نقل بلدات عربية داخل الخط الأخضر إلى سيادة عربية». وبحسب القناة نفسها، فإن مراقب الدولة، حاول التدقيق في زيارات ليبرمان «التبذيرية » إلى النمسا، إلا انه وجدها مبررة.
أيضاً، أضافت القناة أن هذه اللقاءات جرت بموافقة رئيس الحكومة، وحضرها مسؤولون من "الموساد"، مع الإشارة إلى أن "الموساد" يتولى عادة إدارة العلاقات بين إسرائيل والدول التي لا علاقات دبلوماسية معها، موضحةً أن هذه المحاولة "رمت إلى إقناع العالم العربي بإجراء مفاوضات مع إسرائيل، وفرض نتائجها على الفلسطينيين"، بادعاء أن عباس «أضعف من أن يكون قادراً على اتخاذ قرارات مهمة».
إلى ذلك، عقد ليبرمان مؤتمراً صحافياً عرض خلاله الحملة الانتخابية لحزبه، ورفع فيه شعار «اريئيل لإسرائيل، وأم الفحم لفلسطين». في إشارة إلى التزامه طرح تبادل الأراضي والسكان بين الجانبين، الإسرائيلي والفلسطيني، لجهة أن اريئيل موجودة في الضفة الغربية المحتلة عام 67، فيما تقع أم الفحم ضمن مناطق الـ48. ويتمسك ليبرمان بطرحه على خلفية القلق من الوضع الديموغرافي ضمن أي تسوية مع الفلسطينيين. وفي موقف يعكس قدراً من المكابرة، ويتعارض مع كل استطلاعات الرأي التي توقعت هبوطاً مدوياً في عدد مقاعد الكنيست، على خلفية الفضيحة التي تعرض لها، قال ليبرمان إنّ حزبه يتطلع للحصول الى 16 مقعداً في الكنيست المقبل. وتعهد ليبرمان أنه لن يرفض المشاركة في أي ائتلاف حكومي "مهما تكن الجهة التي تشكله"، طالما تناغمت مع الخطوط الأساسية لبرنامجه الانتخابي. وفي هذا المجال، شدّد على أن حزبه لا يعد رئيس السلطة محمود عباس شريكاً للمفاوضات، بل يرى ضرورة التخلص منه، لكنه في الوقت نفسه أكد ضرورة إطلاق مبادرات سياسية والقضاء على حركة حماس .
بينت: "البيت اليهودي " سيكافح للحفاظ على هوية إسرائيل اليهودية وضد إقامة "دولة إرهاب" فلسطينية
من جهته قال وزير الاقتصاد، ورئيس حزب "البيت اليهودي"، نفتالي بينيت، أن اليوم الذي سيقود فيه حزبه دولة إسرائيل أصبح وشيكاً، مشدداً على أنّ حزبه يكافح من أجل الحفاظ على الهوية اليهودية لدولة إسرائيل، وضد إقامة "دولة إرهاب" فلسطينية، فضلاً عن أنه سيعتني بالطبقات الضعيفة والنساء والمتدينين والعلمانيين واليهود الغربيين والشرقيين.