بينما يستعد السفير الأميركي الجديد في بغداد، كريستوفر هيل، للمغادرة إلى العراق، حيث تستعد القوات الأميركية للانسحاب من المدن، ارتفعت وتيرة الهجمات الدموية، التي تستهدف المزارات الشيعية. ولليوم الثاني على التوالي، قتل أمس، ما لا يقل عن 60 شخصاً في اعتداءين انتحاريين وقعا قبيل بدء صلاة الجمعة، أمام بوابتين رئيسيتين من أبواب ضريح الإمام الكاظم في الكاظمية في بغداد، بينما كان الزوّار الشيعة يتوجهون إلى الضريح.
وأشار مسؤول في وزارة الداخيلة إلى أن «الاعتداءين أوقعا ما لا يقل عن ستين قتيلاً، بينهم 25 زائراً إيرانياً»، فضلاً عن إصابة «125 بجروح، بينهم 80 إيرانياً».
وفي السياقٍ، ارتفعت حصيلة العملية الانتحارية التي استهدف زواراً إيرانيين في محافظة ديالي، أول من أمس، إلى 56 قتيلاً بينهم 52 إيرانياً، و63 جريحاً.
وأصدر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، بياناً أمس، أدان فيه الانفجار. وأعرب عن «أسفه البالغ لسقوط عدد من المواطنين الإيرانيين شهداء...». ورأى أن «هذا الحادث الإرهابي يثبت مرة أخرى أن انعدام الأمن وإراقة الدماء البريئة هما ما جلبه الاحتلال والإرهاب لشعوب المنطقة».
ميدانياً أيضاً، أعلن المسؤول المحلي في محافظة ديالي، أحمد عزت، أمس اغتيال أحد قادة الصحوة في هجوم انتحاري بحزام ناسف، ما أدى إلى مقتل شخصين آخرين وجرح ستة مساء أول من أمس. كما أعلن العقيد في شرطة كركوك، غازي محمد، مقتل اثنين من عناصر الشرطة العراقية، بينهم ضابط برتبة رائد، يدعى صالح الجبوري، في هجومين مسلحين وقعا في جنوب بغداد وغربها أمس.
من جهةٍ ثانية، ظلت السلطات العراقية والأميركية أمس غير قادرة على تأكيد نبأ اعتقال زعيم دولة العراق الإسلامية، أبو عمر البغدادي. وقال المتحدث باسم أمن بغداد، اللواء قاسم موسوي، الذي كان قد أعلن نبأ الاعتقال أول من أمس، إنه لم تتوافر معلومات إضافية عن هوية المعتقل. بدوره، قال الجيش الأميركي إنه ليس لديه معلومات عن الاعتقال.
ولا يزال بعض المحلّلين غير مقتنعين بأن البغدادي له وجود حقيقي. وقال الباحث في مؤسسة «راند كوربوريشن»، تيري كيلي، «في اعتقادي أن أبو عمر البغدادي ليس شخصاً حقيقياً، بل لقب منح لعراقي يعمل زعيماً عراقياً صورياً لدولة العراق الإسلامية حتى يمكنهم الزعم بأن عراقيين يقودونه بينما من شبه المؤكد أن مجاهدين أجانب يقودونه».
وبموازاة ازدياد أعمال العنف في العراق، استقبل الرئيس الأميركي باراك اوباما، أول من أمس، السفير هيل، قبل أيام من تسلمه مهمّاته في بغداد. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، روبرت غيبس، إن اوباما ونائبه جو بايدن، أجريا محادثات مع هيل الذي سيتوجه إلى العراق خلال نهاية الأسبوع.
إلى ذلك، قررت الحكومة العراقية تأليف وفد من الحقوقيين، للتفاوض مع الولايات المتحدة بشأن اتفاق شامل يتعلق بالشكاوى المقدمة من عدد من الأشخاص ضد العراق، بسبب أضرار لحقت بهم في عهد الرئيس العراقي السابق، صدام حسين.
وقال المتحدث باسم الحكومة، علي الدباغ، إن «مجلس الوزراء قرر تأليف وفد عراقي لإجراء مفاوضات مفصّلة مع الأميركيين بهدف التوصل إلى اتفاق شامل يتعلق بجميع الطلبات والملاحقات المقامة في الولايات المتحدة ضد العراق».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)