أبلغ العراق مبعوث الرئيس الأميركي باراك أوباما، أنه ينبغي لـ«التحالف الدولي» الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» عمل المزيد لمساعدة العراق على هزيمة «الجهاديين» الذين يسيطرون على مساحات واسعة من شمال البلاد وغربها.
وقال رئيس البرلمان العراقي، سليم الجبوري، إنه نقل الرسالة في اجتماع مغلق مع الجنرال الأميركي المتقاعد، جو آلن، الذي زار بغداد خلال الأسبوع الحالي لإجراء محادثات مع حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي.
وقال الجبوري في مقابلة مع «رويترز»، أمس: «إلى حدّ الآن شعورنا أن الدعم الدولي غير مقنع». وأضاف: «يمكن أن تشهد حالة من المساهمة هنا أو هناك، ولكنها غير كافية في الظرف الصعب الذي نمر فيه».
وأوضح الجبوري أنه أبلغ آلن بأنّ على المجتمع الدولي أن ينشط دوره لأن العراق يشعر بأنه يقاتل بمفرده إلى حدّ بعيد برغم الضربات الجوية و«المساعدات الأخرى».
وتعكس خيبة أمل الجبوري تصريحات أكثر تحفظاً لرئيس الوزراء العبادي بعد اجتماعه مع آلن، أول من أمس. وقال مكتب العبادي، في بيان، عقب المحادثات إنه ينبغي لـ«التحالف» الذي تقوده الولايات المتحدة تكثيف وتيرة الضربات الجوية على مواقع «الدولة الإسلامية»، ودعا أيضاً إلى توسيع برنامج تدريب قوات الأمن العراقية.
وقال العبادي على حسابه على «تويتر» إنه اتفق مع ألن على هاتين النقطتين.
من جانبه، رسم آلن، أمس، صورة مفعمة بالتفاؤل بشأن الحرب المستمرة ضد «الدولة الإسلامية». وقال للصحافيين في بغداد إن «تحالفنا العالمي للتصدي (للدولة الإسلامية) يزداد قوة، وكذلك التزامنا الجماعي بدعم شعب العراق ودولة العراق».
وفي مؤتمر صحافي عقده في مبنى السفارة الأميركية في بغداد، قال المبعوث الأميركي إن «واشنطن سلمت العراق 500 مليون دولار على شكل معدات وذخيرة وتجهيزات عسكرية العام الماضي، فضلاً عن 1.6 مليار دولار خصصت للعراق خلال شهر كانون الأول الماضي» (بحسب ما نقلت مواقع عراقية).
وفي نقطة أخرى، أضاف آلن أن «آلية تسليح العشائر لن تكون بصورة مباشرة، لكن سنعمل بشكل وثيق مع وزارة الدفاع والقوات الأمنية العراقية على توفير المعدات لهم من خلال الحكومة العراقية»، مؤكداً أن «الولايات المتحدة لن تسلّح العشائر مباشرة». وتابع قائلاً إن «واشنطن ستراجع استراتيجية دعم العراق لتكون مؤثرة».
وقال مبعوث الرئيس الأميركي إن «هناك 12 دولة مشاركة في التحالف الدولي تدرّب القوات الأمنية العراقية في مواقع عدة، فضلاً عن ثماني دول من الشركاء توجّه ضربات جوية ضد (داعش) في العراق». وأكد في حديثه أنه زار «قاعدة الأسد (في الأنبار) ومدينة أربيل والتقى المستشارين والمدربين الاميركيين».
وكانت وزارة الدفاع الأميركية قد أعلنت في الأسبوع الأول من الشهر الحالي أن القوات الأميركية بدأت تدريب قوات الجيش العراقي في قاعدتين في العراق. وقال المتحدث باسمها، الكولونيل ستيف وارن، في حينه، إن نحو 320 من مشاة البحرية الأميركية يدرّبون أفراداً من «الفرقة السابعة العراقية» في «قاعدة عين الأسد» في محافظة الأنبار الغربية. وبدأ التدريب في 20 كانون الأول الماضي. وأوضح أن مشاة البحرية في «قاعدة الأسد» يقومون بالأساس بمساعدة العراقيين «بالتخطيط لدعم المهمات والاستفادة من المعلومات والمخابرات وعمليات تنسيق الدعم الجوي عن كثب وتطوير الاستراتيجيات الأمنية عموماً».
وأضاف وارن، في حديثه السابق، أن 170 من أفراد القوات الأميركية وجنوداً من فرقة المشاة الأولى التابعة للجيش بدأوا دورة تدريبية تستمر ستة أسابيع لأربع كتائب من قوات الأمن العراقية في 27 كانون الأول في التاجي، وهي منطقة ريفية تقع شمالي بغداد.
وجاء إعلان «البنتاغون» في حينه تماشياً مع ما كشف عنه أوباما من خطط (7 ت2) لمضاعفة عدد القوات الأميركية في العراق إلى أكثر من 3000 بإضافة 1500 من أفراد الجيش لتدريب تسعة لواءات تابعة للجيش العراقي وثلاثة لواءات تابعة لقوات «البشمركة» الكردية.
وفيما تعتزم القوات الأميركية أيضاً تدريب أفراد الجيش العراقي في قواعد في أربيل وبسماية في جنوب بغداد، وهي موقع مركز قتالي درب كثيراً من القوات العراقية، قال وارن: «لا نتوقع أن يكون أي من هذه (القواعد) جاهزاً قبل عدة أسابيع أخرى».

وفد «أنباري» يزور واشنطن
أعلن محافظ الأنبار الجديد، صهيب الراوي، أمس، أن وفداً من المحافظة سيزور الولايات المتحدة الأميركية يوم السبت المقبل لطلب دعم واشنطن في جهود إعادة إعمار المحافظة. وفي تصريحات لوكالة «الأناضول»، أفاد الراوي بأن «وفد الأنبار، وخلال زيارته للولايات المتحدة يوم 17 من الشهر الحالي، سيطلب دعم صندوق المحافظة من أجل إعمارها بعد تحريرها من داعش». ولم يحدد المحافظ نوعية الدعم الذي يعتزم طلبه ولا حجم ذلك الدعم.
ونافياً صحة ما يتردد في وسائل إعلام محلية، مضى قائلاً إن «حكومة الأنبار المحلية غير مخولة لطلب أي دعم عسكري خارج إطار الحكومة المركزية... وعلى هذا الأساس تتعامل الحكومة المحلية مع الاتفاقية الأمنية الموقعة بين العراق والولايات المتحدة الأميركية».
وقال محافظ الأنبار إن «الأوضاع في المحافظة صعبة، ولا سيما الجانب الإنساني، فهناك مناطق تعاني من الحصار الخانق من قبل داعش، كما في قضاء حديثة غربي الأنبار، فيما تعاني المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية من الإهمال».
وعن نشاط الوفد في الولايات المتحدة، أجاب الراوي بأن «لقاءاتنا ستكون مع مستشارية الأمن القومي والكونغرس وسياسيين ومنظمات إنسانية داعمة للملف الإغاثي».
من جهة أخرى، قال المحافظ إن «برنامج رئيس الحكومة حيدر العبادي يتضمن تشكيل حرس وطني (في الأنبار من أبناء المحافظة)، لكن الخطوات العملية في هذا الاتجاه بطيئة وغير واضحة، وليس هناك أي مبلغ (تمويل) في مسودة الموازنة أو أي توجه للحكومة يشير إلى أنّ هناك ميزانية ستدعم هذا التشكيل، وهذا (مشروع الحرس الوطني) واحد من أهم المشروعات التي نعوّل عليها لتحسين الوضع الأمني في المحافظة».
وأرجع الراوي سبب ما قال إنها «عرقلة» لإقرار مشروع قانون تشكيل الحرس الوطني إلى «أطراف سياسية (لم يسمها) لا ترغب في أن تكون لمناطق معينة أي تأثير في الملف الأمني».
وتابع بقوله: «لا نحتاج إلى قوات الحشد الشعبي على الأرض، بل نحتاج إلى العتاد، ولدينا رجال ومقاتلون أشداء، وباستطاعتنا أن نقدم حشداً من أبناء المحافظة، إذا ما تم دعمهم والتعامل معهم بالطريقة نفسها التي تم التعامل بها مع هيئة الحشد الوطني في بغداد والمحافظات الأخرى».
(الأخبار، رويترز)