استأنف الجيش السوري عملياته العسكرية محرزاً تقدماً على جبهتي حمص الشمالية وحلب الجنوبية بعد هدوء استمر أياماً، بينما يواصل تعزيز مواقعه التي سيطر عليها على كامل طريق السلمية ــ أثريا مروراً بالسعن والشيخ هلال، وصولاً الى مركز الدفاع الوطني بانتظار تحسن الظروف الجوية التي تؤخر عملية فتح طريق أثريا ــ خناصر.
وبدأ الجيش عملية عسكرية صباح أمس في ريف حمص الشمالي انطلق منها من محور قرية الحصوية المجاورة لمدينة حمص باتجاه بلدة الدوير الواقعة غرب طريق حمص ــ حماة، وتمكّن عناصر الجيش السوري، بمساندة «الدفاع الوطني»، من التسلل الى نقاط المسلحين الدفاعية المحيطة بالبلدة التي تبعد أقل من 4 كلم عن الدار الكبيرة. وقال مصدر ميداني لـ«الأخبار» إنّ اشتباكات عنيفة اندلعت بين عناصر الجيش والمسلحين على مسافة قريبة استمرت ساعات، أجبروا خلالها المسلحين على الانسحاب الى خارج البلدة، ومن ثم دخلها الجيش وقام بعملية تمشيط فيها وانتهت بالسيطرة الكاملة عليها. وأشار المصدر إلى ان البلدة تشكّل امتداداً للعملية العسكرية باتجاه ريف حمص الشمالي حيث التقدم ما زال مستمراً، وتمّت السيطرة على عدة نقاط بين الدوير وبلدة الدار الكبيرة، حيث يتحصن المئات من عناصر «جبهة النصرة» و«فيلق حمص».
وفي ريف حلب، عاود الجيش السوري والفصائل المؤازرة له التقدم في الريف الجنوبي بعد توقف لعدة أيام، بعد سيطرة تنظيم «داعش» على طريق أثريا ــ خناصر وانقطاع خط الإمداد عن حلب. وقال مصدر عسكري لـ«الأخبار» إنّ الجيش السوري أحكم سيطرته بشكل كامل على بلدة خان طومان (حوالى 2 كلم عن طريق دمشق ــ حلب)، جنوب حلب، بعد معارك عنيفة مع المسلحين، مشيراً إلى أن للبلدة أهمية استراتيجية، وأنها من أهم البلدات التي سيطر عليها الجيش خلال العملية العسكرية في ريف حلب الجنوبي، وستمثل ركيزة جديدة للعمليات في ريف حلب الجنوبي والجنوبي الغربي.
وفي مدينة حلب، تصدى الجيش لهجمات فصائل مسلحة أبرزها «نور الدين الزنكي» على جبهة «الفاميلي هاوس» وجمعية الزهراء وكتيبة المدفعية في محور حلب الشمالي الغربي، في محاولة من المسلحين لاختراق أحياء حلب الغربية. وقال مصدر ميداني في حلب إنّ المسلحين فشلوا في هجومهم الذي استمر عدة ساعات، حيث قتل وجرح العشرات منهم، من بينهم قائد الهجوم الملقب بـ«أبو علي».
كذلك أحبط الجيش هجوماً جديداً للمسلحين باتجاه معمل الاسمنت في منطقة الراموسة من محوري الشيخ سعيد والعامرية، في محاولة لقطع طريق الامداد باتجاه قرى ريف حلب الجنوبي التي تشهد عملية عسكرية للجيش.
وأما طريق أثريا ــ خناصر فيشهد هدوءاً حذراً نتيجة الظروف الجوية، حيث يقوم الجيش بتعزيز نقاطه التي سيطر عليها على طول الطريق، في وقت ثبّت فيه مواقعه في النقطة التي سيطر عليها من جهة حلب بين نقطة الحمام وتل مراغة. وفي الغوطة الشرقية، سيطر الجيش السوري، في عملية مفاجئة، على بلدة حوش العدمل ومزارعها في منطقة المرج، حيث يتابع تقدمه ليقترب من أسوار مطار مرج السلطان العسكري الواقع تحت سيطرة المجموعات المسلحة، منذ عام 2012. كذلك استعاد الجيش السيطرة على جزء من محيط الطريق الدولي في حرستا شمال شرق دمشق.