لن يسمح قادة الفصائل الفلسطينية بإخماد الإنتفاضة المندلعة حالياً في الضفة الغربية. أُبلغ القرار لمن يهمه الأمر محلياً ودولياً. أما محاولات وزير خارجية أميركا جون كيري، والملك الأردني عبدالله الثاني لإعادة الهدوء الى مدينتي القدس والخليل، فإن حركتي المقاومة الإسلامية «حماس» و»الجهاد الإسلامي»، إضافة الى الجبهتين الشعبية والديموقراطية، وبعض قادة فتح يؤكدون أنهم سيواجهونها عبر تطوير الإنتفاضة وصولاً الى الكفاح المسلح.
ففي الأيام الماضية إستقبل القيادي في «حماس»، موسى أبو مرزوق، في فندق «غولدن توليب» في بيروت، ممثلين عن الفصائل الفلسطينية كافة، لوضع «خارطة طريق»، بهدف الحفاظ على استمرارية انتفاضة القدس، وتطويرها، وترجمة ما يجري في الضفة سياسياً. اتفقت الفصائل، بحسب أبو مرزوق، على 4 أهداف رئيسية «مطلوب تحقيقها من الإنتفاضة الحالية: طرد الإحتلال (من الضفة)، فكّ الحصار (عن قطاع غزة)، الإفراج عن جميع الأسرى، وإنهاء الإستيطان»، كما اتفقت الفصائل على عقد لقاء قيادي موسع في عاصمة المقاومة بيروت، في منتصف الشهر الجاري، لبعث رسالة الى الداخل بأن الفصائل تقف خلف المنتفضين. بالنسبة لأبو مرزوق، فإن «ما يجري في الضفة لا يعد هبّة شعبية، أو حراكا شبابيا، بل إنتفاضة وإسمها إنتفاضة القدس، وذلك تكريماً للمدينة التي عانت كثيراً من الصهاينة». وأكد القيادي الحمساوي أن «الإنتفاضة الحالية ستعيد ترتيب وضع المدينة (القدس)، كما ستمنع التقسيم الزمني والمكاني للمسجد الأقصى»، معلناً أنه جرى التخطيط والإعداد للإنتفاضة الحالية مسبقاً، وأن ما يجري ليس عبثياً، بالرغم من وجود جيل شاب في المواجهات، «لكن هذا الجيل ليس نبتاً شيطانياً، والموجودون على الأرض يعرفون بعضهم بعضا، ويعرفون كل شخص لأي فصيل يتبع».

أكد أبو مرزوق أن
علاقة «حماس» بطهران جيدة الآن والأمور طبيعية

حالياً، تسعى الفصائل و»حماس» تحديداً إلى إشراك أمعظم شرائح المجتمع في انتفاضة القدس، وخصوصاً أبناء السلطة الفلسطينية الذين يملكون السلاح ولم يستخدموه بعد. وقال أبو مرزوق ان «السلطة جزء من الشعب، وهناك تقصير من الأجهزة الأمنية لعدم مشاركتها في المواجهات، لكنهم يحتاجون الى قرار سياسي وهو غير موجود الآن». وأكد وجود تواصل بين «حماس» وأعضاء في اللجنة المركزية لحركة «فتح» بهدف «ضمان إستمرارية الإنتفاضة وتطويرها». أما بالنسبة الى سعي كيري، لإعادة الوضع الى ما كان عليه قبل بداية الشهر الحالي، فأجاب أبو مرزوق بأن «المواجهات لن تنتهي بتركيب كاميرات في المسجد الأقصى، وخصوصاً أن الهدف منها أمني يخدم الإحتلال».
وإلتقى أبو مرزوق خلال وجوده في بيروت، مسؤول الساحة اللبنانية في حركة «فتح»، عزام الأحمد. تباحث الرجلان في كيفية زيادة زخم الإنتفاضة. سمع إبن «حماس» من الأحمد ما لا تصدقه الآذان من دعم وتأييد السلطة للشباب المنتفض، لكن عندما وصل النقاش الى نقطة الرد على موافقة السلطة المشاركة في المؤتمر المنوي عقده في لبنان، طلب الأحمد إستمهاله لسؤال الرئيس محمود عباس. وعند سؤال أبو مرزوق عن ترجمة كلام الأحمد المؤيد للإنتفاضة على الأرض، وخصوصاً أن معظم مسلحي «فتح» لم يشاركوا في المواجهات بعد، أجاب «سندفع الى مشاركة كل أبناء شعبنا في ما يجري، حتى المسلحين منهم، ومن حقنا إستخدام كل الأساليب في مواجهة العدو».
المؤكد بالنسبة إلى معظم مسؤولي الفصائل هو منع ايقاف ما يجري في الضفة، او انحدار مستوى العمليات، والعمل على تطويرها وصولاً الى الأهداف الأربعة.
بعيداً عن الإنتفاضة، وفي ما يتعلق بقضية المقاومين الأربعة المختطفين فوق الأراضي المصرية، أكد أبو مرزوق أن ملف هؤلاء على «رأس الحوار مع القاهرة، وحتى الان لم نحدد الجهة التي اختطفتهم». هكذا، وبالرغم من إعلان كتائب «القسام»، في بيان لها، معرفتها تفاصيل عملية الإختطاف، أكد أبو مرزوق عدم تحديد الجهة الخاطفة، «لكننا نطرح الأمر أمام المصريين لأنّ العملية جرت فوق أراضيهم، والشبان خطفوا من على متن باص الترحيلات المحمي من السلطات المصرية». ولدى سؤاله عن عدم فتح السلطات المصرية معبر رفح الا في حال تسلّم السلطة إدارة المعبر رسمياً، أجاب بإقتضاب «أبلغتنا القيادة المصرية أن سبب إغلاقها المعبر يعود الى تدهور الأوضاع الأمنية في سيناء». وعن الواقع الإجتماعي السيّئ الذي يعيشه أبناء غزة، وهروب بعض الشبان من القطاع ومحاولتهم إجتياز الحدود للعمل داخل الكيان الصهيوني، رأى أبو مرزوق أن بعض هذه الحالات له «خلفية أمنية (تعامل)، وهناك أناس يحاولون بسبب الأوضاع الإجتماعية والإقتصادية، ومنهم من يحاول ذلك لأهداف وطنية»، مؤكداً وجود «مجهود كبير يبذل لمنع هذه المحاولات». وفي ما يتعلق بعلاقتهم بالنظام السوري، قال عضو المكتب السياسي لحماس ان «العلاقة مع النظام السوري مقطوعة ولا يوجد اي تواصل». وأكد أبو مرزوق عدم وجود أي وساطات او قنوات اتصال بين سوريا و»حماس».
وعن علاقة حركته بالجمهورية الإسلامية الإيرانية، أجاب «في مرحلة ما شابها بعض التوتر، لكنها جيدة الان والأمور طبيعية، وهناك وفد قيادي من الحركة سيزور طهران لكننا في إنتظار رد الإخوة الايرانيين». وعما اذا كان خالد مشعل بصفته رئيساً للمكتب السياسي لحماس سيكون على رأس الوفد أجاب «ستعلمون ذلك في حينه». وعن إمكانية رؤية مشعل في بيروت؟ أجاب «يمكن ذلك إذا وجهت إليه دعوة».