صعدة | شنت طائرات العدوان السعودي غارات على مستشفى حيدان الرئيسي في محافظة صعدة، ما أدى الى تدمير المستشفى بالكامل بكل ما يحتويه من أجهزة ومستلزمات طبّية وإصابة عدد من الجرحى بجروح متوسطة، وفقاً لمدير الصحة في مديرية حيدان، علي مغلي. وأوضح مغلي أن المستشفى هو آخر مستشفى يعمل في المديرية ويقدم خدمات للمرضى الذين يرتادونه من مديريات كرازح وغمر ومنبه وحيدان وساقين.
مستشفى حيدان يُعدّ الوحيد لأبناء منطقة خولان غرب صعدة، حيث يلجأ المواطنون إليه من أكثر من أربع مديريات. وكانت الطائرات قد دمرت منذ بداية العدوان نحو 90 بالمئة من مستشفيات المحافظة ومراكزها الصحية والصيدليات ومخازن الادوية، وحتى سكن الاطباء.
ويعمل في المستشفى موظفون تابعون لمنظمة «أطباء بلا حدود». واتهم الأطباء في حديث لـ «الأخبار» طائرات التحالف باستهداف المستشفى، وأضافوا: «كنا قد أشعرناهم بوجود موظفينا وأطبائنا فيه»، مشيرين إلى أن التحالف كان قد وعدهم في وقت سابق بعدم استهداف المستشفى.
كما استهدفت طائرات العدوان ما تبقى من المجمع التربوي في مديرية حيدان، ومدرسة البنات ما ادى الى تدميرها بالكامل وتضرر منازل مجاورة وممتلكات خاصة للمواطنين في تلك المنطقة.
قيادة التحالف السعودي نفت استهداف المستشفى، وقال المتحدث باسم التحالف إن «الطائرات كانت في صعدة لكنها لم تكن تستهدف مستشفى بداخل المحافظة».
وتشهد صعدة وضعاً إنسانياً كارثياً سواء من ناحية الدمار اللاحق بالبنية التحتية لمستشفياتها أو من ناحية نفاد الأدوية والعلاجات بسبب الحصار الذي تفرضه السعودية على اليمن، فيما انتشرت في المحافظة أوبئة وأمراض خطيرة تصيب معظمها الأطفال والنساء وهي أمراض ناجمة عن حالات تسمم خلفتها آلاف القنابل المحرّمة دولياً (عنقودية، إنشطارية، وكيماوية سامة) لوثت المنتجات الزراعية والمواد الاستهلاكية بمواد عضوية ملوثة لا تزال في معظمها مجهولة التركيب.
من جهته، أكد مدير المستشفى الجمهوري في صعدة الدكتور محمد حجر في حديثٍ لـ «الأخبار» أن الوضع في صعدة بات كارثياً في ظل غياب المنظمات الاغاثية ونقص الأدوية الحاد جداً. وأضاف حجر «هناك تزايد يومي في الحالات المرضية الناجمة عن تأثير القنابل المحرمة الملقاة من طائرات العدوان على مناطق صعدة»، مشيراً إلى وجود حالات تشوهات خلقية تصيب الأجنة جرى اكتشافها أخيراً.
وكانت طائرات العدوان قد استهدفت المسعفين في مستشفى حرض العام في محافظة حجة مساء أول من أمس، وأكد مصدر مسؤول أن المدير العام لمستشفى حرض العام الدكتور ياسر ثوابة استشهد أثناء وجوده بين فرق الإسعاف التي كانت تنقل جرحى من مدينة عبس المجاورة التي تعرضت لقصف في ساعة سابقة.
وفي صعدة أيضاً، شنّت طائرات العدوان غارات على مديرية سحار مستخدمة قنابل عنقودية، فيما طاول القصف المدفعي السعودي منطقة الصوح في مديرية كتاف في المحافظة نفسها.
على صعيد آخر، تواصلت العمليات العسكرية على الجبهة الحدودية، حيث دمرت قوة الإسناد المدفعي في الجيش و»اللجان الشعبية» آلية عسكرية فيما قُتل عدد من الجنود السعوديين في منطقة الطوال جراء قصف مدفعي للجيش و»اللجان الشعبية».
وأحرقت القوة الصاروخية في الجيش و»اللجان الشعبية» مخزن أسلحة وعتاد عسكري في منفذ الخضراء في نجران، فيما قصفت القوات اليمنية تجمعا للمدفعيات والآليات السعودية خلف موقع الشرفة العسكري السعودي. وأشار المصدر العسكري إلى أن 30 آلية عسكرية سعودية أجبرت على مغادرة مواقعها بعد القصف المدفعي للقوات اليمنية على منفذ الخضراء الحدودي في المحافظة السعودية. وقصفت القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية المجمع الحكومي في منطقة الربوعة بعدد من صواريخ غراد.
داخلياً، شنّت مقاتلات التحالف سلسلة غارات على محافظتي البيضاء وتعز حيث قتل مواطن وأصيب اثنان في قصف استهدف منزل الأمين العام لمحافظة تعز محمد الحاج. وفي تعز أيضاً حيث احتدمت الاشتباكات بين الجيش و»اللجان الشعبية» من جهة، والمجموعات المسلحة من جهة أخرى، قصفت مقاتلات العدوان منزل الحاج، الكائن في حي الجحملية بغارتين، بالإضافة إلى غارتين استهدفتا منطقة المكلكل في حي صالة. وأوضح المصدر، أن سلسلة غارات متتالية استهدفت مقر إدارة أمن مديرية الوازعية تسببت بدمار كامل للمبنى وتضرر المنازل المجاورة له. وفي البيضاء استهدفت المقاتلات مديريات مكيراس وذي ناعم.
كذلك، استهدفت طائرات التحالف عدداً من المواقع في جبل عقار والبطحاء والدقيق في مديرية ذي ناعم، وطاول القصف الجوي مديرية مكيراس. ولفت المصدر أن الغارات خلفت أضراراً مادية وتضرر عدد من منازل المواطنين المجاورة للأماكن المستهدفة.