حلب | لم تستمر نشوة الانتصارات التي حققها الجيش السوري في ريف حلب بمرور أربعة أيام على قطع الشريان الحيوي الوحيد الذي يربط المدينة ببقية المحافظات، ومع اتضاح حجم الاختراق الكبير الذي حققه تنظيم «داعش» في هذا المحور.
إذ استعاد سكان حلب ذكرى كابوس الحصار الأول عام 2013، وكأنّ تجار المدينة على أهبة الاستعداد لتلقف خبر قطع طريق خناصر ــ أثريا (الذي يربط المدينة ببقية المحافظات) واحتكار المواد الواردة عبره، بإخفائها من الأسواق أو رفع أسعارها اعتباطياً، وسط عجز حكومي عن ضبط السوق. الوقود تضاعف سعره ثلاث مرات بعد نفاد الكميات المخصصة للاستهلاك اليومي في المحطات، أما الخضر والفواكه فقد تضاعف سعرها على الفور، لتنفد كمياتها خلال يومين.
وما زاد الطين بلة الهجوم الواسع على محور الراموسة، ما أدّى إلى توقف حركة السيارات المدنية فيه، لتضعف واردات المدينة من السلع الزراعية والمواد المنتجة في ريفها الجنوبي الشرقي ومدينتها الصناعية في الشيخ نجار.
أما ثالثة الآثار، فهي توقف معمل غاز الراموسة عن العمل بعد استهدافه بالقصف ونشوب حريق كبير فيه، علاوة على الانقطاع العام في الكهرباء الحكومية مترافقاً ذلك مع انقطاع دوري في مياه الشرب، لتتحول فرحة السكان بانتصارات الجيش وتقدمه الكبير في ريفيها الجنوبي والشرقي إلى غصة مع توالي الانتكاسات.
وحدات الجيش تمكنت من صد الهجوم على محور الراموسة وتصفية جيوب المسلحين الذين سيطروا على عدة نقاط شمال معمل اسمنت الشيخ سعيد، الأمر الذي مكّنهم من استهداف الطريق بشكل مباشر وشل الحركة فيه.
وتحتفظ خزانات الوقود الاستراتيجة في المدينة بأكثر من مليوني ليتر من البنزين والمازوت تكفي لمخصصات الأفران والمشافي والإدارات الحكومية لنحو خمسة عشر يوماً، بالإضافة إلى خزانات المحطات العشر العاملة في المدينة والتي بيد لجنة الخدمات في المحافظة كيفية توزيعها.
وقال مصدر في محافظة حلب إنّ ورش الصيانة تعمل على إعادة خط الإنتاج في معمل الغاز وإن المحافظة مستمرة في تزويد الأفران والمشافي بحاجتها من الوقود، مؤكداً توقف تزويد المولدات الخاصة بالوقود.
وتعتمد المدينة فعلياً على الكهرباء الخاصة، حيث عمد أصحاب المولدات إلى توقيفها أو خفض عدد ساعات التشغيل مع زيادة في الأسعار لتصل في بعض الأحيان إلى 1400 ليرة للأمبير الواحد.
وقال مصدر في غرفة زراعة حلب إنّ إنتاج منطقة السفيرة من السلع الزراعية سيتحوّل كله إلى مدينة حلب، ما سيساهم في خفض الأسعار وإعادتها إلى ما كانت عليه.

خناصر ــ أثريا

وفيما تتقدم وحدات الجيش لتأمين طريق خناصر ــ أثريا من جهة الشمال (محافظة حلب) مسترجعة «التلة 11»، تمكن مسلحو «داعش» من السيطرة على حاجز جديد في منطقة أثريا جنوباً (محافظة حماة)، حيث فجّر انتحاري نفسه بشاحنة محملة بأربعة أطنان من المتفجرات على حاجز ثريان، ليعقب ذلك هجوم على الحاجز وعلى محطة ضخ أثريا القريبة منه.
في سياق متصل، تراجعت وتيرة العمليات في الريفين الجنوبي والشرقي مع انتقال زخم العمليات الى محور خناصر ــ أثريا، واقتصرت على قصف لمقار التنظيمات المسلحة عبر سلاحي الجو والمدفعية.