بعد سنوات من المراوحة الأميركية بشأن البرنامج النووي الإسرائيلي، وافقت الولايات المتحدة على التعاون العلني مع إسرائيل في «المجال النووي المدني»، في ما يبدو أنه جزء من المراضاة المنوي التعامل بها مع تل أبيب في أعقاب الاتفاق النووي الدولي مع إيران، علما بأن إسرائيل لم توقع معاهدة حظر نشر السلاح النووي بعد.
وأعلنت وزارة الطاقة الأميركية هذا التعاون الأسبوع الماضي، لكن صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، ذكرت أمس أن هذا الموقف «يمثل تغييرا مهما في السياسة الأميركية تجاه البرنامج النووي الإسرائيلي».
وبسبب امتناع إسرائيل عن توقيع معاهدة حظر نشر السلاح النووي، فإن مفاعل ديمونا لا يخضع لرقابة اللجنة الدولية للطاقة الذرية، لكن الإسرائيليين يقولون إن المنشأة النووية «ناحال شوريك» تخضع لرقابة تطوعية وغير رسمية.
وبالعموم، فإن التعاون بين أي دولة وأخرى في مجال التطوير النووي لأهداف مدنية مشروط بالالتزام بأن برنامجاً كهذا غايته سلمية لا من أجل تطوير سلاح نووي، وبسبب رفض إسرائيل إماطة اللثام عن التعتيم على برنامجها النووي وترسانتها النووية، فإنها لم تحظ في الماضي بتعاون رسمي من جانب دول، على الأقل بصورة معلنة.
وذكرت الصحيفة أن بين الولايات المتحدة وإسرائيل علاقات طويلة الأمد في المجال النووي، فقد زودت أميركا إسرائيل بمفاعل «ناحال شوريك» الذي يقال أنه يستخدم للأبحاث. وفي عام 2008 توصلت الدولتان إلى اتفاق يقضي بتسليم أميركا قضبان الوقود النووي المستخدمة كافة تمهيدا لإغلاق «ناحال شوريك» في 2018.
وبرغم أن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، طالب إسرائيل بتوقيع معاهدة حظر نشر السلاح النووي، لكن الإدارة الأميركية لم تعد تطالبها بذلك، بعد رفضها توقيع المعاهدة التي تعني إخضاع منشآتها النووية للمراقبة الدولية.
وجرى التوصل إلى الاتفاق بشأن هذا التعاون النووي خلال زيارة وزير الطاقة الإسرائيلي، يوفال شطاينيتس، إلى واشنطن الأسبوع الماضي. ووفق بيان صادر عن وزارة الطاقة الأميركية، فإن الحوار «يشمل تبادل طواقم ومباحثات حول الغاز الطبيعي وأمن السايبر والطاقة المائية والطاقة النووية المدنية والأبحاث والتطوير».
في غضون ذلك، نقلت صحيفة «إسرائيل اليوم» أن وزير الأمن، موشيه يعلون، غادر متوجها إلى الولايات المتحدة، حيث سيجتمع بنظيره الأميركي، اشتون كارتر، ويناقش معه «مسائل إستراتيجية تتعلق بالتطورات في الشرق الأوسط». وقال يعلون، قبل مغادرته، إن «هذه الزيارة بالغة الأهمية لأنها ستناقش عملية تدعيم قوة الجيش خلال العقد القريب».
ومن بين القضايا الرئيسية التي ستطرح خلال المحادثات، كما أوردت الصحيفة، مسألة التعويض الأميركي لإسرائيل في أعقاب الاتفاق النووي. وهنا تحديداً قال يعلون: «سنتحدث أولا عن القدرات المطلوبة لتقديم رد على التهديدات، وبعد ذلك فقط سنترجمها إلى معان اقتصادية».
كذلك قالت «هآرتس» إنه في الزيارة سيبحث الوزيران حجم حزمة المساعدات العسكرية التي ستمنحها أميركا لإسرائيل، كما قالت في وقت سابق، إن حجم المساعدات الأمنية الأميركية لإسرائيل سيرتفع إلى مليار دولار في العام الواحد. كذلك فإن زيارة يعلون ستكون تمهيدا لزيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، للقاء أوباما، الشهر المقبل.
وقبل نحو أسبوعين، أكد رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي، جوزيف دانفورد، خلال لقاء جمعه مع يعالون أن العلاقات العسكرية الإسرائيلية ــ الأميركية، غير متعلقة بالعلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وأنها ستبقى علاقات متينة.
(الأخبار)