الناصرة المحتلة | بينما يعمل وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، لصياغة اتفاق منحاز إلى إسرائيل في ما يخص القدس، بمشاركة أردنية، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ تل أبيب تدرس اقتراحاً قدمه ما يُسمى مستشار الأقلية العربية في القدس في الشرطة، دورون زهافي، والملقب بـ«كابتن جورج». وكانت الشرطة قد قالت إن اقتراح زهافي «مختلف تماما عن بقية الاقتراحات التي قُدمت»، وذلك لأن الحديث «لا يدور عن إغلاق القدس أو فرض طوق أمنيّ على سكانها، أو حتى التفتيش، بل ضرورة عقد جلسة حوار مستعجلة تشارك فيها هيئات دينية إسرائيلية وفلسطينية وأردنية».
زهافي قال في اقتراحه إنه خلال الجلسة سيؤكد الممثلون الثلاثة أنه لن يكون هناك أي تغيير في «الوضع القائم في القدس»، الأمر الذي «يعمل على تهدئة الأجواء» وفق تقديراته. وبصورة مفاجئة، انتقد «كابتن جورج» الاستعمال المفرط للقوة الذي أبدته شرطة العدو في القدس، موضحا أن تلك «الممارسات القمعية والاستعمال المفرط للقوة قد يؤديان إلى أعمال إرهابية إضافية».
يُشار إلى أنّ المحكمة المركزية في تل أبيب سمحت في كانون الثاني الماضي بالكشف عن الهوية الحقيقية للضابط الإسرائيلي السيئ الصيت الملقب بـ«كابتن جورج» لاستخدامه أساليب تعذيب وحشية شملت العنف الجسدي والجنسي ضد من حقق معهم. واشتهر زهافي، صاحب هذا اللقب، بعد تعذيبه الأسير اللبناني المحرر، مصطفى الديراني، وهو أحد أفراد حركة «أمل المؤمنة» اللبنانية، وقد اختطفته القوات الاسرائيلية عام 1994 من جنوب لبنان ليستخدم كورقة مساومة للحصول على معلومات حول مصير الطيار المفقود رون أراد، الذي سقطت طائرته فوق لبنان عام 1986.

رفض شعبي وديني لأي لقاءات ثلاثية يبادر إليها امنيون وسياسيون إسرائيليون


عدد كبير من الناشطين المقدسيين رأوا أنّ مبادرة زهافي لا تستحق التجاوب معها، بل قالوا إنها محاولة إضافية لـ«تلميع ذاته» من الجرائم التي اشتهر بها في «غوانتنامو الإسرائيلية» (القاعدة 1391). وأوضح هؤلاء أنهم لا يثقون بنية «كابتن جورج»، بل يجب أولا أن يظهر عدد أقل من المعتقلين في المدينة أو منع الانتهاكات لتتبين جديتها.
«الحركة الإسلامية» في الداخل الفلسطيني، عقّبت على المبادرة بالقول إن «الوضع القائم الذي نعرفه تاريخيا ونؤمن به كحل هو سيادة إسلامية كاملة على المسجد الأقصى وزوال الاحتلال الإسرائيلي نهائيا»، كما عبّر المتحدث باسمها زاهي نجيدات في تصريح مقتضب.
كذلك قال مفتي القدس والديار الفلسطينية وخطيب المسجد الأقصى، محمد حسين، إن «الأقصى مسجد إسلامي خالص للمسلمين وحدهم ولا يشاركهم فيه أحد ولا يمكن أن يخضع للبحث والمشاورات من قبل أي جهة». وأضاف: «الأقصى يتعرض لاعتداءات من عدة جهات اسرائيلية، وبدعم الحكومة الإسرائيلية وشرطتها إذا كانوا يريدون الابتعاد عن المسجد ووقف اعتداءاتهم فليفعلوا ذلك وحدهم، لأننا لا نشارك في مثل هذه اللقاءات».
وتابع حسين: «الأقصى ليس مطروحا لنقاش بين مسلمين ويهود أو أي مبادرات أخرى، فهذا مسجد إسلامي خاص للعرب والمسلمين وحدهم وليس لليهود حق فيه، لذلك نرفض هذه الاقتراحات جملة وتفصيلا، وعليهم الخروج من المسجد والسماح للأوقاف الإسلامية بإدارته كما كان عليه الوضع منذ عشرات السنين».
الرفض نفسه أعاد تكراره رئيس «الهيئة الإسلامية»، الشيخ عكرمة صبري، الذي قال لـ«الأخبار»، إنّ «زهافي لا يملك المسجد الأقصى، ولا يمكنه أن يقترح علينا اجتماعات من أجل المسجد. شخصيًا لن أشارك في هكذا اجتماع لأن الأقصى ليس للمساومة، بل للمسلمين وحدهم». وأضاف: «هذه الاجتماعات هي لذر الرماد في العيون ولتقديم إسرائيل على أنها دولة ترعى الديانات السماوية، بينما هي دولة تعتدي على حرية العبادة». وزاد صبري: «علينا الوقوف في وجه هذه المبادرات، التي هي لخدمة السياسيين الإسرائيليين وإخراجهم من المأزق الذي يعيشون فيه بفعل اعتداء قواتهم على حرية العبادة وعلى الأقصى».