واصل الجيش السوري قضمه المناطق الواقعة على الطريق إلى مطار كويرس العسكري، في ريف حلب الشرقي، إذ سيطر على قريتي البقيشة والحويجة، ما يعني أن «القوات السورية البرية تبعد عن حرم المطار ما يقارب 8 كلم»، وفق ما ذكرت مصادر ميدانية. وتابعت المصادر، في حديثها إلى «الأخبار»، أنّ «الجيش استدعى تعزيزات إضافية بسبب كثافة الاشتباكات، بعد تكثيف المسلحين هجماتهم على القوات السورية المحاصرة داخل المطار، بالتزامن مع صدّ عناصر الجيش، المدافعين عن المطار، هجوم المسلحين المتواصل لإحراز تقدم ثمين».
ويأتي التقدم شرقاً بالتزامن مع استكمال الجيش عمليته الواسعة التي بدأها قبل أيام تحت غطاء جوي ومدفعي أضعف دفاعات المسلحين، في ريف حلب الجنوبي والجنوب الغربي. المسلحون تراجعوا إلى الخطوط الخلفية، في حين اخترق الجيش مساحة 6 كلم بعرض 14 كلم، سيطر من خلالها على 8 قرى أساسية في ريف حلب، منها تل قبلي والجابرية، إضافة إلى عدد من المزارع والتلال المهمة التي كان المسلحون يتحصنون فيها ضمن امتداد جغرافي يصل إلى 84 كلم مربع. وسجلت حالات فرار جماعي باتجاه الأراضي التركية، بررتها صفحات المعارضة بمحاولات المسلحين إبعاد عائلاتهم وذويهم إلى أماكن آمنة. سيطرة الجيش على قرية الوضيحي في الريف الجنوبي أفضت إلى أسر 10 مسلحين، كانوا مختبئين خلال عملية تمشيط القرية، قبل إعلانها آمنة. وتمكنت وحدات الجيش من السيطرة على تل حويز، الواقع إلى الجنوب الغربي من قرية الوضيحي، وسط حالة من التخبّط تشهدها صفوف المسلحين في ريف حلب الجنوبي الغربي.
وفي المقابل أعلنت «غرفة عمليات فتح حلب» النفير العام لصدّ تقدم الجيش السوري على جبهات المدينة، مطالبة مسؤولي مسلحي جميع الفصائل بوضع خلافاتهم جانباً. يأتي ذلك بعد إعلان مقتل عدد من المسؤولين الميدانيين في صفوف المسلحين، خلال الاشتباكات مع الجيش في الريف الجنوبي، من بينهم قيادي في «جيش المجاهدين» يدعى نوري محمد العبد أبو النور، في محيط قرية عبطين، وعبد الهادي العبد المسؤول في «لواء المهام الخاصة» في «الفرقة 13»، في محيط تل عزان.

انتهى الجيش من تمشيط آخر شارع في حي المنشية الذي يبعد 3 كلم عن الحدود

أما في درعا، فقد سيطر الجيش السوري على آخر شوارع حي المنشية، إذ أكد مصدر ميداني أن «الجيش السوري انتهى من تمشيط شارع الأردن، الذي يبعد عن الحدود الأردنية مسافة 3 كلم شمالاً، ما يعني اقتراب القوات من منطقة الجمرك القديم». وإلى الريف الشمالي من المدينة، فقد أصيب نائب «قائد لواء الكرامة» و«قائد تجمع كتائب أحفاد حمزة» مأمون جميل الشحادات، خلال الاشتباكات مع الجيش السوري، قرب «اللواء 82»، شمال مدينة الشيخ مسكين، إضافة إلى إصابة مسلحين آخرين نقلوا إلى مشفى حوران في داعل، في حين تمكن الجيش من رصد آلية للمسلحين تقل 5 منهم، فاستهدفها بصاروخ موجّه على طريق الحميدية ــ القحطانية في ريف القنيطرة، وقتل كل من كان في داخلها.
وضمن استكمال العملية العسكرية في ريف اللاذقية، تتواصل الاشتباكات على تلال جب الأحمر، أقصى الريف الشرقي. مصادر ميدانية أكدت «تعثر المعارك على التلتين الخامسة والسادسة من تلال جب الأحمر الاستراتيجية، واللتين تعتبران محوري تأمين دخول القوات نحو منطقة أبو الريش، باتجاه بلدة سلمى». ولفتت المصادر إلى «وقوع إصابات بين عناصر الجيش الذين يحاولون التقدم ضمن الطبيعة الجبلية الوعرة، بالتزامن مع صعوبة الوضع الميداني في محيط قرية كفردلبة التي ما زالت تعتبر منطقة تماس خطرة»، حسب قول المصادر.
بدوره، دمّر سلاح الجو الروسي مقرّاً تابعاً لـ«لواء العاديات في الفرقة الأولى الساحلية» التابعة للجيش الحر في ريف اللاذقية الشمالي. وكانت الطائرات الحربية الروسية قد نفذت 39 طلعة جوية في سوريا خلال 24 ساعة، ووجهت خلالها 60 ضربة على 51 موقعاً ومنشأة للمسلحين في حماه واللاذقية ودمشق وحلب، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الروسية. وأضافت أن «سلاح الجو الروسي دمر 4 مراكز قيادية و6 مستودعات للأسلحة، و32 معسكر تدريب».
وفي ريف حمص الشمالي، سيطر الجيش السوري على الجزء الشرقي من بلدة تيرمعله، أو ما يعرف بـ«حارة البدو»، بالتوازي مع دخول القوات السورية قرية سنيسل والسيطرة على جزء منها، انطلاقاً من المحور الجنوبي، وفق مصادر ميدانية في المنطقة.