على مدى اليومين الماضيين سعت قيادات في الفصائل الفلسطينية إلى الترويج ليوم أمس على أنّه «يوم غضب» نصرة للقدس، داعية إلى رفع العلم الفلسطيني فقط في المسيرات، فخرج الفلسطينيون بعد صلاة الجمعة إلى الشوارع، متوجهين إلى نقاط التماس مع العدو واشتبكوا معه وقدموا خمسة شهداء جدد من الضفة الغربية وقطاع غزة. إذ شهدت مدينة نابلس، بعد صلاة الجمعة، مواجهات مع جنود جيش العدو المتمركزين على حاجزي حوارة وبيت فوريك، أدت إلى استشهاد الشاب إيهاب جهاد حنني بعد إصابته بالرصاص الحي في صدره.
وكان حنني قد أُصيب منذ أيام برصاصة في قدمه خلال المواجهات التي شهدتها المدينة. وقال مدير دائرة الإعلام في وزارة الصحة الفلسطينية، طريف عاشور، إنّ «الحنني وصل إلى مستشفى رفيديا مصاباً بإصابة حرجة في الصدر، وقلبه كان متوقفاً ولم تفلح محاولات الإنعاش، فأُعلن استشهاده». وعن طبيعة الإصابات التي وصلت قال عاشور لـ«الأخبار»: «١٣ اصابة بالرصاص الحي وتحديداً في الأطراف السفلية من الجسد، واصابة بالرصاص المطاطي في الرأس».
وشهد أمس، عملية طعن نفذها الشهيد اياد العواودة، أصيب فيها جندي بجروح متوسطة، بعدما استطاع الشهيد الاقتراب منه مستغلاً ارتداءه سترة كتب عليها «صحفي».
بعد هذه العملية وانتهاء صلاة الجمعة خرجت مسيرة تضامنية مع عائلة الأسير كرم المصري المهدد منزلها بالهدم من قبل جيش العدو، في أعقاب اتهامه بتنفيذ عملية بيت فوريك (عملية ايتامار) قبل أسابيع. وشارك في المسيرة، التي دعت إليها حركة حماس وانطلقت من مسجد الحاج معزوز المصري، المئات من المواطنين الذين هتفوا بشعارات مؤيدة للمقاومة والمطالبة في التصدي لقرار العدو في هدم المنازل.
وتجمع عدد من الشبان، فجر أول من أمس، أمام المنازل المهددة بالهدم مغلقين الطرق بالحواجز والسواتر الترابية، لمنع وصول قوات الاحتلال إليها.

قدّمت الضفة
الغربية وقطاع غزة خمسة شهداء جدد أمس
وفي الوقت الذي كان فيه بعض الشبان يشكلون دروعاً بشرية حول البيوت تمكّن آخرون من إحراق قبر يوسف المقام بالقرب من مخيم بلاطة شرقي نابلس بعدما أضرموا النار في غرف أقامها المستوطنون.
بعد إحراق القبر، طالب رئيس السلطة الفلسطينة محمود عباس بتشكيل لجنة تحقيق لكشف ملابسات ما جرى، بالإضافة إلى إعادة صيانة المقام، معتبراً ان ثقافة تهديم المقامات «ليست ثقافتنا».
واندلعت عند نقاط التماس في الضفة الغربية أمس اشتباكات مع جنود الاحتلال في محيط مصنع الجيشوري في طولكرم أدت إلى اصابة العشرات بالرصاص الحي والمطاطي والغاز المسيل بالدموع. كذلك رشق عدد من الفلسطينيين عند مدخل مستوطنة أرئيل شمال سلفيت، شرطة العدو بالحجارة والمفرقعات. وأدت المواجهات جنوب قلقيلية، إلى إصابة ما يقارب ٥٠ شخصاً من المتظاهرين بالاختناق.
أما في البيرة، فقد تحوّل مدخلها الشمالي إلى ساحة مواجهة مع قوات الاحتلال التي أطلقت قنابل الصوت والغاز والرصاص الحي والمطاطي. وسجّلت عشرات الإصابات بالرصاص، 3 منها خطرة. وعلى الرغم من استخدام الاحتلال لمختلف انواع الذخيرة ودفعه لتعزيزات كبيرة لمواجهة الشبان، الا ان ذلك لم يقلل من أعداد المشاركين.
وبدا لافتاً، امس، اصدار «كتائب الاقصى»، الجناح العسكري لحركة فتح، بياناً رسمياً دعت فيه الويتها الى توجيه الضربات «داخل إسرائيل». وقالت «الكتائب» انها ستصعّد من عملياتها العسكرية في مواجهة الإحتلال، وسرعان ما ترجم هذا التهديد باشتباك مسلح مع جنود العدو في رام الله.
وكانت غزة على موعد مع «يوم الغضب»، فقدمت 3 شهداء، اثنان خلال المواجهات التي جرت في منطقتي معبر بيت حانون «إيريز» (شمال)، وناحل عوز (شرق). وقال المتحدث باسم وزارة الصحة، أشرف القدرة، إن الشهيدان هما يحيى عبد القادر فرحات من مخيم الشاطئ، ومحمود حاتم حميدة من حي الشجاعية شرق المدينة والشهيد شوقي جمال جبر عبيد (37 عاماً) من مخيم جباليا للاجئين، الذي توفي متأثراً بجراحه بعد إصابته أمام معبر بيت حانون يوم الجمعة الماضي.
واستمر المواطنون في الاحتشاد قرب مناطق التماس في قطاع غزة، وأصيب 244 شخصاً (56 من خان يونس، 16 من الوسطى، 60 من غزة، 112 من شمال القطاع ). أما الإصابات فقد توزعت بين 88 إصابة بالرصاص الحي و44 بالمطاطي بالإضافة إلى حالات اختناق. وقالت وسائل إعلام العدو إن جرافة عسكرية إسرائيلية تعرضت لإطلاق النار من قناص بعد اجتيازها حدود قطاع غزة في منطقة البريج وسط القطاع، وقال موقع «0404» العبري إن الحادث لم يوقع إصابات.
واستمرت المواجهات على حدود البريج، وشهدت الحدود تحرك آليات عسكرية من موقع كيسوفيم شمال خانيونس إلى منطقة المواجهات في البريج.
إلى ذلك، قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في خطبة امس، إنّ «قرارنا مواصلة الانتفاضة، واستمرار العنفوان والمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي».
(الأخبار)