بغداد | أسدلت القوات العراقية المشتركة الستار على مرحلة مهمة في الحرب التي تخوضها البلاد ضد تنظيم «داعش»، منذ نحو عامين، حيث تمكنت القوات المشتركة بين الجيش والشرطة و«الحشد الشعبي» من فرض سيطرتها على مدينة بيجي والمصفاة التي تعتبر الأكبر في البلاد. يأتي ذلك في الوقت الذي علمت فيه «الأخبار» أن «التحالف الدولي» أبلغ رئيس الوزراء حيدر العبادي بقرب اقتحام مدينة الرمادي من قبل الجيش والشرطة المحلية والعشائر، باستثناء «الحشد الشعبي».
وكانت قيادة «الحشد الشعبي» وقيادة العمليات المشتركة قد أعلنتا، أمس، في وقت متزامن، انطلاق المرحلة الثانية من العمليات التي سميت «لبيك يا رسول الله الثانية» لتحرير ما تبقى من محافظة صلاح الدين. وكانت المرحلة الأولى من العمليات قد شملت تحرير مدينة تكريت مركز المحافظة.
وأكد مصدران رفيعا المستوى في «الحشد الشعبي» والجيش العراقي، لـ«الأخبار»، فرض السيطرة بشكل كامل على قضاء بيجي والمصفاة، ما خلا بعض الجيوب والمناوشات التي تحدث هنا وهناك. وأوضح المصدران أن المهمة المقبلة، التي تقع على عاتق القوات المسلحة، هي الشروع في عمليات التطهير، حيث هناك أعداد كبيرة من العبوات الناسفة والمنازل المفخخة التي تركها التنظيم.

«التحالف الدولي» يبلغ العبادي باقتحام الرمادي مستثنياً «الحشد»


وعزا عضو لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب النائب، نيازي معمار أوغلو، سرعة تقدم القوات الأمنية و«الحشد الشعبي»، إلى التخطيط والإعداد «الجيد والحكيم» للقيادات الأمنية، التي وضعت خططاً لمرحلة ما بعد معارك الكر والفر التي شهدتها الفترة الماضية. ورجح أوغلو، في حديث إلى «الأخبار»، أن يتم تحرير الشرقاط، المعقل الأخير لـ«داعش» في صلاح الدين، خلال أسبوع كحد أقصى، لتعلن بذلك محافظة صلاح الدين محرّرة بالكامل.
وبشأن دور «التحالف الرباعي» في عملية بيجي، اكتفى أوغلو بالقول «لا يوجد تحالف رباعي، بشكل رسمي، لكن هناك اتفاقيات استخبارية بين الدول الأربع (العراق، روسيا، إيران وسوريا)»، مضيفاً إنه «لم يُحسم عنوان التحالف الرباعي حتى الآن»، ومؤكداً أن «عشرات الآلاف من المقاتلين العراقيين يشاركون في هذه العملية».
في موازة ذلك، منح «الحشد» المتعاونين مع «داعش» من أهالي وعشائر الشرقاط «فرصة أخيرة» للتبرّؤ من التنظيم. وأكد القيادي البارز في «الحشد» ريان الكلداني لـ«الأخبار»، أن «الحشد والقوات الأمنية، بكامل تشكيلاتها، ستدخل إلى الشرقاط وستحررها كما تحررت بيجي بالكامل»، مشيراً إلى أن «القوات العراقية لن تتوقف إلا عند أسوار محافظة نينوى».
وبالانتهاء من عمليات بيجي والشرقاط، فإن الأنظار ستتجه إلى قضاء الحويجة (غربي كركوك) لاستكمال تحريرها، بعدما أطلقت قوات البشمركة، أخيراً، عملية أحرزت خلالها تقدماً في أطراف القضاء والمناطق المحيطة به.
كذلك، ستتجه الأنظار إلى الغرب حيث أطلقت القوات العراقية المشتركة عمليتين عسكريتين لتحرير مناطق شرقي ناحية البغدادي (غرب الأنبار)، وعملية أخرى في القاطع الشمالي لمدينة الرمادي المطوقة من قبل الجيش ومقاتلي العشائر.
وقال المتحدث باسم «فوج طوارئ 14»، سعود العبيدي، إن «القوات الأمنية وبإسناد من أبناء العشائر أطلقت عملية عسكرية واسعة لتحرير المناطق الشرقية لناحية البغدادي، تمكنت خلالها من تطهير مناطق الجواعنة والمسسة، وسيطرة ماجد شرقي»، مشيراً إلى أن «القوات المشتركة أطلقت بالتزامن، حملة أمنية واسعة النطاق لقطاع شمال الرمادي».
في المقابل، أفاد مصدر أمني «الأخبار»، بأن ضابطاً رفيع المستوى في «التحالف الدولي»، المتمركز في قاعدة الحبانية العسكرية، أبلغ رئيس الوزراء حيدر العبادي بقرب اقتحام مدينة الرمادي، بمشاركة الجيش والشرطة المحلية و«الحشد العشائري»، مؤكداً أن قوات «التحالف» استثنت قوات «الحشد الشعبي» من المشاركة.
أما مجلس الأنبار، فقد ردّ على تلك الأنباء بالقول إن «التحضيرات والاستعدادات اكتملت لاقتحام مدينة الرمادي». وأوضح عضو المجلس راجع العيساوي لـ«الأخبار»، أن القوات الأمنية ومقاتلي العشائر تمكنوا من قطع جميع خطوط إمداد تنظيم «داعش»، خلال الفترة الماضية.
في غضون ذلك، أفادت مصادر عراقية، أول من أمس، بأن مدير الهيئة الفيدرالية للتعاون العسكري في روسيا فومين ألكسندر عرض على وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي، إعادة إحياء مصانع السلاح الموجودة في العراق. وبحسب موقع «شفق نيوز»، فقد أوفدت موسكو إلى بغداد فومين ألكسندر لبحث بنود صفقات أسلحة تعتزم روسيا بيعها للعراق.