الناصرة المحتلة | تتفاقم مظاهر العنصرية الإسرائيلية في فلسطين المحتلة، هذه الأيام، نتيجة ردّ الفلسطينيين على الانتهاكات المتكررة وسياسة القمع التي دفعت نحو هبة شعبية باتت أقرب إلى الانتفاضة في وصفها. وقد تحوّلت تلك المظاهر من تصريحات إلى أفعال انتقامية ينفذها الإسرائيليون، بغض النظر عن انتمائهم السياسيّ.هذه المظاهر تجلت في الوقت الذي تكون فيه الضحية امرأة فلسطينية محجبة، يعاملها الشارع الإسرائيلي بارتياب وعلى أنها «قنبلة موقوتة» يجب العمل على «إبطال مفعولها»، كما حدث مع الشابة إسراء عابد، التي أطلقت عليها النيران من دون أن تشكل أدنى تهديد.

وسبق إطلاق النار على عابد إعدام الشهيدة هديل الهشلمون، في الخليل، التي قتلها الجنود لرفضها خلع النقاب، وإن كان حادث إعدامها لم يأت في سياق الهبة الشعبية الحالية.
وبما أن الحديث يدور عن اعتداءات جسدية، فلا شك أنها باتت تقلق العديد من أبناء وبنات الداخل، خاصةً المحجبات. تقول الناشطة من النقب، إيمان الصانع: «لا أنكر أن هنالك نوعاً من القلق، لكنه لا يخيفني، لأنّ الهدف من كل هذا التصعيد زرع الخوف والتوتر في حياتنا، وحتى ردعنا عن مواصلة نضالنا». لكنها ترى أنها في موقع خطر في أي مكان تكون فيه.
وتطرقت الصانع إلى التضييقات التي تتعرض لها، مشيرة إلى الشتائم والتفتيش المكثف في حال أرادت الدخول إلى مؤسسات تجارية وحكومية إسرائيلية.
أما الصحافيّة ايناس مريح، فإنها ترى خروجها من البيت في الآونة الأخيرة «مهمة خطيرة»، بل تودع ذويها قبل خروجها من منزلها. تضيف: «أتوقع في كل لحظة شهر السلاح في وجهي. أمس عندما كنت أقود السيارة في حيفا اضطررت إلى الوقوف فجأة. كان أمامي مارة في الشارع صارت نظراتهم كلها تراقب، بل منهم من عبر الشارع من خلف السيارة»، مشيرة إلى أن الإسرائيليين يمرون «بحالة هستيريا سببها تحريض المؤسسة الإسرائيلية ضد العرب».
«كطلاب عرب، نضطر إلى استعمال المواصلات العمومية للوصول إلى القدس والتنقل داخلها، لكننا نحاول قدر المستطاع تجنّب هذه المواصلات»، تقول الطالبة دعاء غنايم من سخنين، «لذلك نظمنا سفريات من الشمال (سخنين تحديداً) إلى القدس، توصل الطلاب مباشرة إلى سكن الطلاب، لتجنب المحطة المركزية والمناطق الخطيرة».
وأضافت غنايم: «في التنقل داخل القدس نحرص على أن نخرج معاً في مجموعات، أو أن ننسق بيننا للانضمام إلى طلاب لديهم سيارات خاصة في المدينة».
كذلك، توضح الناشطة السياسية، خلود الزيناتي، من اللد، أنها تعيش في «مدينة مختلطة وعنصرية وتكثر فيها البؤر الاستيطانية». وتقول: «المثير للاشمئزاز والخوف في آن واحد أن الاعتداء عليك جسدياً ليس العقاب الوحيد. إن كتبت لك الحياة ولم ترتق شهيداً فأنت متهم. لا بد أن تعثر الشرطة على سكين بالقرب منك، ولا بد أن يظهر شاهد عيان ليقول: سمعتها تهتف الله أكبر». تختتم الزيناتي: «اضطرت إلى تغيير ورديات عملي وتنظيمها مع صديقة لي كي لا أكون وحدي في الطريق وأتعرض لغدرهم. دمنا العربي مستباح لهم».