تعهد رئيس حكومة العدو الإسرئيلي، بنيامين نتنياهو، من على منبر الكنيست، الانتصار على ما سماه «الإرهاب» ضد الجنود والمستوطنين، ورأى أن «أعداءنا حتى الآن لم يتعلموا أن الإرهاب لن يخضعنا». وأضاف نتنياهو، الذي كان يفتتح الدورة الشتوية للكنيست، قائلا: «نحن الذين سننتصر على موجة الإرهاب كما انتصرنا على موجات سابقة»، مشدداً في الوقت نفسه على أن «الإرهابيين لن يتمتعوا بالحصانة، وستتخذ إجراءات صارمة ضدهم بما في ذلك هدم المنازل وحرمانهم الامتيازات وتشديد العقوبات على المشاغبين وملقي الحجارة».
نتنياهو كرر تأكيده التزام إسرائيل «الحفاظ على الوضع القائم» في الحرم القدسي الشريف، وحرصها على «صيانة الأماكن المقدسة»، فيما اتهم حركة «حماس» بترويج «هذه الفرية حول نية إسرائيل تغيير هذا الوضع». ودعا رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، إلى أن يتبرأ من هذه «الفرية»، كما حمَّل «الجناح الشمالي للحركة الإسلامية» في الـ48، المسؤولية باعتبارها الجهة التي «تحرض على العنف»، مؤكدا أنه ستجري محاسبة هذا الجناح قانونيا والإعلان عنها حركة غير شرعية.
أيضا، استغل رئيس وزراء العدو المجازر وعمليات الهدم التي يفعلها تنظيم «داعش» ضد المقامات والمزارات في العالم الإسلامي، بالقول: «لولا إسرائيل، لوصل المتطرفون الإسلاميون إلى هنا ودمروا الأماكن المقدسة، كما يفعلون في الشرق الأوسط»، مضيفا: «إسرائيل هي التي تدافع عن مقدسات كل الأديان في القدس». ثم توجه إلى مواطني إسرائيل العرب (فلسطينيي الـ 48) بالطلب أن ينبذوا «المتطرفين» من صفوفهم، كما «ينبغي للوسط اليهودي أن يفعل ذلك». واتهم «أبو مازن» بالتملص مرة تلو أخرى من عملية «السلام»، مشيرا إلى أنه وجه إليه دعوات متكررة لاستئناف المفاوضات ولكنه (عباس) «رفضها جميعا».
في جهة مقابلة، انتقد رئيس المعارضة الإسرائيلية، يتسحاق هرتسوغ، سياسة نتنياهو وأداءه السياسي والأمني، وتوجه إلى ما سماه القائم بأعمال رئيس الحكومة ويعين نفسه رئيسا للحكومة، نفتالي بينيت، الذي دعا إلى التعايش مع النزاع. وحذر هرتسوغ من أن إدارة الصراع «تحولت إلى سكين في ظهر مواطني إسرائيل».
أما رئيس «إسرائيل بيتنا»، افيغدور ليبرمان، فدعا إلى استبدال محمود عباس، لافتا إلى وجود «بدلاء جيدين». ورأى ليبرمان أن هناك اختلافا جوهريا بينه وبين الحكومة، فبدلا من الأمن على المدى الطويل، «تحاول الحكومة أن تكسب هدوء على المدى القصير، فيما يتحقق الامن باليد الحديدية لا بالتضرع». وأضاف: «ما دامت الحكومة تكافح الإرهاب فهي ستتلقى منا شبكة أمان في الكنيست». أما بخصوص انضمامه إلى الحكومة، فإنه قال: «لا نبحث عن كراسٍ... ما دام لا يوجد تغيير في السياسة، لا يوجد تغيير في موقفنا».
في سياق متصل، ألغى وفد «الرباعية الدولية» زيارته بعدما كان مقررا أن يصل رام الله وتل أبيب، الأسبوع المقبل، وذلك بناء على طلب نتنياهو، وفق صحيفة «هآرتس، التي أوضحت أن هدف الزيارة كان «تهدئة الأوضاع والقيام بخطوات بناء ثقة»، لكن موظفا إسرائيليا رفيعا، ودبلوماسيا غربيا من إحدى دول أعضاء الرباعية، أوضح لـ«هآرتس»، أن سبب إلغاء الزيارة هو معارضة نتنياهو مبدأ الزيارة في هذا التوقيت. وذكرت الصحيفة أن «المفهوم المتبلور لدى الأجهزة الأمنية، هو أن موجة العنف الدائرة الآن، يمكن أن تتواصل لمدة طويلة»، وأشارت تلك الأجهزة إلى أنه لا يزال صعبا العثور على «رد فعال لصد إرهاب السكاكين».
(الأخبار)