ذكرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أمس أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس تحدّث عن نيته الاستقالة من منصبه قبل انتخابات الرئاسة المقبلة. وأوضحت الصحيفة أن هذه الخطوة ستؤدي أيضاً إلى استقالة رئيس الوزراء سلام فياض وحكومته. لكنّ مصادر فلسطينية قالت إن الاستقالة ستؤدي إلى بقاء عباس طويلاً في منصبه “رئيساً مؤقتاً”، وخصوصاً في ضوء رفض حركة “حماس” إجراء انتخابات رئاسية. كذلك نقلت الصحيفة عن قادة في السلطة الفلسطينية تحذيرهم من أن إعلان عباس استقالته سيمثّل بداية تفكك مؤسسة السلطة الفلسطينية.
وفي السياق، جدد عباس أمس مطالبته بوقف الاستيطان، وتحديد مرجعية المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، بالتزامن مع اتهام السلطة للإدارة الأميركية بأنها “عاجزة عن القيام بدورها” في عملية السلام.
وأشار عباس، الذي تلقّى أمس اتصالاً من زعيمة حزب “كديما” الإسرائيلي، تسيبي ليفني، إلى أن المفاوضات يجب أن تبنى على شعارين ثبّتا في خريطة الطريق؛ “الأول إقامة دولة فلسطينية مستقلة متصلة قابلة للحياة، والثاني إنهاء الاحتلال الذي وقع عام 67”.
وانتقد عباس تراجع الرئيس الأميركي، باراك أوباما، عن شرط وقف الاستيطان قائلاً إن “أوباما قال إن الاستيطان يجب أن يتوقف، ثم أصبح إيقاف الاستيطان ليس شرطاً”.
وفي ما يتعلق بالمصالحة الوطنية الفلسطينية، جدّد الرئيس الفلسطيني اتهام حركة “حماس” بعرقلتها برفضها توقيع الورقة المصرية، بالتزامن مع تجديد النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، القيادي في “حماس” أحمد بحر، رفض إجراء الانتخابات الفلسطينية العامة من دون تحقيق المصالحة الوطنية.
في هذه الأثناء، رأى الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل ابو ردينة، أن “حالة الفراغ والشلل السياسي الراهنة لن تبقى كذلك”، محذّراً من أن “هذا الفراغ سيؤدّي عاجلاً أم آجلاً إلى زعزعة أمن واستقرار المنطقة وشعوبها”. ورأى “أن بقاء الدور الأميركي عاجزاً عن القيام بدوره المفترض ستكون له آثار مدمّرة، وستتحمّل كل من إسرائيل والولايات المتحدة مسؤولياتهما”.
من جهةٍ ثانية، جدّد المجلس الثوري لحركة “فتح”، في ختام اجتماع استثنائي في رام الله أول من أمس، تمسكه بالرئيس الفلسطيني مرشحاً “واحداً ووحيداً” للحركة في الانتخابات المقبلة للرئاسة، بالتزامن مع خروج مئات الفلسطينين إلى شوارع المدينة في مسيرة دعم وتأييد لعباس.
واتهم عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح”، عزام الأحمد، خلال ندوة بعنوان “آفاق المصالحة الوطنية واستحقاق الانتخابات”، إسرائيل و “حماس” بأنهما تقفان جنباً إلى جنب وراء إعلان عباس عدم ترشيح نفسه.
وأكد وزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيط، أمس رفض بلاده لأي تسوية مؤقتة للقضية الفلسطينية. وأوضح أن “الهدف هو الوصول إلى تسوية نهائية تؤدّي إلى إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967”. ميدانياً، اتهمت “حماس” الأجهزة الأمنية الفلسطينية، باعتقال أربعة من أنصارها، بينهم صحافي في الضفة، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي اعتقال 14 فلسطينياً خلال حملة دهم، فيما أصيب فلسطيني وإسرائيلي بجروح في حادثين منفصلين في الخليل.
ودعا الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، المعتقل في السجون الإسرائيلية، أحمد سعدات، إلى خطة منهجية لإسناد الأسرى، ومواجهة سياسة العزل الانفرادي في حق بعضهم.
إلى ذلك، أعلنت جماعة فلسطينية سلفية غير معروفة، تطلق على نفسها اسم “مأسدة المجاهدين في فلسطين” مسؤوليتها عن إطلاق صاروخ محلي الصنع، سقط في منطقة مفتوحة قرب سديروت أول من أمس.
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي)