لعل المحاولة الإسرائيلية الأبرز في مواجهات الضفة والقدس، أمس، كانت اقتحام مخيم شعفاط، حيث تصدى لقوات العدو عدد من الشبان استشهد أحدهم واسمه وسام فرج (21 عاماً). وسعت قوات العدو إلى الوصول إلى منزل منفذ إحدى عمليات الطعن في القدس صباحاً، صبحي أبو خليفة، ولكن المواجهات التي استخدم فيها الرصاص الحي حالت دون ذلك، كذلك لوحظ دخول الطائرات المروحية على خط الاشتباك في شعفاط.
وكان أبو خليفة (15 عاماً) قد أقدم قبلها على طعن مستوطن إسرائيلي في رقبته داخل محطة للقطار، وأعلن أنه في حالة خطيرة، فيما اعتقلت شرطة العدو الفتى بعد محاولته الهرب. وفي عملية هي السابعة خلال 24 ساعة، أصيب جندي إسرائيلي ومستوطن في عملية طعن في العفولة، شمالي فلسطين المحتلة، فيما أصيب المنفذ بجراح وجرى اعتقاله. وأوضحت وسائل إعلام عبرية أن جراح الجندي وصفت بما بين المتوسطة والخطيرة، ثم اعتدى مستوطنون على المنفذ وأصابوه بجراح قبل أن تعتقله الشرطة.
عصر أمس أيضاً، أصيب مستوطن بجراح خطرة بعد تعرضه لعملية طعن على مدخل مستوطنة «كريات أربع» في الخليل، جنوبي الضفة، وفي هذه العملية لاذ المنفذ بالفرار، وفق الرواية الإسرائيلية، التي ذكرت أن الجيش أعلن المكان منطقة عسكرية مغلقة.
قبل ذلك، أصيبت مجندة وثلاثة مستوطنين بجراح طفيفة في عملية طعن على مقربة من مقر وزارة الجيش في تل أبيب، في حين جرى إطلاق النار على المنفذ (ثائر أبو غزالة)، فاستُشهد. وذكرت صحيفة «هآرتس» العبرية أن فلسطينياً هاجم مجندة قرب جسر «موزيس» في المدينة بـ«مفك» على مقربة من وزارة الجيش، ثم سيطر على سلاحها قبل أن يطعن ثلاثة آخرين، إلى أن أطلق ضابط النار على المنفذ فاستشهد مباشرة.
في هذا السياق، دعت «حركة المقاومة الإسلامية ــ حماس» الشبان الفلسطينيين في الضفة إلى تحطيم كاميرات المراقبة الخاصة بالعدو والمثبتة في الطرق وداخل المدن وحول المستوطنات. ووصفت «حماس» هذه الكاميرات بأنها «العميل الأسرع»، ونبّهت إلى ضرورة محو محتوى الكاميرات التي يستخدمها الفلسطينيون لأغراض المراقبة والحماية على محالهم ومنازلهم.
وبذلك، فإنه منذ بدء المواجهات والعمليات في الضفة والقدس، قبل أسبوع، يكون قد استشهد سبعة شبان فلسطينيين (مهند حلبي من رام الله، وفادي علوان من القدس، وحذيفة سليمان من طولكرم، وعبد الرحمن عبيدالله من بيت لحم، وأمجد الجندي من الخليل، وثائر أبو غزالة، ووسام فرج)، وأصيب نحو 790 آخرين، وفق إحصاءات وزارة الصحة. وعلى الجانب الإسرائيلي، قتل أربعة إسرائيليين ما بين جنود ومستوطنين، وأصيب نحو عشرين آخرين، بينهم إصابات حرجة.
على الصعيد السياسي، أقرّ رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، مساء أمس، بالإخفاق في وقف العمليات التي ينفذها الشبان الفلسطينيون، ووصف في مؤتمر حضره وزير الأمن موشيه يعلون، ووزير الداخلية جلعاد أردان، الوضع بأنه سيّئ. لكنه حاول تهدئة الشارع الإسرائيلي بتوجيه الشكر للإسرائيليين على «رباطة جأشهم».

لم يقدّم نتنياهو ويعلون جديداً في القرارات العدائية أمس

وشدد نتنياهو على أن الجيش والشرطة سيعملان على «جميع الجبهات والدخول إلى المدن (الضفة الغربية والقدس) وهدم بيوت منفذي العمليات»، مهدداً باتخاذ «خطوات صارمة ضد الحركة الإسلامية» في فلسطين المحتلة عام 1948، و«المحرضين من عدة دول ضد إسرائيل». أما يعلون، فأعلن إطلاق يد الجيش للسيطرة على الأحداث، وأكد أنها «غير مقيدة».
في المقابل، قال رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، إننا «نشد على أيدي إخواننا الذين يحمون الأقصى»، مستدركاً: «نحن لا نعتدي على أحد، ولكن لا نريدهم أيضاً أن يعتدوا علينا. نريدهم أيضاً ألا يدخلوا المسجد الأقصى». حديث عباس جاء أثناء افتتاحه برج شركة المقاولات «سي سي سي» وسط رام الله أمس، مشدداً على أن «الفلسطينيين يريدون السلام. ستبقى أيدينا ممدودة للسلام رغم كل ما نعانيه منكم. نحن مؤمنون بالمقاومة الشعبية السلمية».
في الوقت نفسه، عقدت حكومة الوفاق اجتماعاً طارئاً قالت في نهايته إن «المواطنين العزل أصبحوا هدفاً ثابتاً لعمليات الإعدام الميداني وللقتل بدم بارد التي نشهدها يومياً بحجج إسرائيلية واهية وزائفة». وأضافت إنها تدعم الهبة الشعبية السلمية. كذلك استنكرت اعتداء مستوطنين إسرائيليين على وزير الاتصالات فيها، علام موسى، وهو في طريقه إلى منزله، وتحطيم سيارته وإصابته بجروح، قرب نابلس. وهذا هو الاعتداء الثاني على أحد كوادر الحكومة التي تعرض مستوطنون لرئيسها رامي الحمدالله قبل أيام في نابلس.
إلى ذلك، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الشرطة، وفقاً لتعليمات نتنياهو، ستشكل طاقماً مختصاً ممن يجيدون اللغة العربية للكشف عن شبان فلسطينيين عبر شبكات التواصل الاجتماعي ومعرفة نياتهم قبل تنفيذهم عمليات فدائية. وأوضحت الإذاعة أن التعليمات تأتي استناداً إلى ما كتبه عدد من منفذي العمليات على صفحاتهم الشخصية قبل خروجهم. كذلك قررت شرطة العدو وضع أجهزة فاحصة للكشف عن المعادن، مثل الأجهزة الموجودة في المطارات، للكشف عن أسلحة على مداخل القدس القديمة.