في اليوم السادس للمواجهات بين الفلسطينيين وجنود العدو، خرج رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، معلناً أنه لا يريد تصعيداً عسكرياً ولا أمنياً مع إسرائيل. وأضاف خلال اجتماع لـ«اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير»، في مكتبه، اننا «لا نريد هذا. قلناه بالفم المليان، وكل تعليماتنا إلى أجهزتنا وإلى تنظيمنا وإلى شبابنا وإلى جماهيرنا: نحن لا نريد التصعيد». في موازاة ذلك، ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أمس، أن اجتماعاً أمنياً سيعقد بين ضباط فلسطينيين وإسرائيليين لوقف ما يجري في الضفة المحتلة.
ولكن وكالة «معا» المقرّبة من السلطة، نقلت عن «مصدر أمني فلسطيني رفيع» نفيه حديث «هآرتس» عن لقاء أمني، وقال إن «إسرائيل طلبت هذا اللقاء، لكن الأمن الفلسطيني رفض الأمر، وهو ما يؤكد توجيهات الرئيس تغيير العلاقة مع إسرائيل وتنفيذ تعطيل الاتفاقات السابقة، كما قال في خطابه في نيويورك». في غضون ذلك، استمرت المواجهات أمس بين الشبان وجنود العدو في أكثر من نقطة في الضفة، وارتفعت حدة المواجهات بعد تشييع الفتى عبد الرحمن عبدالله في بيت لحم، الذي قتل بعد إصابته في صدره. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرنوت» أمس عن ضابط إسرائيلي قوله إن قوات العدو قتلت الطفل عبد الرحمن عبدالله من دون أن يشارك في المواجهات، مدّعياً أن ذلك حدث عن طريق الخطأ.
وقال الضابط للصحيفة، إن أفراد وحدة القنص أطلقوا رصاصة على هدف ما، لكن الرصاصة ارتطمت بالأرض وعادت فأصابت الطفل في صدره. ورغم ذلك، فإن هذا الضابط تناسى حقيقة أن عبد الرحمن أصيب برصاصة من سلاح قناص «روغر»، المعروف بأنه شديد الدقة في إصابة الهدف، وفقاً لتقرير طبي فلسطيني. وقد شهدت مسيرة التشييع نفسها اشتباكاً بين جنود العدو وعشرات الشبان الملثمين. وليلاً، شهدت مدن الضفة مواجهات في مناطق عدة، خصوصاً في مخيم شعفاط والخليل والقدس، بعدما اقتحم جنود العدو بيوت الشهداء غسّان وعُدي أبو جمل ومحمد جعابيص في حي جبل المكبر، جنوب شرق القدس، وفجروها، فيما أغلقوا منزل الشهيد معتز حجازي بالإسمنت المسلح، تنفيذاً لقرارات المجلس الوزاري المصغر في الحكومة الإسرائيلية (الكابيبنت).
في السياق، أعلنت «جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية» أن إجمالي الإصابات التي تعاملت معها منذ بداية الاشتباكات حتى أمس بلغ 698 حالة، منها 47 إصابة بالرصاص الحي، و186 بالطلقات المطاطية، و447 إصابة بالغاز، و15 إصابة ضرباً.
إلى ذلك، يبدو أن وفداً رسمياً من «اللجنة التنفيذية» سيتوجه إلى غزة قريباً لبحث ملف المصالحة، وفق تصريحات متقاطعة لعدة مسؤولين.
(الأخبار)