القاهرة | يشهد واقع الأحزاب المصرية حالاً من الارتباك مع اقتراب تاريخ المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية المنعقدة في 18 و19 أكتوبر/تشرين الأول الجاري. وقد انعكس هذا الواقع مثلاً في إعلان «حزب المحافظين»، مساء أول من أمس، الانسحاب من قائمة «في حب مصر» بسبب خلافات في وجهات النظر، وهو الانسحاب الذي جاء بعد أيام من إعلان المرشح أحمد مرتضى منصور (دائرة الدقي والعجوزة) تغيير انتمائه الحزبي من الترشح فردياً عن «حزب الوفد» إلى الترشح عن «حزب المصريين الأحرار»، وسط اتهامات من جانب «الوفد» بشراء المرشح وإغرائه بالمال والدعاية المكثفة.
ووسط صراع مكتوم داخل «حزب الحركة الوطنية» الذي يترأسه الفريق أحمد شفيق (المرشح الرئاسي الأسبق)، تقدّم الأمين العام للحزب، صفوت النحاس، باستقالته من منصبه بعد نحو أسبوعين من استقالة النائب الأول لرئيس الحزب، يحيى قدري، وسط اتهامات بسوء الإدارة من قبل المستقيلين.
وأدت الخلافات الأخيرة إلى تقليص عدد مرشحي الحزب وإلى عدم خوضه الانتخابات بقوائم في مختلف المحافظات، علماً بأن تأخر عودة الفريق شفيق من دولة الإمارات (حيث يقيم منذ ثلاثة أعوام) أدى إلى تفاقم الخلافات التي أدخلت الحزب في صراعات أصبحت تهدد مستقبله بعدما كان يسعى إلى الحصول على الأغلبية البرلمانية وتشكيل الحكومة المقبلة وفقاً للدستور.

تدرس الحكومة
المصرية اليوم
وضع خطة لنيل ثقة البرلمان المقبل!

وبرغم تقديم حزب «النور» السلفي العديد من التنازلات المرتبطة بتخليه عن سياساته المتشددة ومحاولات انفتاحه على مختلف القوى السياسية، إلا أن الحزب يتعرض لحملة إعلامية هي الأعنف عبر وسائل الإعلام الخاصة. وتتركز الاتهامات على أن الحزب يمثّل البوابة الخلفية لأعضاء جماعة الإخوان المسلمين للوصول إلى البرلمان، فضلاً عن إطلاق اتهامات بتأييد الحزب لأعمال العنف التي يمارسها «الإخوان» في الشارع المصري.
اللافت أنه رغم التزام الحزب قانون مجلس النواب لناحية إدراج مرشحين أقباط على قوائمه، إلا أن البابا تواضروس، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقصية، انتقد انتماء الأقباط إلى الحزب وخوض الانتخابات على قوائمه، مطالباً إياهم بالعدول عن موقفهم.
نادر الصيرفي، وهو المرشح القبطي على قائمة «النور»، قال لـ«الأخبار» إنّ الحزب لا يفرق بين أعضائه المسلمين والأقباط ولا يعتمد إلا مبدأ الكفاءة، مشيراً إلى أن قلة عدد الأقباط المرشحين عن الحزب ترجع إلى عدم وجود كفاءات يمكنها خوض الانتخابات بشكل جيد، خاصة أن المرشحين على القوائم تلقوا تدريبات مكثفة خلال المدة الماضية. وأضاف الصيرفي أن الحزب يضم أقباطاً منذ تأسيسه، موضحاً أنه يتولى منصب عضو اللجنة القانونية للحزب منذ عام تقريباً بعدما انضم إليه لقناعاته بمبادئه. وأشار إلى أن الانتخابات المقبلة ستشهد زيادة عدد الأقباط المرشحين على قوائم «النور».
وأكد الصيرفي أن البابا لم يعارض ترشح الأقباط على قوائم «النور»، لأن تصريحاته جاءت رداً على وصف الحزب بأنه يقوم بتكفير الأقباط، وهو أمر غير صحيح. واعتبر في السياق أن الإعلام حاول استغلال طيبة البابا للإيقاع به في تصريحات سياسية بعيدة عن قناعاته الشخصية. وشدد على أن الأقباط في الحزب يحصلون على حقوقهم مثل أي عضو آخر، وأن المؤتمرات الجماهيرية للحزب ترفع شعار «الأقباط أبناء الأمة»، لافتاً إلى أن اكتفاء الحزب بترشيح الحد الأدنى من الأقباط مرتبط بالقوانين التي اتاحت للأقباط والمعوَّقين والمصريين بالخارج فرصة الاندماج أكثر في الأحزاب السياسية.
في سياق متصل، تبدأ الحكومة المصرية خلال اجتماعها الثاني وضع خطة عمل متوسطة الأمد لعرضها على البرلمان المقبل فور انتخابه للحصول على ثقته بغية الاستمرار دون تغيير. وسيكلف المهندس شريف إسماعيل وزراء المجموعة الاقتصادية وضع مخطط للمشروعات التي ستقوم الحكومة بتنفيذها وعرض رؤيتها للتعامل مع الأحداث على البرلمان في أول انعقاد له. وستقوم الحكومة بوضع أجندة لإصلاح الهيكل الإداري للدولة بالإضافة لوضع تصور لتنفيذ المشروعات القومية التي أعلنها الرئيس عبد الفتاح السيسي، فيما يتوقع أن يستغرق إعداد الخطة نحو شهرين في الوزارات المعنية لتعرض على رئيس الحكومة قبل انتهاء المرحلة الثانية من الانتخابات.
ووفق مصدر حكومي فإن تكليفات رئيس الوزراء جاءت مع تأكيد الرئيس، أول من أمس، على عدم ارتباط تشكيل الحكومة بالانتخابات البرلمانية، فيما ستعلن الحكومة الإجراءات الاقتصادية التي ستتخذها لدعم الاقتصاد سواء عبر التعديلات القانونية على قوانين الاستثمار وتشجيع المستثمرين أو من خلال ترشيد برامج الدعم وإعادة توجيهها للفئات الأقل دخلاً.
ومن المقرر أن تفصل المحكمة الإدارية العليا اليوم الأربعاء في عدد من الطعون المهمة المرتبطة بالانتخابات، من بينها الطعن المقدم من أمين تنظيم «الحزب الوطني» المنحل، أحمد عز، والطعن المقدم على ترشح الفنانة الاستعراضية، سما المصري، من قبل المحامي، سمير صبري، بدعوى افتقادها حسن السير والسلوك.