تصعيد مفاجئ شهدته جبهات حلب الغربية، حيث حاول المسلحون التسلل عبر أقنية الصرف الصحي لاختراق نقاط الجيش السوري على جبهة الراشدين، باتجاه ضاحية الأسد، ما أدّى إلى استشهاد عنصرين من الجيش، بحسب مصادر ميدانية.
وأكّدت المصادر لـ«الأخبار» أن وحدات الجيش أفشلت هجوماً شنه المسلحون من جهة الراشدين ــ الرابعة، وأسفر عن مقتل عدد من المسلحين (20 مسلحاً) في منطقة منيان. في المقابل، أعلن «المرصد» المعارض أن عدد قتلى مسلحي الهجوم خمسة.
وجاء ردّ الجيش سريعاً باستهداف تحركات المسلحين وتجمعاتهم، عبر القصف الصاروخي والمدفعي، في مناطق تمركزهم ضمن الراشدين ــ الرابعة، وسوق الجبس، وغابة الأسد، والمنصورة، والبحوث العلمية.
بدوره، شارك سلاح الجو في الرد، مستهدفاً المسلحين وآلياتهم في مناطق خان العسل، ودار عزة.
وجاءت المعارك العنيفة بالتوازي مع قصف عشوائي، من قبل المسلحين، على الأحياء المدنية، وسط حلب، ما أسفر عن سقوط عشرة شهداء، إضافة إلى عشرات الجرحى، في أحياء الأشرفية، والخالدية، وسيف الدولة، والموغامبو، وحلب الجديدة. كما سقط عدد من الشهداء المدنيين في الغارات الجوية على أحياء حلب الشرقية.
اتفاق مكتوب بين الأكراد والجيش للتهدئة في مدينة القامشلي

أما في الريف الشمالي، فقد سقط ثلاثة مسلحين من تنظيم «داعش»، خلال اشتباكات مع مسلحي فصائل «الجيش الحر» في محيط مدينة مارع. وفي السياق، أعلنت فصائل عدّة من «الحر» تشكيل «فرقة الحمزة ــ قوات خاصة»، لمواجهة كل من «تنظيم داعش وقوات اﻷسد». وشارك كل من «لواء الحمزة» و«لواء ذي قار»، و«لواء رعد الشمال»، و«لواء مارع الصمود»، و«لواء المهام الخاصة» في التشكيل الجديد. وأشارت تنسيقيات المسلحين، أمس، إلى أن قصف «داعش» لمدينة كيليس التركية الحدودية، أسفر عن إصابة عشرة أشخاص، بينهم خمسة سوريين.
في غضون ذلك، فشلت محاولات مسلحي «جيش الإسلام» بالالتفاف والسيطرة على نقاط الجيش في منطقة بالا، الغوطة الشرقية، والتي استعادها أخيراً. وأدّت المواجهات إلى مقتل عددٍ من المسلحين؛ عُرف منهم: بشار محمد خير شاطوح، صلاح خالد درنكي ومحمد بلله، في وقتٍ استهدف فيه المسلحون كنيسة السقيلبية، في ريف حماة الغربي، بالتزامن مع صلاة أحد الشعانين، وذلك خلال وجود حشد من المصلين، ما أدّى إلى استشهاد مواطن وجرح أربعة آخرين.
أما في ريف إدلب الشمالي، وتحديداً في مدينة بنّش، فقد أسفر هجوم انتحاري على أحد مقارّ «أحرار الشام» عن مقتل عدد من قادة «الحركة»، بينهم قائد «أركان الحركة»، إسلام أبو حسين، والقائدان الميدانيان «أبو عبدالله البنشي» (قائد قطاع حماة)، و«أبو عبد الرحمن الحموي»، وجرح عشرة آخرين.
في سياق آخر، أعلن رئيس «الهيئة الداخلية» في «مقاطعة الجزيرة»، التابعة للإدارة الذاتية الكردية، كنعان بركات، بنود الاتفاق بين «الإدارة» والجيش، والذي أكّد على التهدئة في مدينة القامشلي، وفق ثمانية بنود.
ونصّت بنود الاتفاق على وقف إطلاق النار بين الطرفين، وإعادة النظر في تشكيلة «الدفاع الوطني» في المدينة تمهيداً لحلها. كذلك شدّد الاتفاق على عدم قطع رواتب الموظفين، أو تهديدهم، أو سوقهم إلى ما يسمى «فصائل الحماية الذاتية»، إلى جانب إطلاق سراح جميع المعتقلين والأسرى بين الطرفين... بالتزامن مع رفع حالة الطوارئ في القامشلي من قبل الطرفين، وعودة الحياة إلى طبيعتها، مع احتفاظ كل طرف بمواقع سيطرته.
وفي دير الزور، ألقت طائرات الشحن الروسية 26 مظلة محمّلة بالمساعدات الغذائية والطبية فوق المدينة المحاصرة، من قبل «داعش». وكانت المساعدات قد وصلت إلى «الهلال الأحمر السوري» لتوزيعها على الأهالي المحاصرين، بالتزامن مع اعتقال التنظيم أكثر من عشرة أشخاص في قرية بقرص، ومحيطها في الريف الجنوبي الشرقي لمدينة دير الزور، على خلفية مقتل عدد من مسلحيه قبل يومين.
وفي الجبهة الجنوبية، حيث «الاقتتال الجهادي» لا يزال قائماً بين مسلحي «لواء شهداء اليرموك» من جهة، ومسلحي «جبهة النصرة» وحلفائها من جهة أخرى، أعلن مسلحو «الحر» سيطرتهم على سرية عين ذكر، في ريف درعا الغربي، بعد اشتباكات عنيفة مع مسلحي «لواء اليرموك».