لا يزال مئات الناشطين الأجانب الذين أتوا للتضامن مع قطاع غزة الفلسطيني في ذكرى الحرب، محتجزين في فنادقهم بالقاهرة، فيما تمكن 86 منهم فقط من الدخول إلى القطاع، عبر معبر رفح الحدودي، بعدما سمحت السلطات المصرية لهم بذلك.وقال أعضاء «مسيرة غزة نحو الحرية»، في بيان، إن المتضامنين الأجانب، الذين قدموا من 43 دولة، «احتجزوا بالقوة في فنادق في الجوار (القاهرة)، فيما قمعت الشرطة المصرية والقوى الأمنية الأخرى متظاهرين تجمّعوا في ميدان التحرير» وسط العاصمة المصرية، احتجاجاً على استمرار منع السلطات المصرية لهم من الخروج في مسيرة لكسر حصار غزة.
وانضمّ الى التظاهرة، عدد من المصريين الغاضبين من موقف حكومتهم من الحصار الاسرائيلي المفروض على القطاع، فيما قال المتظاهرون، بحسب بيانهم، إنهم سيقاومون الاعتداءات ومحاولة تفريقهم وسيبقون في ميدان التحرير حتى تسمح السلطات المصرية لهم بالعبور الى غزة.
وحمل المتظاهرون لافتات تطالب دعاة السلام في كل العالم بالانضمام إليهم في المطالبة بإنهاء الحصار على القطاع، فيما ذكر بيان للمسيرة، أن قوات الأمن اعتدت بوحشية عليهم.
وقال أحد المتظاهرين إن رجال الشرطة حملوه وألقوه على السور الحديدي المحيط بالميدان، فيما أشار متظاهرون الى وقوع إصابات في صفوفهم جراء الاعتداءات الأمنية وتحطيم بعض كاميراتهم. كما دخل نحو 20 من الناشطين، يومهم الرابع في إضرابهم عن الطعام.
ومنعت السلطات المصرية الصحافيين من الوصول إلى مناصري غزة، الذين حوصروا في ركن من ميدان التحرير، تحت حصار أعداد كبيرة من قوات مكافحة الشغب بعد منع مسيرتهم.
وقال أحد المحتجين المشاركين في المسيرة ويدعى عبد الله «قال وزير الخارجية (أحمد أبو الغيط) إنه تم اختيار بعض الناشطين الطيبين وسيذهبون بالحافلة وإن بعض النشطاء الأشرار الذين يثيرون المشاكل سيبقون في الخارج. ونحن لن نقبل هذا الوضع وهذا التفسير. هذا هو سبب مغادرتنا للحافلة وقرارنا ألا نذهب وأن نظل هنا نواصل الاحتجاج ضدهم لأن الحكومة المصرية جزء من هذه الجريمة.. جزء من الحصار على غزة».
في هذا الوقت، احتشد المئات من المتظاهرين على جانبي الحدود الإسرائيلية مع غزة، للاحتجاج على استمرار الحصار. وانضم نحو مئة ناشط أجنبي الى 500 متظاهر فلسطيني للحشد الذي وقف من جانب غزة، فيما تظاهر نحو 300 شخص معظمهم من فلسطينيي الـ48 من الجانب الاسرائيلي.
وقالت إدارة معبر رفح الفلسطينية إن 86 متضامناً أجنبياً فقط تمكنوا من الدخول إلى القطاع، من جنسيات مختلفة، منها الأميركية والبريطانية والفرنسية واليابانية.
وجاء السماح بعبور المتضامنين بناءً على اتفاق يقضي بدخول نحو 100 متضامن من أصل نحو 1500 وصلوا في أوقات سابقة إلى مصر، التي منعتهم من الوصول إلى غزة حيث كانوا يعتزمون المشاركة في مسيرة دولية تتجه إلى معبر بيت حانون «إيرز»، بمناسبة الذكرى الأولى للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وكان بيان للمسيرة، قد أشار إلى أن المنظمين رفضوا الاقتراح المصري بتقسيم الناشطين، لأنه يهدف الى زرع الشقاق بينهم.
(أ ب، يو بي آي)