الحركة تتّهم إسرائيل... والإمارات تشير إلى «عصابة إجراميّة» معظمها أوروبيّونقيس الصفدي، فراس خطيب
اتهمت حركة «حماس»، أمس، «الموساد» الإسرائيلي باغتيال القيادي محمود عبد الرؤوف المبحوح، أحد مؤسسي ذراعها العسكرية «كتائب عز الدين القسام»، في أحد فنادق دبي في العشرين من شهر كانون الثاني الجاري، وهو ما أكدته شرطة دبي، التي أعلنت تعقّب المنفّذين، الذين «يحمل بعضهم جوازات سفر أوروبيّة».
وقالت «حماس»، في بيان صدر عنها في غزة، إن المبحوح (50 عاماً) «قضى شهيداً، في دبي في ظروف وملابسات لا تزال تحتاج إلى مزيد من التحقيق للكشف عنها بالتعاون مع دولة الإمارات».
وتعهدت حركة «حماس» الردّ على جريمة الاغتيال، وقالت: «نؤكد أنّ كتائب القسام ستردّ على هذه الجريمة الصهيونية في الزمان والمكان المناسبين». وقالت «إن المبحوح كان من مؤسسي كتائب القسام والمسؤول عن أسر الجنديين (الإسرائيليين) آفي سبورتس وإيلان سعدون في بداية الانتفاضة الأولى»، وقتلهما في وقت لاحق، إضافة إلى أنه «خطط للعديد من العمليات البطولية الموجهة للاحتلال».
وقال فائق المبحوح، شقيق القائد الحمساوي، إن «النتائج الأولية للتحقيقات أثبتت أن شقيقي اغتيل بواسطة جهاز يحدث صعقة كهربائية ثم جرى خنقه بواسطة قطعة قماش».
وأضاف أن «محمود وصل الثلاثاء من الأسبوع الماضي إلى فندق في دبي في مهمة كلفته إياها حركة حماس وأُبلغنا بوفاته صباح يوم الأربعاء، وقد جرت عملية الاغتيال فور وصوله في الليل».
نظّم وأشرف على تهريب القذائف والسلاح ومقاتلين مدربين من إيران إلى غزة
وأوضح الشقيق الأكبر للمبحوح، حسين، لـ«يونايتد برس إنترناشونال»، أنهم علموا من السلطات الإماراتية، ومن حركة «حماس»، أن «التحقيقات تشير إلى أن شخصين تسللا إلى الجناح الذي يقيم فيه المبحوح في أحد فنادق دبي، وصعقاه بواسطة آلة كهربائية من الخلف، ما أدى إلى فقده التوازن، ومن ثم خنقاه وأجهزا عليه». وأكد حسين أن شقيقه سبق أن تعرض لمحاولات اغتيال إسرائيلية عدة، مشيراً إلى أن إحداها كانت في الإمارات أيضاً قبل ستة أشهر، عندما سُمِّم، وشعر حينها بهبوط وتوعك مفاجئ ونقل إلى المستشفى حيث بقي لمدة 36 ساعة غائباً عن الوعي وساد اعتقاد أنها أعراض الجلطة، ولكن تحليل الجثة بعد وفاته أظهر وجود مادة سُمّية في دمائه منذ ستة أشهر». وأكد أن شقيقه تعرض أيضاً لمحاولة خطف وتفجير خلال وجوده في لبنان.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة «حماس»، عزت الرشق، إنّ المبحوح ولد في قطاع غزة، لكنه يعيش في سوريا منذ عام 1989 وإنه اغتيل غداة وصوله إلى دبي.
وقال الرشق إن قوات الاحتلال اعتقلت المبحوح عدة مرات، وهدمت منزله الذي كان من أوائل المنازل التي دمرتها إبان الانتفاضة الأولى (1987ـ1993).
ووصل جثمان المبحوح الليلة قبل الماضية إلى دمشق، وشيعته «حماس» أمس في مخيم اليرموك بحضور رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل، ونائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد نخالة، ونائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـــــ القيادة العامة، طلال ناجي، وأبو موسى من فتح الانتفاضة وبعض قياديي الفصائل الفلسطينية في دمشق.
وتوعد مشعل، في كلمته أثناء التشييع، الإسرائيليين بالثأر لدم المبحوح (أبو العبد) قائلاً: «قسماً بالله سنثأر وسيكون الرد قريباً في المكان والزمان الذي نختاره».
بدوره، أعلن المكتب الإعلامي لحكومة دبي أن شرطة الإمارة تعرفت «إلى المشتبه بهم في جريمة مقتل» المبحوح ومعظمهم «يحملون جوازات سفر أوروبية». وطلبت مساعدة الشرطة الدولية (إنتربول) للبحث عنهم.
وقال المكتب الإعلامي، نقلاً عن شرطة دبي، إن «التحقيقات الأولية ترجّح أن الجريمة ارتُكبت على يد عصابة إجرامية متمرسة كانت تتبع تحركات المجنيّ عليه قبل قدومه إلى دولة الإمارات العربية المتحدة» في 19 كانون الثاني. وتابع أن المشتبه بهم تمكنوا من مغادرة الإمارات قبل إعلان مقتل قيادي «حماس» في 20 كانون الثاني. وأشار مصدر أمني إلى أن «الجناة خلّفوا وراءهم أثراً يدل عليهم وسيساعد على تعقبهم واعتقالهم في أقرب فرصة».
وفيما التزم المسؤولون الإسرائيليون الصمت، ذكر موقع «والا» الإسرائيلي أنَّ المبحوح هو المطلوب الأوّل للجيش الإسرائيلي.
وعلق محلل الشؤون الأمنية والعسكرية في موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني، رون بن يشاي، على موت المبحوح بالقول إنه «كان واحداً من مسؤولي المنظومة المشتركة لحماس وإيران، وقد نظّم وأشرف على تهريب القذائف، والسلاح، ومواد تفجيرية ومخربين فلسطينيين مدربين من إيران إلى غزة. وهذا أيضاً السبب الذي من أجله، كما يبدو، ذهب المبحوح إلى دبي».
ورأى بن يشاي أنّ «من الممكن أن حماس تفترض أنّ لإسرائيل مصلحة في اغتياله، ليس فقط لعرقلة تهريب السلاح والقذائف من إيران إلى القطاع، بل أيضاً لإمرار رسالة تحذير لنشطاء حماس الذين يأسرون جلعاد شاليط، وعلى رأسهم أحمد الجعبري».