خاص بالموقع - كشفت السعودية أنها تدرس عرض الهدنة الذي قدمه زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، إثر انسحاب مقاتليه من أراضي المملكة. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع السعودية، اللواء إبراهيم المالك، إنه تجري دراسة عرض الهدنة، وستعلن الوزارة قرارها الرسمي في وقت لاحق.بدورهم، أعلن الحوثيون أنهم أنهوا انسحابهم من الأراضي السعودية في إطار الهدنة المعروضة على الرياض. وجاء في بيان للحوثيين بُثّ على موقعهم على الإنترنت، «بناءً على توجيه السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، تم الانسحاب تماماً من الأراضي والمواقع السعودية يوم الاثنين».
وتحدث البيان عن 9 غارات جوية سعودية أدّت إلى مقتل خمسة أشخاص وإصابة 2 مساء الاثنين.
في هذه الأثناء، تتواصل الاستعدادات لمؤتمر لندن الذي سيعقد الأربعاء على مدى ساعتين لمناقشة مشاكل اليمن وسبل مساعدته. ورأى رئيس الوزراء اليمني، علي مجور، أن اجتماع لندن «مرحلة مهمة في إطار الشراكة التي يحرص اليمن على تأسيسها مع أشقائه وأصدقائه، وهو يمضي في إنجاز استحقاق التنمية الشاملة والمستدامة وتعزيز اقتصاده الوطني».
ولفت إلى أنه سيقدّم تصوراً كاملاً إلى الاجتماع بشأن الأولويات التنموية لليمن ورؤيته بشأن مواجهة ظاهرة التطرف والإرهاب في مختلف أشكالها، وآليات التعاون الملائمة لتعزيز الجبهة العالمية لمناهضة الإرهاب.
في المقابل، رأى وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي أن بلاده بحاجة إلى دعم لوجستي في حربها على «القاعدة»، لكنه لن يسمح بعمليات أجنبية مقنّعة على أرضه ضد هذا التنظيم، مستبعداً السماح بوجود قاعدة أميركية في بلاده.
واعترف القربي بأن حكومته أخطأت حين سمحت بتدخل أجنبي عام 2002 حين قتل هجوم صاروخي أميركي زعيماً لـ«القاعدة»، يشتبه في أنه العقل المدبر وراء الهجوم الانتحاري على المدمرة الأميركية «كول» عام 2000 . وقال «ثبت أن ذلك كان خطأً جسيماً، ولذلك لا نريد تكراره. علينا أن نفعل ذلك بأنفسنا، ومن يرد المساعدة فعليه أن يدعمنا».
ورفض رئيس الدبلوماسية اليمنية أي تلميح إلى أن بلاده سمحت لـ«القاعدة» بالانتشار حين رفضت التصدّي لمتشددين. وأوضح أنّ اليمن «تعامل دوماً مع القاعدة، ولا يعني وجود فترة من عدم المواجهة أننا لا نقاتله، لأننا نفعل ذلك من خلال الحوار ومن خلال سبل مختلفة كثيرة».
كذلك حذّر من أن اليمن «يواجه خطر أن يصبح دولة فاشلة إذا لم يساعده المجتمع الدولي في تطوير اقتصاده، بما يوفر للشبان بدائل من السير في طريق التشدد».
في هذه الأثناء، رأى شيخ مشايخ اليمن، النائب صادق عبد الله الأحمر، أن «مؤتمر لندن» عبارة عن «سايكس ــ بيكو» آخر، في إشارة إلى التفاهم بين فرنسا وبريطانيا في عام 1916 على اقتسام المنطقة العربية. وأكد أن «أي دعوات يتخذها المؤتمر من أجل التدخل في شؤون اليمن الداخلية ستواجه بمقاومة من قبل القبائل».
وحذّر، خلال مؤتمر «الملتقى الموسَّع لمشايخ اليمن»، من أن بلاده تمر «في مرحلة حرجة ويراد لها أن تكون على غرار بعض الدول العربية التي تعيش أوضاعاً استثنائية، كالصومال والعراق وأفغانستان، لكن ذلك لن يتحقق ما دامت القبيلة في اليمن هي المرجع الأساسي للبلاد».
وفيما جزم الأحمر بأنّ «الوحدة اليمنية خط أحمر، وسنبذل من أجل صيانتها أنهراً من الدماء»، اتهم رئيس البرلمان يحيى علي الراعي الفرع اليمني لـ«القاعدة» بتلقّي أموال وتدريب من الحوثيين ومن الحكومة الإيرانية على نحو مباشر». ولفت إلى أن طهران «تسعى إلى نشر أجنحتها في الوطن العربي».
ورداً على سؤال، في حوار أجرته معه صحيفة «عكاظ» السعودية، أجاب «كنا نتلافى في اليمن توجيه الاتهام مباشرة إلى الحكومة الإيرانية بتمويل الحوثيين، وظللنا نردّد أن حوزات دينية ومجموعات إيرانية هي التي تموّل التمرّد الحوثي، إلى أن خرج الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد وألقى بحديث جزافي عن الأشقاء في المملكة قبل فترة، وهنا أدركنا أن للحكومة الإيرانية دوراً، كأنها تريد مدّ أجنحتها في الوطن العربي».
واعترف الراعي بأن «القاعدة» انتقل إلى الأراضي اليمنية من السعودية والعراق، نافياً نبأ انتقال أسامة بن لادن إلى بلاده. وتحدث عن «تأكيدات لوجود اتصالات بين الحوثيين والقاعدة».
وفي السياق، قضت محكمة يمنية متخصصة في قضايا الأمن والإرهاب في صنعاء بسجن 7 من أعضاء «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» بمدد تتراوح بين 5 و10 سنوات.
إلى ذلك، تظاهر الآلاف في مدينة ردفان التابعة لمحافظة لحج الجنوبية، في تحرك هو الأكبر من نوعه، دعوا فيه «مؤتمر لندن» المقرر عقده غداً إلى دعم فك ارتباط الجنوب مع الحكم المركزي.
ودعا المتظاهرون، في لافتات كتبت بالعربية والإنكليزية، مؤتمر لندن «إلى التدخل بقوة في قضية المحافظات الجنوبية»، و«التدخل العاجل لوقف ممارسة نظام صنعاء بحق أبنائها العزل».
وشارك في التظاهرة الحاشدة قيادات «الحراك الجنوبي»، الذين طالبوا مؤتمر لندن بالرجوع إلى قرارات مجلس الأمن الرقم 924 و931 الصادرة أثناء حرب 1994، والتي تقرّ باستمرار الوحدة اليمنية بالطرق السلمية. وجدد المشاركون تمسّكهم بالنضال السلمي لنيل حقوقهم المسلوبة من «الاحتلال الشمالي».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)