خاص بالموقع - رأى الرئيس المصري، حسني مبارك، اليوم الأحد، أن بلاده تتعرض لحملات هجوم من قوى عربية وإقليمية، لم يسمّها على خلفية موقفها من القضية الفلسطينية، محذّراً من أن بلاده قادرة على الهجوم على هذه القوى بالمثل.ورفض مبارك، في كلمته اليوم الأحد لمناسبة عيد الشرطة، الجدل الدائر بشأن الإنشاءات التي تقيمها بلاده على الحدود مع قطاع غزة. وعدّها من مظاهر سيادة البلاد، ولا تقبل الجدل فيها «مع أحد أيّاً كان».
وقال «رغم جهود مصر المتواصلة لإحياء عملية السلام ولتحقيق الوفاق الفلسطيني، فإننا نتعرض لحملات مكشوفة من قوى عربية وإقليمية، لم تقدّم يوماً ما قدّمته مصر لفلسطين وشعبها، وتكتفي بالمزايدة بالقضية الفلسطينية والمتاجرة بمعاناة الفلسطينيّين».
وأضاف «لدينا من المعلومات الموثّقة الكثير، والذين يقومون بهذه الحملات وينظّمون مهرجانات الخطابة للهجوم على مصر في دولة شقيقة بيوتهم من زجاج، ولو شئنا لرددنا لهم الصاع صاعين، لكننا نترفّع عن الصغائر».
وكانت مجموعة الأحزاب اللبنانية قد نظّمت أمس السبت اعتصاماً أمام السفارة المصرية فى بيروت، تنديداً بالإنشاءات الحدودية بين مصر وغزة، أو ما يعرف إعلامياً بـ«الجدار الفولاذي».
ورفض مبارك ما سمّاه «استباحة» الأراضي المصرية، قائلاً «إننا قد نصبر على حملات التشهير والتطاول، ولكن ما لا نقبله ـــــ ولن نقبله ـــــ هو الاستهانة بحدودنا، أو استباحة أرضنا أو استهداف جنودنا ومنشآتنا». وأكد أن «مصر لا تقبل الضغوط أو الابتزاز، ولا تسمح بالفوضى على حدودها، أو بالإرهاب والتخريب على أرضها».
وانتقد مبارك حكومة «حماس» التي تسيطر على قطاع غزة، من دون أن يسمّيها. ورأى أنهم «يقولون إن ما حدث في العريش وفي رفح سحابة صيف. وأقول لهم ما أكثر سحابات الصيف في تعاملكم معنا. وما أكثر ما نلاقيه منكم من مراوغة، ومماطلات، وأقوال لا تصدقها الأفعال، وتصريحات ومواقف متضاربة ترفع شعارات المقاومة وتعارض السلام.. فلا هم قاوموا، ولا سلاماً صنعوا».
وأضاف «لقد رفضت أن تنضمّ مصر إلى الاتفاق الأمني بين إسرائيل والولايات المتحدة فى عهد الإدارة الأميركية السابقة، وبعد العدوان على (غزة) العام الماضى، ونحن ماضون فى استكمال الإنشاءات والتحصينات على حدودنا.. ليس إرضاءً لأحد، بل حماية لأمننا القومي من اختراقات نعلمها، وأعمال إرهابية كالتى وقعت فى طابا وشرم الشيخ ودهب) والقاهرة، واستهدفت مصر فى أمنها، وأرواح أبنائها وأرزاقهم».
وأكد على أولوية الأمن المصري قائلاً «إننا لن نضيق ذرعاً بما تحمّلناه ـــــ ونتحمّله ـــــ من أجل القضية الفلسطينية وقضايا أمتنا، لكنني أقول إن أولويتنا ستظل لمصر أولاً وقبل أيّ شيء وكل شيء آخر، فى حدودها وأرضها وسيادتها وأمنها، ومصالح شعبها ومقدّراته».
ولفت مبارك إلى أن «الإنشاءات والتحصينات على حدودنا الشرقية عمل من أعمال السيادة المصرية، لا نقبل أن ندخل فيه في جدل مع أحد أياً كان، أو أن ينازعنا فيه أحد كائناً من كان».
وخلص إلى القول «إنه حق مصر الدولة، بل وواجبها، ومسؤوليتها، وهو الحق المكفول لكل الدول، في السيطرة على حدودها وتأمينها وممارسة حقوق سيادتها تجاه العدو والصديق والشقيق على حد سواء».
وأكد أن التصدي للإرهاب والتطرف والتحريض الطائفي يمثّل تحدياً رئيسياً لأمن مصر القومي، لكنه ليس التحدي الوحيد الذي نواجهه فى منطقتنا والعالم من حولنا.
ورأى أن التحدي والخطر الأكبر هو توقّف عملية السلام، والانقسام الفلسطيني الراهن وتداعيات ذلك على القضية الفلسطينية، وعلى أمن الشرق الأوسط واستقراره، معتبراً توقّف عملية السلام واستمرار الانقسام بين السلطة والفصائل «يمثّلان الوضع الأمثل لكل من إسرائيل والقوى الفلسطينية والإقليمية المناوئة للسلام».
ورأى أنه «ضاعت عشرة أشهر حتى الآن منذ توقّف مفاوضات السلام، تواصلت خلالها ممارسات إسرائيل ومستوطناتها، وإجراءاتها لتهويد القدس واجتياحها للضفة مثلما حدث فى (نابلس) وحصارها لقطاع (غزة)، بل وتلويحها بمعاودة عدوانها على القطاع».
من جهةٍ ثانية، تطرّق مبارك للوضع الداخلي في مصر، مؤكّداً أنه لا يسمح بأيّ تهاون في ما يتعلق بأمن مصر القومي.
ونبّه «من مخاطر المساس بوحدة الشعب والوقيعة بين مسلميه وأقباطه»، مؤكّداً عدم تهاونه «مع من يحاول النيل منها، أو الإساءة إليها».
ورأى أن «الاعتداء الإجرامي» فى نجع حمادي، «يدعونا جميعاً ـــــ مسلمين وأقباطاً ـــــ لوقفة جادة وصريحة مع النفس».
ودعا مبارك إلى «ضرورة توجيه خطاب دينيّ مستنير من رجال الأزهر والكنيسة، يدعمه النظام التعليمي والإعلام والكتّاب والمثقّفين، ليؤكّد قيم المواطنة، وأن الدين لله والوطن للجميع».
وأكد في الختام أهمية دور الشرطة في مواجهة الإرهاب والتطرف، لافتاً إلى أنّ من الخطأ التغافل عن المخاطر المستمرة للإرهاب والتطرف.
وقال «إننا نعيش فى عالم مضطرب ومنطقة صعبة، ويخطئ من يتغافل عن المخاطر المستمرة للإرهاب والتطرف»، واتساع «دائرة الفكر السلفي وجماعاته، والدعاوى المغلوطة إلى تكفير المجتمعات، والمحاولات المستمرة لترويع الآمنين، والإخلال بالسلام الاجتماعى وزعزعة الاستقرار». وأكّد أن خطره «يفوق عدم الاستقرار الراهن من أفغانستان إلى باكستان وإيران والعراق واليمن، وفي الصومال والسودان».
(الأخبار، يو بي آي)