السلطة: يريد مفاوضات بلا وقف للاستيطانتصريحات وتلميحات وتسريبات كثيرة عن جولة المبعوث الأميركي جورج ميتشل في المنطقة، ولقاءاته، كلها صبّت في خانة واحدة: ميتشل فشل مجدّداً ولا عودة قريبة إلى طاولة المفاوضات

علي حيدر
لم يكن مفاجئاً إعلان مسؤولين إسرائيليين وجود «احتمال ضئيل لاستئناف العملية السلمية والمفاوضات بشأن قضايا الحل الدائم بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية». ونقلت صحيفة «هآرتس» عن وزير مقرب من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قوله إن المهمة الحالية للمبعوث الأميركي الخاص جورج ميتشل، ستنتهي هي أيضاً من دون التمكن من إقناع الرئيس الفلسطيني محمود عباس باستئناف المفاوضات حول قضايا الوضع الدائم أو الحصول من رئيس الوزراء الإسرائيلي على موقف واضح يتعلق باستعداده لتبني صيغة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بأن تكون الحدود الدائمة بين الجانبين قائمة على أساس خط عام 1967.
ولفتت «هآرتس» إلى أن نتائج لقاء ميتشل مع نتنياهو وعباس ستقرر ما إذا كان سيواصل مساعيه لإعادة الطرفين إلى طاولة المفاوضات. في هذا الإطار، يطرح إمكان إجرائه جولات مكوكية على نمط الجولات التي أجراها وزير الخارجية الأسبق هنري كيسنجر، التي عبّدت الطريق أمام اتفاقات فصل القوات بين إسرائيل ومصر في منتصف السبعينيات، بالرغم من أنهم غير متحمّسين للتنازل عن صيغة المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين.
عريقات: لا يزال هناك خلاف في وجهات النظر بشأن استئناف المفاوضات
ونقلت «هآرتس» عن نتنياهو قوله في محادثات مغلقة إن عباس ينتهج استراتيجية رفض المفاوضات، متهماً إياه بالتسبب في الجمود السياسي. وأعرب نتنياهو أيضاً عن استعداده للدخول في عملية سياسية، لكنه لفت إلى أنه لا يريد «مفاوضات من أجل المفاوضات»، موضحاً أن هناك «سياسة منهجية فلسطينية رافضة لاستئناف المفاوضات وهذه هي استراتيجيتهم، حتى إن مصر لم تنجح في إقناعهم بتغيير هذه السياسة، والفلسطينيون يتسلّقون شجرة كينا لكنهم سيدركون في النهاية عدم جدوى الاستمرار في ذلك».
في المقابل، أعلنت السلطة الفلسطينية، في أعقاب لقاء عباس مع المبعوث الأميركي الخاص في مقر الرئاسة في رام الله، استمرار الخلافات بين الجانبين بشأن سبل استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات «لا يزال هناك خلاف في وجهات النظر بيننا وبين الإدارة الأميركية بشأن استئناف المفاوضات». ولمّح إلى تعرض السلطة لضغوط أميركية لاستئناف المفاوضات، مشيراً إلى أن «الجانب الأميركي يريد استئناف المفاوضات الآن ومن دون وقف تام للاستيطان».
لكن عريقات شدد، في الوقت نفسه، على أن الخلافات بين الجانبين لا ترتقي إلى درجة الأزمة مع واشنطن، موضحاً أنه «ليس هناك مشكلة مع الإدارة الأميركية، إنما المشكلة مع إسرائيل التي تعرقل استئناف المفاوضات وتضع شروطاً كل يوم لعرقلتها».
وتابع عريقات «إن ميتشل بدوره أبلغ عباس أنه خلافاً لما يشاع في الصحافة، فإن الرئيس أوباما ينقل للرئيس عباس التزامه التام بالاستمرار في جهوده للوصول إلى دولة فلسطينية مستقلة وتحقيق مبدأ الدولتين».
بدوره، قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، لوكالة «فرانس برس»، إن جولة ميتشل الأخيرة في المنطقة «رغم أهميتها، لم تحدث اختراقاً وليس هناك حتى هذه اللحظة اتفاق على استئناف المفاوضات».
وأعلن أن ميتشل «سيلتقي نتنياهو مرة أخرى غداً (اليوم) قبل أن يغادر المنطقة وسيبلغنا بنتائج اللقاء»، مضيفاً أن المبعوث الأميركي «وعد باستمرار جهود الإدارة الأميركية والرئيس أوباما، وكرر التزام الرئيس أوباما بحل الدولتين».
من جهة أخرى، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في اجتماع في نيويورك، إلى استئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وحذّر من أن الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة والحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة ومصادرتها للأراضي في القدس الشرقية تعرقل جهود السلام في الشرق الأوسط.