صنعاء | بعدما تمكن الجيش و»اللجان الشعبية» من صدّ هجوم قوات الغزو الخليجي والمجموعات المسلحة المؤيدة له من الجنوب باتجاه مضيق باب المندب، دارت اشتباكات عنيفة يوم أمس، في منطقة الصبيحة ومناطق أخرى مطلة على منطقة باب المندب، في وقتٍ واصلت فيه القوات اليمنية تقدمها في الداخل السعودي، حاصدةً قتلى في صفوف الجنود والضباط السعوديين.
واشتعلت الجبهات الحدودية، يوم أمس، حيث لا تزال قوات الجيش اليمني و»اللجان الشعبية» تواصل تقدمها، وخصوصاً في جيزان. واستهدفت القوات اليمنية المواقع السعودية العسكرية في عسير ونجران في سياق العمل على إخلاء تلك المناطق من الوجود العسكري السعودي، تمهيداً للتقدم فيها بصورة أكبر من الوجود الحالي الذي لا يزال محدوداً مقابل الانتشار في جيزان.
وأفاد مصدر في الإعلام الحربي بأن قوات الجيش و»اللجان الشعبية» قصفت موقع المصفق في جيزان بقذائف «بي 10» ودمرت عدداً من الآليات فيه. وفي اشتباكات شهدتها قوى ومناطق ما بعد الخوبة وحامضة في المحافظة نفسها، أكد المصدر أن قوات الجيش و»اللجان الشعبية»، تمكنوا من إعطاب عربة «برادلي» ومدرعة في قرية الغرف البيض، ومن تدمير عربتي «همر» ومدرعة «برادلي» غرب قرية حامضة، إضافة إلى إحراق دبابة سعودية من نوع «أبرامز» وجرافة ومدرعة في منطقة الجابري.

ألقت طائرات التحالف أمس قنابل فوسفورية على مناطق
في مأرب
ونفذت القوات اليمنية قصفاً صاروخياً كثيفاً على موقع بيت المشقف العسكري السعودي، وبحسب المصدر فقد شوهد نشوب حريق كبير في الموقع بعد قصفه. وكان الإعلام الحربي قد نشر مشاهد للآليات السعودية التي دمرها الجيش و»اللجان الشعبية» والتي اغتنموها خلال معارك دارت على الطريق بين قريتي قمر والحامضة خلف الخوبة في جيزان في اليومين الماضيين.
وفي إطار التصعيد المستمر داخل جيزان، أكد المصدر في الإعلام الحربي أن القوة الصاروخية للجيش و»اللجان الشعبية» كانت قد قصفت مساء أول من أمس ميناء مدينة جيزان الاستراتيجي بصليات من صواريخ نوع «النجم الثاقب» محلية الصنع وهي المرة الأولى التي يقصف فيها ميناء جيزان بالصواريخ اليمنية. ويمكن القول إن قصف ميناء جيزان الذي يبعد عن الخوبة مسافة 71 كلم تقريباً يمثل رسالة مفادها أن الجيش اليمني يمتلك القدرة على إصابة أهداف استراتيجية في العمق وتعطيل العديد منها وعلى رأسها ميناء جيزان الحيوي، فضلاً عن أهداف أخرى مماثلة تقع عند مسافات تصل إليها الصورايخ اليمنية.
وكانت طائرات العدوان قد قصفت تجمعاً لجنود وضباط سعوديين في إحدى نقاط الاشتباك مع الجيش و»اللجان» خلف منطقة الخوبة التي باتت تحت سيطرة القوات اليمنية. وأكد الاعلام الحربي أنه شوهدت الاسعافات تهرع إلى مكان قصفهم لإخلاء الجرحى والقتلى هناك. وفي تلك الأثناء أعلن مصدر عسكري يمني ان الجيش و»اللجان الشعبية» تمكنوا من إحباط محاولة تقدم للقوات السعودية باتجاه موقع مثعن غرب منطقة الحثيرة التي يسيطر عليها الجيش و»اللجان»، مؤكداً مقتل وجرح عدد كبير من العسكريين السعوديين خلال تلك العملية.
وفي عسير التي تشهد تقدماً بطيئاً للجيش اليمني و»اللجان الشعبية» في داخل الربوعة ومناطق متاخمة لها، قُتل وجرح عدد من الجنود السعوديين واحرق عدد من الآليات التابعة لهم في كمين محكم نصبته قوات الجيش و»اللجان» مساء أول أمس في الربوعة، وأكد مصدر في «الاعلام الحربي» أن ضابطاً سعودياً لقي حتفة في تلك العملية، وقال إنه قتل في قطاع الربوعة. أما في جبهة نجران التي يبدو أنها تدخل مرحلة جديدة منذ ليلة أمس، فاندلعت اشتباكات عنيفة بين الجانبين اليمني والسعودي. وأفاد مصدر محلي لـ «الأخبار» بأن الجيش و»اللجان» يتجهون من خلال تحركاتهم إلى تطويق نجران من جهات عدة. من جهتها، أكدت وسائل إعلامية سعودية أن المقدم ناصر الأحمري قائد كتيبة المدفعية في اللواء 19 السعودي في نجران قُتل.
من جهة أخرى، أفاد مصدر عسكري بأن جزيرة ميون المقابلة لباب المندب، أصبحت خالية من الوجود العسكري في ظلّ استمرار قصف البوارج منذ ساعات الصباح الاولى، نافياً في الوقت عينه حديث وسائل إعلام العدوان عن سيطرة قوات الغزو على الجزيرة. وتشهد جبهة مأرب حيث تعجز قوات الغزو الخليجي عن التقدم منذ أكثر من شهر مضى، هدوءاً نسبياً بعدما تمكن الجيش اليمني أول من أمس من الهجوم على تجمع لقوات الغزو والمسلحين وتدمير عدد من الآليات والعربات المدرّعة التابعة لهم في منطقة البلق ومنطقتي ذات الراء ومربط الدم. وكان مصدر عسكري قد أكد لـ «الأخبار» أن العمليات أدت إلى مقتل ما يقارب 55 شخصاً في صفوف قوات الغزو والمسلحين بينهم قادة كبار خلال العمليات القتالية التي شهدتها مأرب أول من أمس.
وأفاد مصدر في «الإعلام الحربي» بأن قوات الجيش و»اللجان الشعبية» تمكنت في ليل أول من أمس، من التصدي لزحف عسكري في جبهة حمة المقهوي شمال غرب مدينة مأرب، وأدت الاشتباكات إلى كسر قوات الغزو والمسلحين من خمس تباب كانوا يتمركزون فيها، ووقع في صفوفهم عدد كبير من القتلى والجرحى. وأفاد المصدر أن أحد قادة مجموعات «الإصلاح» ويدعى علي صالح مبخوت العرادة، قد قتل في تلك المواجهات، وعلي العرادة هو نجل شقيق القيادي الاصلاحي سلطان العرادة الذي عيّنه الرئيس الفار عبد ربه منصور هادي محافظاً لمأرب. في الوقت نفسه، أكد المصدر ان العدوان شن امس سلسلة من الغارات الجوية على مناطق متفرقة في مأرب مستخدما قنابل فوسفورية محرمة دولياً.