غارات عدة استهدفت مواقع تنظيم «داعش» في معسكر الطلائع ومحطة البحوث الزراعية ومحطة الوقود العسكرية ومطار الطبقة، كانت كفيلة بأن يبدأ مقاتلو التنظيم الأجانب بنقل عوائلهم من الرقة باتجاه مدينة الموصل العراقية خوفاً من الغارات الكثيفة للطائرات الروسية، والتي قتلت ما لا يقل عن 12 من مقاتلي التنظيم من بينهم قياديون، في وقت تضاربت فيه الأنباء عن فرار ما لا يقل عن مئة مقاتل من قرية تل السمن شمال الرقة من دون معرفة وجهتهم.
مصادر عدّة من داخل مدينة الرقة أكدت لـ«الأخبار» أن «حالة من الإرباك تسود صفوف مقاتلي التنظيم الذين تركوا مقارهم وتوجهوا نحو مناطق مدنية». وأضافت المصادر: «خفّف التنظيم من دورياته وانتشاره في شوارع المدينة خوفاً من الغارات الروسية». وكانت وزارة الدفاع الروسية قد قالت، في تصريح لها، إنّ «سلاح الجو الروسي دمّر بشكل كامل مراكز قيادة ومعسكرات تدريب لداعش جنوب غرب الرقة».

خفّف التنظيم من دورياته وانتشاره في شوارع الرقة

وفي دير الزور، حاول تنظيم «داعش» استغلال موجة الغبار التي ضربت المدينة بعد ظهر أمس بإحراز تقدّم في حيّي الرصافة والصناعة، ففجّر سيارتين مفخختين في حي الرصافة شرقي المدينة، أعقب ذلك محاولة تقدم للتنظيم تكفّل الجيش بصدّها وإيقاع قتلى في صفوف التنظيم، مستفيداً من الغطاء الناري لسلاحي المدفعية والصواريخ. الهجمات امتدت مساءً إلى حيّي الرشدية والعمال ومحيط مطار دير الزور، من دون تحقيق التنظيم أي تقدّم، بالتزامن مع فرض حظر للتجوال في الأحياء الواقعة تحت سيطرته، وإغلاق كافة مقاهي الانترنت. يأتي ذلك في وقت كان فيه التنظيم قد انسحب منذ فترة قصيرة من معظم أجزاء حي الصناعة، نظراً إلى الكثافة النارية لمدفعية الجبل التي تحكم نارياً كافة أرجاء الأحياء الشرقية للمدينة.
مصدر ميداني قال لـ«الأخبار»: «يستحيل أن يتمكّن داعش من الثبات في حيّي الرصافة والصناعة نظراً إلى كونهما محكومين نارياً من مدفعية الجبل ونيران الجيش هناك»، لافتاً إلى «أن التنظيم من الممكن أن يسيطر على الأحياء الشرقية للمدينة، في حال نجح في السيطرة على منطقة الجبل بشكل كامل». إلى ذلك، استهدف سلاح الجو، بعدة غارات، مواقع لـ«داعش» في محيط مطار دير الزور والمريعية والبوليل والبوعمر ومعمل الورق، في حين سمعت أصوات انفجارات ضخمة داخل أحد الأبنية في حي الشيخ ياسين في المدينة، ناتجة من انفجار مجهول السبب في مستودع للأسلحة والذخائر في الحي، أوقع قتلى في صفوف التنظيم.
وفي الحسكة، شنَّ «داعش» هجوماً كبيراً من أربعة محاور على مواقع لـ«وحدات الحماية» في جبل عبد العزيز. الهجوم استهدف نقاط «الوحدات» في قرى الغرّة والجفر والحسينية والبديع، وأدى إلى سيطرة التنظيم على منطقة الغرّة وعدة مواقع أخرى، رغم الغارات الكثيفة لطائرات «التحالف» الأميركي التي ساندت «الوحدات» في صدّ الهجمات.
إلى ذلك، قتل خمسة عناصر من «وحدات حماية المرأة» و«الناطورة (قوات آشورية)» إثر انفجار عبوتين ناسفتين في قرية الأغيبش في ريف تل تمر.