خاص بالموقع- أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية، أمس، نجاح التجارب التي أُجريَت على منظومة اعتراض الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى، المعروفة باسم «القبة الحديدية». ونقلت تقارير إعلامية عن مصادر في الوزارة تأكيدها أنّ المنظومة نجحت في كل اختبارات اليومين الماضيين، من ضمنها تشغيل كل مركباتها للمرة الأولى خلال مناورات حية تحاكي شنّ هجوم حقيقي بصواريخ «القسام» و«الغراد» تجاه الدولة العبرية. ونتيجة لذلك، ستُسلم أول منظومة اعتراض لسلاح الجو الذي أنشأ وحدة خاصة لتشغيلها. وسيقوم جنود «كتيبة القبة الحديدية» بمهمة «تفعيل نظام السيطرة والتحكم» بالمنظومة الجديدة، على أن تُنصب، في المرحلة الأولى، عدة أجهزة على الحدود الجنوبية في مقابل غزة. وعند الحاجة ستُنصب في شمال فلسطين المحتلة، على أن تبدأ بالعمل خلال ستة أشهر.
وفي السياق، أعرب وزير الدفاع إيهود باراك عن سعادته لنجاح التجربة التي أتت ضمن سلسلة من التجارب الناجحة لحماية سكان جنوب إسرائيل من تهديد الصواريخ، فيما رأى المدير العام لوزارة الدفاع، بنحاس بوخاريس، الذي ينهي مهماته قريباً، أنّ بدء استخدام جيش الاحتلال لمنظومة «القبة الحديدية» سيؤدي إلى تغير الوضع السياسي ـ الأمني في المنطقة. أما المدير العام لـ«سلطة تطوير وسائل القتال ـ رفائيل»، اللواء احتياط يديديا يعاري، فأشار إلى أنه «لو كانت الحكومة أكثر إصراراً، لكانت المنظومة جاهزة للاستخدام في وقت سابق، وربما حتى قبل عملية الرصاص المصهور في غزة». ولفت يعاري إلى أن «تجربة منظمومة القبة الحديدية أثبتت أنها قادرة على العمل وأنها ستعطي رداً على تهديدات صواريخ الكاتيوشا والغراد والقذائف الصاروخية»، معترفاً بأنها «لن توفر حماية تامة» وهو ما يلزم حكام تل أبيب بـ«الكثير من العمل الذي يجب إنجازه في هذا المجال بما في ذلك إجراء سلسلة تجارب أخرى».

وكثرت تحذيرات مصادر وزارة الدفاع إلى الجمهور الإسرائيلي بإدراك حقيقة أن منظومة «القبة الحديدية» لاعتراض الصواريخ «لا توفر حماية كاملة في حال إطلاقها بكثافة من قطاع غزة». وشدّدت المصادر على أن المنظومة التي تمت تجربتها تستطيع حماية بلدة متوسطة الحجم مثل مستوطنة سديروت، وأنه في ضوء التكلفة المالية الباهظة، سيتطلب نصب هذه المنظومات على الحدود مع غزة ولبنان، إجراء تقليص جوهري في موازنات وزارة الدفاع. وكشف مصدر عسكري أنّ المسألة الرئيسية في هذه المنظومة هي التكلفة المالية، إذ تبلغ تكاليف كل صاروخ اعتراض في المنظومة ما بين 40 ألف و50 ألف دولار، بينما تبلغ كلفة صاروخ «القسام» بضع مئات من الدولارات فقط.

في هذه الأثناء، أوضحت إذاعة جيش الاحتلال أنّ طاقماً من الخبراء الأميركيين زار الدولة العبرية أخيراً، واطّلع على تجربة منظومة «القبة الحديدية»، وقدّم تقريره إلى قيادة الجيش الأميركي الذي يحتاج إلى مثل هذه المنظومة لحماية قواته في العراق وأفغانستان.