خاص بالموقع- أعلنت الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة أنّها ستجري تحقيقاً في أحداث العنف قرب بوابة صلاح الدين الحدودية التي أسفرت عن مقتل جندي مصري وإصابة 35 فلسطينياً بينهم خمسة في حالة خطرة. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية في الحكومة المقالة إيهاب الغصين في مؤتمر صحافي «نعبر عن حزننا وأسفنا لسقوط ضحايا في هذه التظاهرات، ونحن سنفتح تحقيقاً في الأحداث ونتائجها، وندعو الإخوة في الجانب المصري لفتح تحقيق كذلك لوضع معالجة جذرية وضمان عدم التكرار».واعتبر أنّ «تظاهر جماهير شعبنا على الحدود مع مصر الشقيقة هو تعبير سلمي وسلوك جماهيري عفوي ورد فعل تلقائي على الجدار الفولاذي وضد سياسة التعامل مع قافلة شريان الحياة 3».
وأشار إلى أنّ أجهزة وزارة الداخلية قامت بدورها في ضبط الأمن وفض الجماهير وتفريغ منطقة الحدود من كل مظاهر التجمهر والحشود.
وكان التلفزيون المصري قد أعلن مقتل الجندي أحمد شعبان (20 عاماً) أثناء وجوده في نقطة حراسة على الحدود برصاص فلسطيني.
وكانت قافلة «شريان الحياة 3» قد وصلت إلى معبر رفح في أعقاب الأحداث الدامية بين المشاركين في القافلة ومتظاهرين فلسطينيين من جهة، وقوات الأمن المصرية من جهة ثانية. واندلعت هذه المواجهات أثناء تظاهرة نظمتها حماس احتجاجاً على رفض السلطات المصرية عبور كامل القافلة إلى غزة عبر معبر رفح.
فقد سمحت السلطات المصرية لـ139 شاحنة فقط من أصل 198 محملة بالأغذية والمواد الطبية بالمرور عبر معبر رفح الفاصل بين مصر وقطاع غزة، فيما طلبت من الشاحنات الأخرى الـ59 المرور عبر معبر العوجا الفاصل بين مصر وإسرائيل.
في المقابل، قال مسؤول أمني مصري إنّ المواجهات اندلعت عندما تجمع مئات الفلسطينيين على الجانب الآخر من حدود مصر مع قطاع غزة وأخذوا يرشقون رجال الشرطة المصريين بالحجارة، فيما كانوا يرددون هتافات احتجاجاً على عدم دخول قافلة المساعدات.
وفي الجانب الفلسطيني من الحدود، أفاد شاهد عيان بأنّ نيران متقطعة أطلقت أثناء التظاهرة باتجاه برج مراقبة مصري. فرد الأمن المصري بإطلاق النار في الهواء وإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع على الشبان. وأفاد شهود عيان بأنّ عناصر من الأمن الوطني والشرطة التابعين لحماس فرّقوا المتظاهرين بالهراوات ومنعوهم من الوصول إلى الشريط الحدودي.
وأكد مسؤول أمني مصري أنّه أُرسل مئات من رجال الشرطة لتعزيز قوات الأمن الموجودة على الحدود مع قطاع غزة، كما أُرسلت سيارات إطفاء مزوّدة بخراطيم مياه وسيارات إسعاف تحسباً لأي محاولة قد يقوم بها سكان قطاع غزة لاقتحام الحدود وما قد ينجم عن التظاهرات على الجانب الفلسطيني.
وأعلنت حماس أنّها تجري اتصالات مع القاهرة، لاحتواء الأزمة. ونقلت وكالة «صفا» المحلية عن عضو المكتب السياسي للحركة محمود الزهار تأكيده وجود اتصالات بين قيادة حماس والقيادة المصرية لتوضيح الحقائق والمواقف.
وفي السياق ذاته، تقدم رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية بالتعازي إلى القيادة المصرية بوفاة الجندي المصري متمنياً الشفاء للجرحى الفلسطينيين في الأحداث.
في المقابل، توصلت القافلة إلى اتفاق مع السلطات المصرية بإدخال العدد الأكبر من السيارات إلى قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي وإرسال الباقي إلى مخيمات لبنان وسوريا.
وقال المتحدث باسم القافلة زهير البراوي إنّ السلطات المصرية سمحت بعبور 155 سيارة لدى القافلة عبر معبر رفح، وإنّ العمل جار لشحنها من ميناء العريش إلى مدينة رفح المجاورة.
وأضاف البراوي «اتفقنا مع الجانب المصري على شحن 43 سيارة أخرى إلى مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وسوريا بعدما رفضنا إدخالها عبر معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه إسرائيل على مثلث الحدود مع مصر وغزة».
من جهة ثانية، أدانت الحركة الإسلامية في الأردن طريقة تعامل السلطات المصرية مع قافلة المساعدات الإنسانية «شريان الحياة 3» التي لم يُسمح إلا لجزء منها بدخول قطاع غزة، واصفة إياه بـ«الاعتداء المشين والبشع».

(يو بي آي، أ ف ب)
خاص بالموقع