Strong>مهدي السيدخاص بالموقع - تلقّى السفراء والدبلوماسيون الإسرائيليون، أخيراً، رسائل متناقضة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، نصّت على توبيخهم ومطالبتهم بالتوقف عن «الانبطاح» أمام دول العالم.
وذكرت صحيفة «هآرتس»، أن الكثير من الذين شاركوا في مؤتمر السفراء والدبلوماسيين، الذي عقد الأسبوع الماضي في القدس، أكدوا أنهم خرجوا منه «مرتبكين بسبب الرسائل المتناقضة التي ألقاها ليبرمان ونتنياهو».
وقال ليبرمان في بداية المؤتمر، إنه يستبعد التوصل إلى سلام إسرائيلي ـــــ فلسطيني في الأعوام العشرين المقبلة، واصفاً السلطة الفلسطينية بأنها «عصابة مخربيّن».
من جانبه، قال نتنياهو أمام السفراء والدبلوماسيين، يوم الاثنين الماضي، إن «الوقت نضج لاستئناف العملية السياسية»، وإنه «حان الوقت لاستئناف العملية السياسية وانتهى وقت الذرائع وحان وقت الأفعال». وتحدث عن الحاجة لقيام دولة فلسطينية مستقلة ومنزوعة السلاح إلى جانب «دولة إسرائيل اليهودية».
لكن ليبرمان عاد في الجلسة الختامية للمؤتمر يوم الخميس الماضي، إلى تقديراته السلبية في ما يتعلق بعملية سلام محتملة، مشدداً على أنه «يحظر تنفيذ أية مبادرة نية حسنة أخرى تجاه الفلسطينيين من أجل استئناف المفاوضات»، مبرراً ذلك بأن الفلسطينيين قدموا «دعوى خطيرة» ضد إسرائيل إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، على خلفية المسّ بحرية العبادة.
ونقلت «هآرتس» عن عدد من السفراء قولهم «ليس واضحاً لنا أي خط سياسي علينا شرحه في العالم، خط رئيس الوزراء أم خط وزير الخارجية».
وعبرّ السفراء عن استياء شديد في نهاية المؤتمر، حيث اختار ليبرمان اختتامه بتوبيخ السفراء والدبلوماسيين، قائلاً «لقد رأيت بعض السفراء الذين كان تعاطفهم مع الجانب الآخر كبيراً جداً ويريدون طوال الوقت أن يبرروا ويشرحوا موقفه». في إشارة إلى السفير الإسرائيلي لدى تركيا، الذي حاول خفض مستوى التوتر بين تركيا وإسرائيل.
وأضاف ليبرمان «هناك قيمة في الشرق الأوسط لمصطلحات مثل «الكرامة الوطنية»، ولا ينبغي الاستفزاز وإطلاق تصريحات منفلتة لكن يحظر وجود نهج من الانبطاح وإلغاء الذات والسعي إلى تفسير الجانب الآخر، وهذا توجه غير صحيح.. يجب أن يكون هناك رد على كل شيء وهذه هي السياسة التي أريدها من السفراء فقد انتهت فترة الانبطاح».
من جهتها ذكرت صحيفة «معاريف» أنّ السفير الإسرائيلي في مصر شالوم كوهين، انتقد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو «لتساهله وعدم ردّه على التحريض المصري ضد إسرائيل». وقال كوهين خلال الاجتماع إنّ «مصر تتعامل كخصم حقيقي لإسرائيل».
وبعد انتهاء خطاب نتنياهو أمام السفراء، توجّه إليه كوهين بالسؤال «لماذا، بالرغم من وجود اتفاق سلام بين الدولتين، لا تزال المقالات في الصحف المصرية ضد إسرائيل مشبعة بالسم اللاسامي، ونحن لا نرد على ذلك؟». وأضاف «لماذا تستخدم إسرائيل لغة رقيقة وتصالحية أمام القيادة المصرية؟».
ورد نتنياهو على كوهين بالقول «يتعلق الأمر برواسب تراكمت خلال عشرات السنين، ومن الصعب تغيير طريقة تصرف وسائل الإعلام المصرية».
ووفقاً لـ«هآرتس» فقد تحدث ليبرمان مع السفراء لمدة عشرين دقيقة، لكن في نهاية حديثه لم يُمنحوا فرصة طرح الأسئلة والملاحظات، ما أثار غضبهم.
وقالت «هآرتس»، إن عدداً كبيراً من السفراء أُصيبوا بخيبة أمل كبيرة، وخصوصاً على ضوء الرسائل السياسية التي مرّرها ليبرمان. وقالوا إن «وزارة الخارجية تتدهور.. ونحن نتحوّل إلى فرع من حزب إسرائيل بيتنا، فجميع الرسائل كانت سلبية ولا توجد أية خطوة بنّاءة تقودها وزارة الخارجية».
وفي سياق متصل، قال ليبرمان في مقابلة مع الاذاعة الاسرائيلية، إن «شريكنا الفلسطيني أبو مازن مشكلة. هل يمثل كل الشعب الفلسطيني؟ من الواضح أنه لا يمثل غزة وشرعيته في الضفة الغربية يجري التشكيك فيها».
وأضاف الوزير اليميني، إن «توقيع اتفاق مع أبو مازن يعني توقيع اتفاق مع زعيم حركة فتح»، مشدداً على «أننا لسنا مضطرين إلى دفع ثمن بطاقة لبدء مفاوضات».