فيما تواصلت المواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي أمس لليوم الرابع على التوالي احتجاجاً على قرار الدولة العبرية ضم الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال إلى المواقع الأثرية الاسرائيلية، انتقدت الادارة الأميركية هذه «الخطوة الاستفزازية» التي تقوّض جهود السلام.وفي مشاهد تذكر بأحداث مواجهات الانتفاضة الأولى، رشق عشرات الشبان الفلسطينيين، قوات الاحتلال بالحجارة والزجاجات الفارغة، فيما أطلق جنود الاحتلال الغاز المسيل للدموع والأعيرة النارية تجاه المحتجين ما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات. واعتقل جنود الاحتلال 4 فلسطينيين.
وتركزت المواجهات في منطقة جبل جوهر، ومفرق طارق بن زياد، شرق المدينة.
وصادفت يوم أمس الذكرى السادسة عشرة لاستشهاد 29 فلسطينياً في إحدى قاعات الصلاة بالحرم الإبراهيمي على يدي مستوطن إسرائيلي في 25 شباط 1994، وهو ما زاد من التوتر في الخليل حيث يعيش أكثر من 160 ألف فلسطيني.
وأفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن المؤسسة الأمنية تخشى من حصول تصعيد للأوضاع في الخليل تزامناً مع ذكرى مجزرة الحرم الإبراهيمي. ونقلت صحيفة «معاريف» عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها إن «الوضع في الخليل حساس جداً وإن الجيش يستعد لتدهور الأوضاع رغم نجاحنا حتى الآن في احتواء معظم التظاهرات وأعمال الشغب».
وأصدر قائد المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي، آفي مزراحي، قرار تعزيز لقوات الاحتلال المنتشرة في المدينة تحسباً لاندلاع احتجاجات جديدة من جانب السكان الفلسطينيين.
وقام جيش الاحتلال فجراً بحملة دهم واعتقل 20 فلسطينياً في مناطق الخليل وبيت لحم ورام الله ونابلس.
من جهتها، انتقدت الادارة الأميركية الخطط الاسرائيلية الاستفزازية لضم الموقعين المقدسين. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، بي جاي كراولي، «طلبنا من الطرفين الامتناع عن الأعمال الاستفزازية والأحادية التي تقوّض الجهود لاستئناف المفاوضات من أجل إنهاء النزاع».
وأضاف «طرحنا هذا مباشرة مع الحكومة الإسرائيلية».
وفي خطوة يمكن وصفها بالاحتوائية من جانب الحكومة الإسرائيلية، قال رئيسها بنيامين نتنياهو أمس إن الفلسطينيين أساؤوا فهم الأمور، مشدداً في مقابلة مع القناة التاسعة في التلفزيون الروسي على عدم وجود نية لتغيير الوضع الراهن في كل من الحرم الإبراهيمي و«قبر راحيل» في ما يتعلق بالترتيبات المتعلقة بصلاة اليهود والمسلمين.
وقال نتنياهو «ما نريد القيام به هو تعزيز إجراءات الصلاة القائمة، وقد قمنا بأعمال الترميم بالتنسيق مع الوقف الإسلامي».
لكن نتنياهو عاد وأكد أن الحديث يدور عن «مواقع لآباء وأمهات الشعب اليهودي، ونحن نحترم الجانبين وحرية العبادة».
على المستوى العربي، طالبت جامعة الدول العربية بموقف عربي وإسلامي ودولي أكثر صلابة تجاه ما يحدث في القدس المحتلة. كذلك استنكرت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألكسو» التي تتخذ من تونس مقراً لها، قرار الدولة العبرية وسعيها لطمس عروبة القدس المحتلة.
(أ ف ب، يو بي آي)