واصل أهالي الخليل والقدس المحتلة احتجاجاتهم على قرار إسرائيل ضم مقدّسات إسلامية إلى التراث اليهودي العالمي، في وقت حذّر فيه الرئيس محمود عباس من حرب دينية، فيما دعا رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية إلى انتفاضة شعبية
غزة ــ قيس صفدي
تزامناً مع تواصل الاحتجاجات الشعبية على القرار الإسرائيلي بضم الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل، ومسجد بلال بن رباح في بيت لحم، إلى التراث اليهودي العالمي، حذّر الرئيس الفلسطيني محمود عباس من نشوب حرب دينية في الشرق الأوسط، فيما دعا رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية إلى انتفاضة شعبية. وقال عباس، أمام البرلمان البلجيكي، إنّ رد «إسرائيل على دعوة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى اتخاذ خطوات لبناء الثقة، كان إعلان رئيس وزرائها أنّ الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال وأسوار القدس القديمة تراث يهوديّ إسرائيليّ. وهذا استفزاز خطير، ويهدّد بحرب دينية». وأضاف «طالبنا ونطالب بدور سياسي فاعل للاتحاد الأوروبي يكمل الدور الأميركي، الذي نقدّر جميعاً أهميته ومركزيته، ونرى أن كل تأخير وتسويف سيقوّضان فرص السلام، ويُدخلان المنطقة في دوّامات جديدة من العنف». وطالب عباس الاتحاد الأوروبي «بعدم الاستثمار في المستوطنات»، مشيراً إلى أن «مبادرة تدعو إلى مقاطعة إنتاج المستوطنات تعدّ عملاً يصبّ في مصلحة السلام». من جهته، دعا رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية إلى «انتفاضة شعبية لمواجهة القرار الإسرائيلي». وقال، خلال اعتصام نظّمه المجلس التشريعي في غزة، إن «القرار يحتاج إلى ردّ عملي في الضفة الغربية، من خلال انتفاضة الشعب في وجه الاحتلال». ورأى أن «الاحتلال باطل، وما يقوم به باطل، ولا يُلزم الشعب. لن نعترف بالمحتل وبقراراته ولا بضمّه لمقدساتنا. القدس لنا والأرض لنا...»، مشيراً إلى أن «القرار الإسرائيلي يمثّل استخفافاً بالمفاوض الفلسطيني، وبكل من أراد البقاء في مربّع التسوية السلمية». وشدّد هنية على أن «القرار يحتاج إلى رد فلسطيني واضح محدّد، يتمثّل في الإفراج عن كل المعتقلين في سجون الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية، وفي عدم إبقاء أيّ سجين بسبب انتمائه السياسي، واقتنائه سلاح المقاومة، وتمسّكه بالثوابت». كما دعا إلى «مصالحة فلسطينية حقيقية قائمة على أساس التمسك بالحقوق، والحقّ في مقاومة الاحتلال من دون قيد أو شرط».
‏وفي السياق، تواصل الغضب الشعبي على القرار الإسرائيلي، واندلعت مواجهات بين شبّان فلسطينيين وقوات الاحتلال في مدينة الخليل، وأحياء في مدينة القدس المحتلة. وقالت مصادر محلية إن «مواجهات بالحجارة والزجاجات الفارغة اندلعت بين عشرات الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال، التي ردّت بإطلاق الرصاص المعدني وقنابل الغاز، في محيط الحرم الإبراهيمي، من دون وقوع إصابات». وانتظم طلبة مدارس في مدينة الخليل في مسيرات غاضبة هتفوا خلالها بشعارات تندّد بالقرار الإسرائيلي، وتدعو إلى وقفة عربية وإسلامية جادّة.
وفي القدس، رشق طلبة مدارس في أحياء متفرقة من المدينة جنود الاحتلال بالحجارة والزجاجات الفارغة، وأضرموا النار في إطارات مطاطية.
ولم يكن من قاضي قضاة فلسطين الشيخ تيسير التميمي إلا «انتقاد الأمة الإسلامية بسبب عدم اتخاذها أيّ إجراء لمواجهة المشروع الإسرائيلي لتهويد القدس».
دولياً، دان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست القرار الإسرائيلي، ووصفه بالـ«الاستفزازي والعدواني». كذلك ندّدت دمشق بالقرار الإسرائيلي. وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية إن إعلان إسرائيل «يمثّل خرقاً سافراً للقانون الدولي في مهمّات سلطات الاحتلال وواجباتها، وهو استمرار لنهج الاحتلال الإسرائيلي في تهويد الأراضي المحتلة».