أثار قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضمّ الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل وقبر راحيل الواقع عند مدخل بيت لحم قرب القدس المحتلة إلى قائمة المواقع الأثرية في إسرائيل موجة غضب شعبية في الخليل، أدّت إلى وقوع صدامات بين الفلسطينيين المتظاهرين والجنود الإسرائيليين.وأعلنت الخليل الإضراب احتجاجاً على القرار، فأغلقت المدارس والمتاجر أبوابها، وخرج الطلبة والمحتجّون في مسيرات متفرقة في أنحاء مختلفة من المدينة، مندّدين بقرار الحكومة الإسرائيلية، وداعين العالمين العربي والإسلامي إلى التدخل العاجل «لوقف تهويد حرم أبي الأنبياء إبراهيم».
وأشعل المحتجّون إطارات السيارات، فيما رشق عدد من الصبية الحجارة على النقطة العسكرية عند مدخل شارع الشهداء المغلق أمام الفلسطينيين. في المقابل، قام الجنود بإطلاق القنابل المسيلة للدموع، ما أدّى إلى إصابة البعض بحالات اختناق، وتركّزت المواجهات في شارع الشلالة ومفترق طارق بن زياد، في الجهة الشرقية من الخليل.
كذلك ساد الإضراب مدينة يطا جنوب الخليل، ونظّم مجلس اتحاد الطلبة في جامعة القدس المفتوحة في مركز يطا الدراسي فعاليات احتجاجية أمام مبنى المركز، استنكاراً لقرار الحكومة الإسرائيلية.
وتزامن الإضراب والاحتجاجات مع تشديد قوات الاحتلال لقيودها على المصلّين في محيط الحرم الإبراهيمي. وأشار شهود إلى أن عمليات تفتيش دقيقة تقوم بها قوات الاحتلال لكلّ من يحاول الوصول إلى الحرم.
وتأتي هذه الخطوات الاحتجاجية استجابة للنداء الذي عمّمته الفصائل الفلسطينية عبر الإذاعات المحلية الفلسطينية مطالبة الشعب الفلسطيني وأهالي الخليل بالخروج للتعبير عن رفضهم للقرار الإسرائيلي.
وإضافة إلى الغضبة الشعبية، سارعت السلطة الفلسطينية والفصائل إلى إدانة القرار الإسرائيلي. ورأى كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أن «هذا القرار يؤكد مرة أخرى إصرار الحكومة الإسرائيلية على فرض الحقائق على الأرض، وفرض مزيد من الإملاءات الإسرائيلية». ودعا المجتمع الدولي إلى اعتبار هذا القرار «غير شرعي وباطلاً، وعدّ قرار ضم القدس لاغياً وباطلاً وغير شرعي».
بدورها، أدانت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير «القرصنة الاحتلالية الجديدة» و«القرار اللصوصي» الذي اتخذه نتنياهو، محمّلة «إسرائيل وحدها تداعيات هذا القرار الاحتلالي».
وفي غزة، ندّدت الحكومة الفلسطينية المقالة بالقرار الإسرائيلي، معتبرة أنه «يجب التصدّي له». وقال وزير السياحة والآثار في الحكومة محمد الآغا، خلال مؤتمر صحافي، إن «الإعلان الصهيوني الخطير يأتي قبل أيام من الذكرى السادسة عشرة لمجزرة الحرم الإبراهيمي»، مضيفاً أن «هذا يثبت دموية قادة إسرائيل الذين يعشقون سفك دم الفلسطينيين وسرقة تاريخهم وحضارتهم بعد تهجيرهم».
وأضاف الآغا أن «هذا الإعلان الصهيوني يستوجب هبّة شعبية وعربية وإسلامية دفاعاً عن المقدسات وعن الحرم الإبراهيمي الشريف»، محذراً من أن «الغضب الفلسطيني ملتهب ولن يهدأ ما دامت مقدساتنا تستباح».
كذلك، دان وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال، الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، نبيل الشريف، قرار نتنياهو، مؤكداً أنه «يستفزّ مشاعر ملايين المسلمين في العالم». وأضاف «إننا نطالب إسرائيل بالتراجع عن هذه الإجراءات لأنها تبعدنا عن السعي الدولي لإطلاق عملية السلام وتزيد من نسبة عدم الثقة بين الأطراف المختلفة».
(الأخبار)